الخميس 27 فبراير 2020 / 10:37

مواجهتان عربيتان في دور الثمانية بدوري أبطال أفريقيا

تسعى 6 فرق عربية للاقتراب من التأهل للدور قبل النهائي ببطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وذلك حينما تنطلق جولة الذهاب بدور الثمانية للمسابقة القارية غداً الجمعة.

وواصلت فرق الأهلي والزمالك المصريان والترجي والنجم الساحلي التونسيان والوداد والرجاء البيضاوي المغربيان مسيرتها في البطولة الأهم والأقوى على مستوى الأندية في القارة السمراء، بعدما اجتازت مرحلة المجموعات.

وتتطلع الفرق الستة لمواصلة مشوارها في البطولة من أجل احتفاظ الكرة العربية باللقب للنسخة الرابعة على التوالي، غير أن مهمتها لن تكون سهلة في ظل المنافسة الشرسة المتوقعة من تي بي مازيمبي بطل الكونغو الديمقراطية وماميلوي صن داونز الجنوب أفريقي، اللذين يحلمان بالعودة إلى منصة التتويج الأفريقية مجدداً.

وللمرة الأولى في تاريخ البطولة، التي انطلقت نسختها الأصلية عام 1964، يتأهل إلى هذا الدور ثمانية فرق سبق له الفوز باللقب، وهو ما ينذر بمزيد من الإثارة والندية خلال الأدوار المقبلة.

ويحتضن إستاد القاهرة الدولي غداً الجمعة مواجهة عربية من العيار الثقيل، حينما يستضيف الزمالك فريق الترجي التونسي، في مواجهة أخرى بينهما بعدما التقيا في بطولة كأس السوبر الأفريقي بالعاصمة القطرية الدوحة في 14 فبراير (شباط) الحالي، وفاز فيه الفريق المصري 3-1.

ويرغب الزمالك في تحقيق نتيجة إيجابية تسهل مهمته قبل لقاء العودة الذي سيقام بتونس الأسبوع المقبل، خاصة في ظل معنويات لاعبيه المرتفعة، عقب التتويج بلقب كأس السوبر المصري على حساب غريمه التقليدي الأهلي يوم الخميس الماضي بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.

ويأمل الزمالك، الذي توج بأربعة ألقاب على الصعيدين المحلي والأفريقي في الأشهر التسعة الأخيرة، في المضي قدما بالبطولة التي يبحث عن التتويج بها للمرة الأولى منذ عام 2002، خاصة بعد تقلص حظوظه كثيراً في استعادة لقب الدوري المصري الغائب عن خزائنه في المواسم الأربعة الأخيرة، عقب غيابه عن مواجهة الأهلي في لقائهما الأخير بالمسابقة المحلية يوم الإثنين الماضي بسبب تعطل حافلة الفريق، وفقا لما أكده مسؤولوه.

وقرر اتحاد الكرة المصري الأربعاء اعتبار الزمالك منسحباً من المباراة وفوز الأهلي 2-0، بالإضافة لخصم ثلاث نقاط من رصيد الزمالك في نهاية الموسم، ليبتعد بذلك بفارق 20 نقطة عن الفريق الأحمر المتصدر، قبل 18 مباراة على نهاية الموسم.

ويطمح الزمالك لمواصلة تفوقه على الترجي، ففي سبع مواجهات جمعتهما بالمسابقات الأفريقية، حقق الفريق المصري 3 انتصارات، مقابل فوز وحيد للفريق التونسي، وفرض التعادل نفسه في ثلاثة لقاءات.

وتبدو جميع الأوراق الرابحة للزمالك جاهزة تماماً، في ظل جاهزية النجم المغربي أشرف بنشرقي، الذي أحرز هدفين في مرمى الترجي خلال لقاء السوبر، وكذلك المهاجم الشاب مصطفى محمد وصانع الألعاب يوسف أوباما وثنائي وسط الملعب التونسي فرجاني ساسي، لاعب الترجي السابق، والدولي المصري طارق حامد، بالإضافة إلى قلب الدفاع محمود علاء وحارس المرمى محمد أبوجبل.

وبلغ الزمالك دور الثمانية في المسابقة التي فاز بها خمس مرات، عقب حصوله على المركز الثاني في المجموعة الأولى، التي ضمت مازيمبي وزيسكو يونايتد الزامبي وأول أغسطس الأنغولي.

الترجي
في المقابل، يسعى الترجي إلى تعويض جماهيره عن الخسارة المباغتة للقب السوبر الأفريقي، الذي ظل عصيا على الفريق الملقب بشيخ الأندية التونسية للعام الثاني على التوالي.

ويبحث الترجي، الذي توج بدوري الأبطال أربع مرات، عن تحقيق انتصاره الأول في الملاعب المصرية، والتي بدأت عام 1987.

