الجدار التركي على الحدود مع سوريا (رويترز)
الجدار التركي على الحدود مع سوريا (رويترز)
الأربعاء 26 فبراير 2020 / 23:28

الجدار الحدودي التركي يصبح رمزاً لمعاناة النازحين السوريين

عندما فرت أسرة حسن مغلاج من القصف الذي دمر قريتها في شمال غرب سوريا، وجدت نفسها أمام جدار من الخرسانة ومتوج بالأسلاك الشائكة يمتد عبر الحدود مع تركيا ويحول دون دخولها.

ويعكف مغلاج على بناء كوخ صغير بكتل إسمنتية بمحاذاة الجدار ليحتمي فيه. وقال مغلاج وهو عامل بناء لرويترز: "لم يعد لدينا ملاذ إلا الجدار لأنه لا توجد مساحة. أريد أن يبقى أطفالي بالقرب مني".

وأصبح الجدار البالغ ارتفاعه ثلاثة أمتار جزءاً من الحياة اليومية لأسر مثل أسرة مغلاج، التي فرت من هجوم الجيش السوري على شمال غرب سوريا للاحتماء قرب الحدود.

ونزح قرابة مليون شخص بسبب القتال في إدلب على مدار الأشهر الثلاثة الماضية في أكبر نزوح جماعي خلال الحرب المستمرة منذ تسعة أعوام.

وبنت بعض الأسر التي تقطعت بها السبل عند الحدود التركية المغلقة، منازلها الجديدة بمحاذاة الجدار.

وتستخدمه الأسر دعامة لنصب خيام، أو بناء ملاجئ مؤقتة. ويعلق عليه الناس ملابسهم لتجف. ويلعب الصبية عليه بمحاولة تسلقه، بينما وضع رجل سياجاً عند الجدار، لزراعة البصل.

لكن الجدار يرمز إلى أنه لم يعد للذين هربوا من الرئيس السوري بشار الأسد أي مكان يلجأون إليه في الوقت الذي تكتسب فيه القوات السورية بدعم روسي أرضاً في آخر معقل كبير للمعارضة.

ولم يكن هناك مكان لزوجة مغلاج وأطفاله في مخيم أطمة المجاور، الذي تمتد فيه الخيام باللونين الأبيض والأزرق عبر البلدة والذي يكتظ بالسوريين الذين نزحوا في معارك سابقة في الحرب.

ويقول مغلاج إنه إذا تقدم الجيش صوب الحدود، فسيكون أول شخص يتسلق الجدار حتى لو أدى ذلك إلى مقتله. وقال: "لا مجال للشك. عندي أطفال. لا يوجد خيار آخر.. حياً أم ميتاً".

وخلف الجدار توجد أبراج مراقبة وأسيجة معززة في منطقة يحرسها الجنود على مدار الساعة.

وقال أبو شام الذي هرب من قريته في إدلب: "اليوم الناس تسعى للحصول على مأوى عند الجدار التركي.. هذا الجدار الذي بني لمنعنا من الدخول".

وقال: "إذا ذهبت إلى أي منطقة أخرى فسيتقدم النظام صوبها أيضاً. الآن نحن عند آخر نقطة في الجدار وإذا وصل القتال للجدار فالناس إما سيذبحون هنا أو سندخل تركيا بطريقة أو بأخرى".