الخميس 27 فبراير 2020 / 15:31

تفشي كورونا في معسكرات تدريب الحرس الثوري الإيراني

كارثة فيروس كورونا في إيران هي كجبل الجليد في البحر، ما يظهر منه جزء بسيط جداً من الحجم المخفي، فالأرقام الحقيقية للمصابين بالمرض ليست كما تحاول الحديث عنه حكومة طهران، فالأرقام عالية جداً وخصوصاً في معسكرات التدريب التابعة للحرس الثوري.

الأرقام المشبوهة لأعداد المصابين التي تعلنها طهران أظهرت أن أعداد المصابين بالمرض تخطت الألف شخص، أما الموتى به فهم بالعشرات، فالمرض انتشر من شهر ونصف الشهر في المدن، وبسبب الانتخابات التي كان يعول النظام على مشاركة الملايين فيها، لأخذ مشروعية شعبية، فمنع الحديث نهائياً عن المرض والمصابين به، وترك الناس يعيشون حياتهم الطبيعية قبل أن تنتهي الانتخابات وتبدأ التسريبات عن الإصابات.

حجم الكارثة
أحد اللبنانيين التابعين لحزب الله قدم منذ يومين من إيران إلى بيروت، وروى لمقربين منه حجم "الكارثة" التي تنتقل بين المستشفيات الإيرانية وعلى الطرق، ولكن اللافت في روايته هو قصة عدد من عناصر حزب الله اللبنانيين الموجودين للتدريب العسكري والأمني في إيران، حيث أشار إلى إصابة العشرات منهم بفيروس كورونا، ونقلوا إلى المستشفيات مع غيرهم، وبدأ الحجر عليهم فيما حل بعضهم صعبة.

الشاب القادم إلى بيروت بالطائرة والذي أخرجه حزب الله من المطار دون العبور على نقاط الأجهزة الأمنية اللبنانية، أكد تواصله هاتفياً مع أربعة من هؤلاء العناصر، ومحاولته معرفة أوضاع رفاقهم، فأكدوا له أن ثلاثة من المصابين يعتبرون في حالة موت سريري.

وفي مدينة قم حيث أدى انتشار الفيروس إلى وفاة العشرات حسبما أعلن أحد نواب المدينة في البرلمان، أعلن ممرض من أحد مستشفيات المدينة عبر فيديو مسرب أن المسؤولين في إيران يقومون فقط بإخفاء الحقائق عن انتشار المرض.

الممرض الذي يعمل في مستشفى كمكار في مدينة قم الإيرانية، أكد في الفيديو أن 8 مرضى توفوا خلال ساعات الليل الماضية، وهو شاهد كيف أغلق الحرس الثوري الطابق الذي حصلت فيه الوفيات لمنع تسريب أخبار عن الموتى، وقال الشاب الممرض: "في دوامي الليلي مات 8 أشخاص، في ليلة واحدة، ومن بينهم فتاة عمرها 23 سنة، دون أي حالة مرضية مسبقة. كما أضاف أن من بين المتوفين أيضاً شاباً عمره 29 وآخر لا يتجاوز الثلاثين، بالإضافة إلى امرأة عمرها أقل من خمسين".

إهمال كبير
وروى الشاب قصص مؤلمة عن المرضى الذين تنهار صحتهم فجأة، ويبدأون بالهذيان قبل موتهم. الشاب الممرض تساءل عن الإهمال الذي أوصل البلاد إلى هذه الحال، واتهم المسؤولون بإخفاء الحقائق والتستر عليها، من دون البحث عن السبب الحقيقي للأزمة.

كما كشف أحد الأطباء عن تهديد وجهه الحرس الثوري لعدد من الباحثين خلال اجتماعهم مع مسؤول صحي كبير، حيث وصل قيادي بالحرس الثوري وتحدث مباشرة إلى الأطباء، وحذرهم من أن أي معلومات يتم تسريبها من اجتماعهم ستودي بهم إلى السجن.

وحتى اليوم منعت طهران منظمة الصحة العالمية من توجيه وفد لدراسة فيروس كورونا الموجود على أراضيها، وإذا كان هو نفسه الفيروس المنتشر حول العالم.

والتوقعات الأخيرة أن يصيب كورونا المستجد آلاف الأشخاص في إيران، ما يعني أن الحال سيكون أسوأ من الصين، والخوف أن ينتقل المرض عبر الزوار الدينيين وغيرهم من عناصر ميليشيات لبنانية ويمنية وسورية وفلسطينية إلى دول المنطقة ما يؤدي إلى مصائب لا تتوقف.

فالسكوت عن انتشار المرض والسماح بانتقاله بسهولة يعتبر جريمة دولية، قد يصل الأمر فيها إلى محاكمة المسؤولين الإيرانيين وخصوصاً في حكومة روحاني والحرس الثوري.