الخميس 27 فبراير 2020 / 11:13

انقسام حكومة كابول عشية المفاوضات بين أمريكا وطالبان

24- زياد الأشقر

قال الباحث عمران فيروز في موقع مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن الحكومة الأفغانية قد تثبت أنها العدو الأول لنفسها عشية مفاوضات السلام بين أمريكا وحركة طلبان، وذلك مع رفض الرئيس التنفيذي عبدالله عبدالله نتائج الانتخابات الأخيرة التي منحت الفوز بفارق ضئيل للرئيس أشرف غاني، وبإعلانه أنه سيشكل "حكومته الشاملة".

رفض عبدالله إدعاء غاني بالفوز، ومنع المسؤولين الانتخابيين من مغادرة البلاد، وأعلن عن تعيين مسؤولين وحكام في ولايتين

ولفت إلى أن أفغاناً كثراً قلقون من أن يصب النزاع الانتخابي في مصلحة طالبان، التي اتفقت في وقت سابق من هذا الشهر مع المبعوث الأمريكي زالماي خليل زاد على جولة مفاوضات جديدة في مارس (آذار)، عقب هدنة استمرت أسبوعاً اعتباراً من السبت الماضي.

ورفضت طالبان سابقاً شرعية الحكومة الحالية في كابول، واصفة إياها بأنها "نظام دمية" وقالت إنها لن تتفاوض معها. وبحسب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، فإن الحركة الإسلامية وافقت عوض ذلك على إجراء مباحثات مع "فصائل أفغانية داخلية".

ومن قبيل المفارقة، بحسب الكاتب، أنه حتى وقت قريب، كانت الحكومة الأفغانية هي التي تصف طالبان على أنها حركة غير موحدة ولذلك لم تكن قادرة على التفاوض معها. لكن الآن، يبدو أن كابول هي المفتتة أكثر من أي وقت مضى.

حكومة تمثل الشعب
وقال المحاضر الجامعي في كابول منير أحمد نيازي للزميل عبد الرحمن لاكانوال الذي يتخذ العاصمة الأفغانية مقراً له: "عوض النزاع، هم في حاجة إلى حل. إن المشاكل الداخلية بين هؤلاء السياسيين تؤثر علينا جميعاً...نحن بحاجة إلى حكومة تمثل كل الشعب".

وفي الأيام الأخيرة، رفض عبدالله ادعاء غاني بالفوز، ومنع المسؤولين الانتخابيين من مغادرة البلاد، وأعلن عن تعيين مسؤولين وحكام في ولايتين في شمال البلاد هما ساربول وجوزجان. وقال إن "فريقنا هو الفائز في الانتخابات استناداً إلى الأصوات النظيفة، ونعلن فوزنا وتأليف حكومة شاملة". ووصف كذلك الانتخابات بأنها "خيانة وطنية" و"غير شرعية" و"انقلاب ضد الديمقراطية". ويبدو أن عبدالله راغب في أداء اليمين كرئيس مع حكومة موازية.

عبدالرشيد دوستم
ويتمتع عبدالله بدعم شخصيات سياسية مثل عبد الرشيد دوستم، وهو أمير حرب كان حتى وقت قريب نائب الرئيس الرسمي لغاني( على رغم أنه لا يتمتع بأي صلاحيات وحتى أنه غادر البلاد عقب اتهامات له بالاغتصاب). لكن قبل الإعلان عن نتائج الانتخابات، انتقد دوستم في خطاب الحكومة معلناً أنه لن يعترف بأي "نتائج مزورة".

ومع الاضطراب الحكومي السائد، قال الكاتب إن المباحثات بين مختلف الفصائل الأفغانية عادت إلى الطاولة. ويبدو أن طالبان ستطالب بذلك، على رغم أن الكثير من الأفغان يخشون ذلك.

وقال طبيب في كابول يدعى محمد حنيف: "لسوء الحظ، فإن بعض الناس غير راضين عن النتائج. أتفهم ذلك، لكن الكثيرين منهم لا ينظرون إلا إلى مصالحهم الشخصية فقط. ونحن كشعب أفغاني علينا أن نقف معاً لمواجهة أعدائنا برؤوس مرفوعة. إنه العدو الذي سيتسفيد من هذه الأزمة".

ويرى محمد كريم أفغان أن "على كل المرشحين القبول بهذه النتائج. وعدم تقويض جهود السلام الحالية".