الأربعاء 26 فبراير 2020 / 15:05

كيف صارت إيران بؤرة لتفشي كورونا في المنطقة؟

قالت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" أن تفشي فيروس كورونا في إيران يمثل أحدث صور لأزمة الجمهورية الإسلامية.

مصدر الفيروس ربما كان من العمال الصينيين الذين يعملون في قم وسافروا إلى الصين في الآونة الأخيرة

 فمع تراجع ثقة الشعب بحكامه بعد التستر في شهر يناير (كانون الثاني)على إسقاط طائرة ركاب أوكرانية بطريق الخطأ، يعتبر تعامل الحكومة مع تفشي الفيروس اختباراً مهماً ليس فقط لقطاع الرعاية الصحية، ولكن أيضاً للشرعية السياسية للنظام الذي يواجه غضباً شعبياً متزايداً.

إرباك
ورأت الصحيفة أن الزعماء الإيرانيين يبدون مربكين حتى الان. فارتفاع عدد الوفيات مع تقارير متضاربة حول المصابين، يعيد تأكيد دوامة الكذب وسوء الإدارة والفساد وعدم الفاعالية والتستر. وتعرضت سمعة البلاد لمزيد من الضرر هذا الأسبوع عندما قررت الدول المجاورة حظر الرحلات إلى إيران ومنها خوفاً من انتشار الفيروس في المنطقة كلها.

وعزز فقدان الثقة الثلثاء إعلان نائب وزير الصحة إصابته بالفيروس. ذلك أن إعلانه جاء غداة ظهوره يتصبب عرقاً وشاحباً ويسعل، وذلك في مؤتمر صحافي كان يهدف إلى تقليل المخاوف من خطر على الصحة العامة، الأمر الذي أثار تساؤلات في شأن شفافية السلطات وقدرتها على مواجهة الفيروس.

حجر صحي
وقالت مريم محمدي (31 سنة)، وهي عالمة اجتماعية من طهران: "إحساسي الرئيسي هو الخوف لأننا لا نثق في النظام". وفرضت محمدي الحجر الصحي على نفسها في المنزل لعدة أيام لأنها مصابة بالربو. وأضافت: "نتعرض للقمع منذ سنوات. لقد كذبوا علينا. عشنا في مجتمع غير متكافئ وغير عادل. في حالة الأزمات الجماعية، لا شيء يسمى مجتمع يمكننا الاعتماد عليه للوقوف في وجه الكارثة".

مسؤولون مصابون
وليس نائب وزير الصحة إلا واحداً من العديد من المسؤولين الإيرانيين الذين ثبتت إصابتهم بكورونا، بينهم المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي والنائب الإصلاحي محمود صادقي ومجبت رحمن زاده، عمدة المنطقة في طهران.وكتب صادقي على "تويتر": "لدي أمل ضئيل للغاية في البقاء على قيد الحياة".

غياب الشفافية
وأصر المسؤولون الإيرانيون الثلاثاء على أن 15 شخصاً فقط توفوا بسبب الفيروس، وأن 95 شخصاً آخرين قد ثبتت إصابتهم، رافضين تصريح النائب أحمد عمرادي فرحاني الذي قال إن أكثر من 50 شخصاً توفوا في جميع أنحاء البلاد، واتهم المسؤولين الحكوميين بعدم الشفافية.
ذكرت تقارير إخبارية محلية أن ما لا يقل عن 230 مستشفى في جميع أنحاء البلاد يعالجون المصابين بفيروس كورونا.

العمال الصينيون
وفرحاني من مدينة قم. وقال مسؤول وزارة الصحة مينو مهرز إن مصدر الفيروس ربما كان من العمال الصينيين الذين يعملون في قم وسافروا إلى الصين في الآونة الأخيرة.

وانتشر الفيروس بسرعة إلى مدن أخرى في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك طهران وأراك وأصفهان ورشت. وتسارعت الإعلانات عن انتشاره منذ توجه الإيرانيين إلى صناديق الاقتراع يوم الجمعة الماضي للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية. ومذذاك، أغلقت مدارس وجامعات ومراكز ثقافية، كذلك، أعلقت العديد من المقاطعات لمدة 10 أيام.وقال محرز: "من الممكن وجود الفيروس في جميع مدن إيران".

دول الجوار
وسجلت اصابات في العراق ولبنان والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وعمان وأفغانستان، وكلها اصابات مرتبطة بإيران.

ومع ذلك، لم تكن كل هذه الدول قادرة على وقف تدفق المسافرين، خاصة أثناء الحج. والعديد من تلك البلدان المثقلة بالنظم الصحية المتهالكة أو البيروقراطية الصلبة أو الاضطرابات المدنية، غير مجهزة لاحتواء التهديد. والعراق هو أحد أكثر الفئات ضعفاً، حيث يتلقى ربع وارداته من إيران، ويسافر إليه عشرات الملايين من الحجاج الإيرانيين كل عام لزيارة المزارات الشيعية.