وخلال 18 مباراة لعبها الترجي مع فرق الأهلي والزمالك والاتحاد السكندري والإسماعيلي والترسانة، تلقى أبناء باب سويقة 7 هزائم مقابل 11 تعادلا، حسبما أفاد موقع تونس الرقمية الإلكتروني.

واستعاد الترجي قدراً كبيراً من اتزانه عقب خسارة السوبر الأفريقي، بفوزه 2-0 على البنزرتي و1-0 على حمام الأنف في مباراتيه الأخيرتين بالدوري التونسي، ليعزز تصدره للبطولة المحلية، بفارق عشر نقاط عن أقرب ملاحقيه الصفاقسي.

ويعاني الترجي من غيابات مؤثرة، بعدما تم استبعاد ثنائي خط الدفاع سامح الدربالي وعبدالقادر بدران بداعي الإصابة، إلى جانب فقدان الفريق خدمات مهاجمه البارز طه ياسين الخنيسي.

وتعول جماهير الترجي كثيراً على المهاجم الليبي حمدو الهوني والثنائي الإيفواري إبراهيما واتارا وفوسيني كوليبالي والجزائريين عبدالرؤوف بن غيث وبلال بن ساحة وإلياس الشتي، والمدافع المحنك خليل شمام وحارس المرمى المعز بن شريفية.

وصعد الترجي لدور الثمانية في البطولة التي فاز بها في الموسمين الماضيين، بعدما تصدر ترتيب المجموعة الرابعة التي ضمت الرجاء البيضاوي وشبيبة القبائل الجزائري وفيتا كلوب من الكونغو الديمقراطية، برصيد 11 نقطة، عقب تحقيقه 3 انتصارات وتعادلين وخسارة وحيدة.

وفي المغرب، يشهد ملعب محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء بعد غد السبت صداماً عربياً آخر بين الوداد البيضاوي وضيفه النجم الساحلي، وهي المواجهة الأولى بين الفريقين في المسابقات الأفريقية منذ 17 عاماً تقريباً.

وسبق للفريقين أن التقيا في نهائي بطولة كأس الاتحاد الأفريقي عام 1999، حيث انتصر النجم 1-0 في لقاء الذهاب بتونس، قبل أن يفوز الوداد 2-1 إيابا بالمغرب، ليتوج الفريق التونسي باللقب لتفوقه بفارق الأهداف المسجلة خارج الأرض.

وتجدد الموعد بين الفريقين عام 2003 في قبل نهائي بطولة كأس الكؤوس الأفريقية قبل إلغائها، حيث حسم النجم المواجهة لصالحه أيضا، عقب فوزه 2-0 ذهاباً بتونس و1-0 في لقاء الإياب بالمغرب.

وواصل النجم تفوقه على الوداد خلال أخر مواجهة بينهما والتي كانت في دور الـ16 لبطولة الأندية العربية عام 2018، حيث فاز 1-0 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة.

وتشهد المباراة الظهور الأول للمدرب خوان كارلوس جاريدو وهو على رأس القيادة الفنية للوداد، الذي تعاقد معه مؤخرا خلفا للفرنسي سيباستيان ديسابر، حيث يستهل الإسباني مهمته مع ناديه الجديد بمواجهة فريقه الذي انفصل عنه مؤخراً.

وقاد جاريدو النجم للصعود لدور الثمانية في البطولة، بعدما تصدر ترتيب المجموعة الثانية التي ضمت الأهلي والهلال السوداني وبلاتينيوم الزيمبابوي، حيث حصل على 12 نقطة من 4 انتصارات وخسارتين، لكن تمت إقالته بسبب سوء نتائج الفريق في الدوري التونسي.

ويدرك لاعبو الوداد أن الفوز على النجم بنتيجة كبيرة سيمنح الفريق، الفائز بدوري الأبطال عامي 1992 و2017، الكثير من الهدوء والاستقرار قبل لقاء العودة الذي سيقام بتونس، بعدما ساد الكثير من الاضطرابات داخل صفوف الفريق في أعقاب فشل الوداد في تحقيق أي فوز في مبارياته الثلاث الأخيرة بالدوري المغربي.

وكان الوداد قد تأهل لدور الثمانية، بعد حلوله ثانيا في المجموعة الثالثة، التي ضمت صن داونز وبيترو أتلتيكو الأنجولي واتحاد الجزائر، برصيد تسع نقاط من فوزين و3 تعادلات وخسارة وحيدة.

ويتولى قيس الزواغي تدريب النجم الساحلي حالياً، حيث قاد الفريق لتحقيق انتصار كبير 5-1 على ضيفه نجم المتلوي في مباراته الأولى مع الفريق بالدوري التونسي يوم السبت الماضي.

