(أرشيف)
(أرشيف)
الأربعاء 26 فبراير 2020 / 15:17

لبنان.. تحضيرات لعقوبات أمريكية ضد مقربين من حزب الله

لم يكن أمراً عادياً صرخة الرجل اللبناني في أحد مصارف بيروت محاولاً الحصول على راتبه الذي يمنعه عنه المصرف كما بقية المصارف، الرجل الذي حاول إحراق نفسه بمادة البنزين بعدما يئس من أكثر من شهرين في الحصول على مرتبه يعطي صورة حقيقية للأزمة الاقتصادية والانهيار، وقرارات المصارف التي نقلت حياة الكثيرين من الطبقة المتوسطة إلى الفقر والعوز.

وكما يبدو، فإن المستفيد حتى اليوم من الدولارات الموجودة لدى المصارف اللبنانية، هو الذي يدير لعبة بيعها وشرائها في الأسواق، عبر تجار العملة وإدارات المصارف، أي حزب الله، ممثلاً بأمين شري، الملقب بمندوب حزب الله السامي للأمور المالية والقضايا غير الشرعية للتهريب والتبييض، من مطار بيروت إلى المرفأ وما بينهما من سوليدير ومصرف لبنان.

الشعب يفور
أحد الفيديوهات المنتشرة في بيروت هي لرجل يقف في مصرف حاملاً زجاجة مادة حارقة، يهدد بإشعال نفسه إن لم يأخذ راتبه الذي أوقفته إدارة البنك وأعطته منه خمسين دولاراً في الأسبوع، هذا الفيديو دفع المحتجين في مناطق مختلفة إلى إقفال فروع للمصارف في مناطق مختلفة، فيما منع عناصر حزب الله عدداً من المواطنين من دخول أحد البنوك في الضاحية الجنوبية للاحتجاج على امتناع البنك عن صرف راتب أحد الأشخاص.

ويحاول حزب الله ومعه رئيس الجمهورية والمقربين منه الضغط على الناشطين من خلال استدعائهم عبر القضاء ووضعهم بالسجن فيما هذا القضاء لا يتحرك لمواجهة الفاسدين أو مسببي الوضع الذي وصلت إليه البلاد.

عقوبات جديدة
في آخر المعلومات عن الضغود الدولية على حزب الله والمقربين منه، أو قدموا له المعونة للإفلات من العقوبات، يبدو أن العقوبات على أفراد في لبنان عادت لتتحرك في دوائر القرار بواشنطن، حيث يتم التحضير للائحة جديدة من العقوبات على حزب الله ومقربين منه، هي قيد الصدور عن وزارة الخزانة الأمريكية قريباً.

وكشفت عن معطيات موثوق بها في واشنطن تتحدث عن أنّ من بين الأسماء المستهدفة بهذه اللائحة الجديدة، رشح اسم "وزير سيادي سابق من حلفاء الحزب" ومعه مجموعة من المقربين له، وسيشكل إدراج اسمه ارتقاء في مستوى الملاحقين بموجب العقوبات الأميركية على المتعاملين والمقرّبين من حزب الله، بعدما كانت في السابق تقتصر على أسماء غير وازنة في اللعبة السياسية اللبنانية.

المعلومات من واشنطن أشارت إلى أن العقوبات هي أفضل السبل لمنع حزب الله من الحصول على مال خارجي مرتبط بتجارة المخدرات، أو عمليات تبييض الأموال وتهريبها من الأمريكيتين وأوروبا وافريقيا وأستراليا، وحتى من دول عربية.

مراقبة
ولفتت المصادر إلى أن هناك طائرة خاصة أيضاً وضعت تحت المراقبة لمعرفة إن كانت تشارك بعمليات التهريب المالي الجديدة، حيث ستوضع على لائحة العقوبات، ما يعني أن الشركة المالكة لها، ومن يقودها وركابها في الأشهر الأخيرة سيتحولون إلى أسماء مرتبطة بالعقوبات.

ويبدو أن قرار مواجهة عمليات تمويل حزب الله اتخذ منحى جديدا مع تحويل ملفه إلى "مجموعة العمل المالي" التي تعمل على مكافحة الجريمة المنظمة حول العالم، وهي تضم عدداً من الدول الغربية بالإضافة إلى الولايات المتحدة، حيث تقوم لجنة بدراسة الملف لإبداء الرأي، وتحديد حجم التدخل الذي يمكن للمجموعة القيام به لمواجهة جرائم حزب الله.