الخميس 27 فبراير 2020 / 11:28

الإمارات نموذج رائد في التقصي والسيطرة على كورونا

24- أبوظبي- آلاء عبد الغني

تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة استراتيجيات واضحة للتعامل مع مختلف أنواع التحديات سواء الأمنية أو الاقتصادية أو الصحية، وغيرها، ولا تألو الدولة جهداً للتعاون والتضامن والتنسيق مع الدول الصديقة والشقيقة، والمنظمات العالمية للتصدي لجميع أنواع التحديات، لاسيما الأمراض والفيروسات القاتلة والخطيرة التي تظهر فجأة بين الفينة والأخرى مخلّفة خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وأبرز التحديات اليوم على الساحة العالمية، فيروس كورونا (كوفيد-19)، الذي شغل العالم خلال الأشهر القليلة الماضية، وأثبت أهمية التعاون والتضامن الدولي لمواجهته، إذ إنه بدأ بالظهور نهاية عام 2019 الماضي في سوق لبيع المأكولات البحرية والحيوانية في مدينة ووهان عاصمة هوبي في الصين، ثم بدأ بالانتشار خارجها، ما يظهر بصورة جلية أنه لا يمكن لأي دولة مهما بلغت قوتها وإمكاناتها المادية والعلمية أن تواجهه بمفردها.

إجراءات استباقية
وعلى الرغم من أن العلماء لم يستطيعوا التوصل إلى لقاح فاعل لمواجهته أو اكتشاف حقيقته بشكل تام ونهائي، فإن أسلوب التصدي له يعتمد على العزل السريع للمرضى، وهو ما يحتاج سرعة استجابة وإجراءات استباقية أكدت الإمارات ريادتها في اتخاذها مبكراً.

تنشيط التقصي الوبائي
وتعمل المؤسسات الصحية المعنية في الإمارات على اتخاذ العديد من الإجراءات والتدابير الوقائية الكفيلة بمحاصرة مرض كورونا المستجد (كوفيد ـ 19)، لمنع انتشاره من خلال تنشيط عمليات التقصي الوبائي الهادفة إلى تحصين المجتمع من الفيروس.

وتطبق المؤسسات الصحية في الدولة المعايير اللازمة لفحص المصابين بالإنفلونزا في المنشآت الطبية، وسرعة التشخيص والإبلاغ الفوري لجميع الحالات المشتبه بها، وإيجاد المختبرات الحديثة لفحص واكتشاف الفيروس الجديد، إلى جانب التقصي الوبائي النشط للمخالطين المحتملين للمصابين، وفق معايير منظمة الصحة العالمية.

فحوصات في المطارات
واتخذت الإمارات سلسلة طويلة من الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا المستجد، حيث يتم إخضاع جميع المسافرين القادمين من المناطق الموبوءة بالفيروس، للفحص الطبي في جميع مطارات الدولة ومنافذها الحدودية، سواء ظهرت عليهم الأعراض أم لم تظهر.

مركز اتصال وتوعية
وكذلك خصصت وزارة الصحة ووقاية المجتمع مركز اتصال يعمل على مدار الساعة للتقصّي والمتابعة، فيما تم وضع الإجراءات الرقابية الخاصة بالمدارس والحضانات والمؤسسات التعليمية، إلى جانب تنفيذ حملات توعية، ووفرت الدولة الفحوصات والعلاج المجاني للمصابين بالفيروس، وأعلنت عن شفاء 3 حالات من بين 13 حالة مصابة تم اكتشافها في الدولة.

السيطرة على الأمراض المعدية
وتعد دولة الإمارات نموذجاً عالمياً رائداً يحتذى به في السيطرة على الأمراض المعدية، والسيطرة عليها، من خلال التعاون والتكامل بين الجهات ذات العلاقة، وسعيها المستمر لحماية المجتمع والحد من انتشار الأمراض المعدية، عبر تطبيق أفضل الممارسات في السيطرة على الأمراض المعدية وفق أرقى المعايير العالمية، بالاشتراك والتكامل مع الجهات المعنية ذات العلاقة، المحلية والعالمية.

العمل على مدار الساعة
واستعدت الإمارات مبكراً للتعامل مع أيّ تداعيات محتملة لانتشار فيروس كورونا المستجد، كما تقوم الطواقم الطبية بإجراء الفحوص اللازمة لمخالطي المصابين بالفيروس، أو المشتبه في إصابتهم به، على مدار الساعة، إلى جانب رصد جميع التطورات المتعلقة بتفشّي الفيروس في أي منطقة جديدة من العالم.

محاربة الشائعات
كما تبذل الدولة جهوداً كبيرة في محاربة الشائعات، نظراً لخطورتها وتداعيتها التي من شأنها إثارة مخاوف أفراد المجتمع وبعث القلق لديهم، ودعا وزير الصحة ووقاية المجتمع عبد الرحمن العويس في أكثر من مناسبة إلى عدم المبالغة في القلق والتهويل من خطورة الفيروس، وإلى الثقة بإجراءات وزارة الصحة والجهات المختصة في هذا الشأن، مشدداً على أن الإمارات تلتزم التزاماً تاماً بمبدأ الشفافية، وتبقى الجمهور على اطلاع بالمستجدات حول الفيروس أولاً بأول، وتحرص على نشر الوعي الكافي بين أفراد المجتمع عبر النشرات التوعوية وحسابات الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية كذلك عدم صحة ما يتم تداوله من شائعات فيما يتعلق بوجود أدوية لعلاج الفيروس أو أغذية تسهم بالوقاية منه أو علاجه، أو لقاح فعال يحمي من الإصابة به، وشددت على عدم وجود علاج محدد له وإنما يتم علاج كل حالة بحسب الأعراض السريرية لكل مريض.

منشأة طبية للعزل
وأعلن وزير الصحة ووقاية المجتمع عبد الرحمن العويس أمس الأربعاء، عن إنجاز الاستعدادات التقنية والطبية واللوجستية لإنشاء منشأة طبية للعزل الصحي لمصابي فيروس كورونا المستجد في حالة الطوارئ العالمية، مزودة بأحدث المعدات والتجهيزات وفق معايير منظمة الصحة العالمية.

قرارات منع السفر
وحرصاً على سلامة رعاياها، دعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، مواطني الدولة، إلى تأجيل سفرهم إلى الصين إلا في حالات الضرورة القصوى، ي ظل ما تشهده عدة دول من انتشار لفيروس كورونا الجديد، كما قررت منعهم من السفير إلى إيران وتايلاند، ودعت سفارتا الإمارات في كوريا الجنوبية وإيطاليا أمس الأربعاء، المواطنين إلى تأجيل سفرهم إلى هاتين الدولتين، كإجراء احترازي بسبب فيروس كورونا المستجد.

إشادة عالمية
وحصلت دولة الإمارات على إشادة كبيرة من منظمة الصحة العالمية والمركز الإقليمي والعربي لتعاملها مع حالات الإصابة بالفيروس المكتشفة، فضلاً عن الشفافية والتعامل مع هذا الفيروس، وتخصيص الدولة مركزاً للتواصل باللغة الصينية للاستفسار عن المرض والتبليغ عن الحالات المشتبه فيها.