وتضع جماهير الفريق التونسي، الذي فاز بالبطولة عام 2007، آمالا كبيرة على المحترف الإيفواري سليمان كوليبالي وفراس بلعربي، اللذين تناوبا على تسجيل أهداف النجم الخمسة في نجم المتلوي، بالإضافة للمهاجم الجزائري كريم العريبي، الذي يتصدر ترتيب هدافي دوري الأبطال حاليا برصيد 10 أهداف.

الأهلي
ويخوض الأهلي مواجهة ثأرية أمام ضيفه صن داونز بعد غد بالقاهرة، حيث يحلم الفريق الأحمر بالثأر من خروجه المذل أمام منافسه الجنوب أفريقي من دور الثمانية في نسخة المسابقة الماضية.

وتلقى الأهلي أقسى هزيمة في تاريخ الأندية المصرية بالبطولات الأفريقية، عقب خسارته 0-5 أمام صن داونز ذهابا، مقابل الفوز 1-0 ليودع المسابقة آنذاك.

ويرى الكثير من محبي الأهلي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد ثمانية ألقاب، أن الحظ وقف بجوار الفريق المصري بعدما منحته القرعة فرصة استعادة كبريائه من جديد أمام منافسه، الذي حمل كأس البطولة عام 2016.

وبعدما اقترب الأهلي كثيرا من الاحتفاظ بلقب الدوري المصري للموسم الخامس على التوالي، في ظل تحليقه في الصدارة بفارق 16 نقطة أمام أقرب ملاحقيه المقاولون العرب بالإضافة لامتلاكه مباراة مؤجلة، فإن تركيز اللاعبين والجهاز الفني حاليا ينصب الآن على استعادة اللقب الغائب منذ عام 2013.

ورغم تأهله لدور الثمانية، إلا أن الأهلي صاحب لقب نادي القرن في أفريقيا، لم يظهر بالشكل المقنع في مرحلة المجموعات، حيث ظل موقفه من الصعود معلقا حتى آخر لقاءاته بالمجموعة الثانية، التي حصل على المركز الثاني فيها برصيد 11 نقطة من 3 انتصارات وتعادلين وخسارة وحيدة.

ولن تكون مهمة الأهلي سهلة أمام صن داونز، الذي كشر عن أنيابه في دور المجموعات، وتأهل لدور الثمانية على قمة المجموعة الثالثة برصيد 14 نقطة، من 4 انتصارات وتعادلين دون أي خسارة.

وتعيد تلك المواجهة إلى الأذهان لقاء الفريقين بنهائي البطولة عام 2001، حينما حسم الأهلي فوزه بالبطولة للمرة الثالثة آنذاك، بعد تعادله 1-1 ذهابا في جنوب أفريقيا، وفوزه 3-0 في لقاء العودة باستاد القاهرة، الذي يستضيف لقاء السبت.

ويخوض الرجاء البيضاوي، سادس الفرق العربية في السباق القاري، والذي توج باللقب أعوام 1989 و1997 و1999، مواجهة بالغة الصعوبة أمام مازيمبي، الذي يمتلك خمسة ألقاب في المسابقة.

وبعد غياب 18 عاماً، يعود الفريقان لمواجهة بعضهما في المسابقات القارية، حيث سبق أن التقيا في مرحلة المجموعات بنسخة البطولة عام 2002، ففاز مازيمبي 2-0 في الكونغو الديمقراطية، قبل أن يرد الرجاء الدين ويفوز 1-0 في الدار البيضاء.

وتعززت صفوف الرجاء بعودة نجومه محسن متولي وعمر بوطيب وأيوب نناح وفابريس نجوما قبل المواجهة المرتقبة، بينما تحوم الشكوك بشأن لحاق عبدالجليل جبيرة باللقاء عقب تعرضه للإصابة مؤخراً.

ويتعين على الرجاء تحقيق نتيجة مطمئنة في لقاء الذهاب الذي يقام بملعب محمد الخامس، في ظل الصعوبات التي تنتظر الفرق الزائرة لملعب مازيمبي في معقله بمدينة لومومباشي الكونغولية، حيث اعتاد اقتناص انتصارات ضخمة من ضيوفه في البطولة هذا الموسم.

وبلغ الرجاء دور الثمانية، بعدما حل في المركز الثاني بترتيب المجموعة الرابعة برصيد 11 نقطة، من 3 انتصارات وتعادلين وخسارة وحيدة، في حين تأهل مازيمبي للدور ذاته، عقب تصدره ترتيب المجموعة الأولى برصيد 14 نقطة، من 4 انتصارات وتعادلين، بينما حافظ على سجله خالياً من الهزائم.