جنود إسرائيليون يمنعون رعاة أغنام فلسطينيين من الرعي في غور الأردن (أرشيف)
جنود إسرائيليون يمنعون رعاة أغنام فلسطينيين من الرعي في غور الأردن (أرشيف)
الخميس 27 فبراير 2020 / 16:09

ناشطان إسرائيليان يكافحان لإبقاء غور الأردن بيد الفلسطينيين

مع اقتراب طائرة بدون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي في غور الأردن، تشتت قطيع أغنام يرافقه رعاة فلسطينيون لبعض الوقت، بينما توقع الناشط الإسرائيلي غاي هيرشفيلد المزيد من المتاعب.

ويعمل هيرشفيلد مع مجموعة صغيرة من النشطاء الإسرائيليين الذين يحاولون التصدي للزحف الاستيطاني في منطقة غور الأردن الرئيسية في الضفة الغربية المحتلة.

وكان هرشفيلد يرافق رعاة أغنام فلسطينيين خرجوا لرعي أغنامهم بالقرب من قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في المنطقة قبيل اقتراب الطائرة دون طيار.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو مراراً عزمه على ضم غور الأردن الاستراتيجي الذي يمثل 30% من مساحة الضفة الغربية المحتلة، إلى إسرائيل، حال إعادة انتخابه الأسبوع المقبل في ثالث انتخابات تشريعية في الدولة العبرية في أقل من عام.

ويؤثر تعهد نتانياهو إذا ما أصبح واقعاً، على 65 ألف فلسطيني يقطنون في غور الأردن، وفقاً للمنظمة الحقوقية الإسرائيلية "بتسيلم".

وتنص خطة السلام الأمريكية التي قدمتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاعتراف بالمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة كجزء من أراضي إسرائيل وتمنح الدولة العبرية السيادة على غور الأردن.

وحذر الفلسطينيون والأمم المتحدة وجزء كبير من المجتمع الدولي ضد ضم منطقة غور الأردن، مشيرين إلى أنها ستحطم أي آمال متبقية لحل الدولتين.

ويرى هيرشفيلد أنه من واجب الإسرائيليين المعارضين لضم غور الأردن مواجهة الاجماع المتزايد داخل الدولة العبرية بعدم وجوب الانسحاب من الأراضي المحتلة في حرب 1967.

وقال "بالنسبة إلي، فإن الصمت هو جريمة حرب".

ويترأس هيرشفيلد منظمة غير حكومية صغيرة تدعى "توراة الحق" مع الحاخام والناشط اريك أشرمان.

وخرج الرجلان برفقة ثلاثة أخوة فلسطينيين من البدو عند رعيهم للأغنام في منطقة أم زوكا في الأغوار.

ويقول الأخوة ضراغمة الذين يعملون في الزراعة ورعي الأغنام إن عائلتهم كانت في المنطقة قبل وقت طويل من حرب 1967.

وصنف الجيش الإسرائيلي المنطقة "منطقة عسكرية مغلقة" قبل عقود. وعلى طرف من التلة، توجد قاعدة عسكرية اسرائيلية.

وقبل سنوات، أقيمت بؤرة استيطانية عشوائية على الطرف الآخر من التلة. ويعتقد أن عائلة واحدة من المستوطنين وعدة مراهقين يعيشون في هذه البؤرة ويحظون بدعم من الجيش.

وتعتبر كافة المستوطنات الاسرائيلية غير شرعية بموجب القانون الدولي، وعقبة أمام السلام لأنها بنيت على أراض فلسطينية محتلة.

وتفرّق إسرائيل بين المستوطنات التي تبنى بقرار حكومي وتلك التي تبنيها مجموعة من الإسرائيليين ويشار إليها بأنها بؤر استيطانية عشوائية.

وقال ذياب ضراغمة (45 عاماً)، "الوضع يسوء كل سنة" موضحاً "هم يريدون تهجير السكان من منطقة الأغوار نهائياً ولكن السكان صامدون في أراضيهم".

وبحسب ضراغمة فإنه "أينما يوجد تجمع للسكان البدو يقومون بجلب المستوطنين للسكن بجانبهم. لماذا؟ لأن هناك سكان يخاوفون وهناك من يبقون صامدين في أراضيهم".

ويشير ضراغمة إلى أن وجود النشطاء الإسرائيليين يقلل من شعورهم بالخوف عند رعي الأغنام.

وبينما كان الأخوة ضراغمة يقومون برعي أغنامهم وإعداد الشاي، اقتربت طائرة دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي تسببت بذعر قطيع الأغنام.

وبعدها بوقت قصير، وصل جنود إسرائيليون لمنع الفلسطينيين من رعي الأغنام وطلبوا منهم العودة إلى الوادي حيث يعيشون في خيم.

ووقف 4 مستوطنين من الشبان بجانب الجنود عندما حاول الحاخام اشرمان وهو إسرائيلي- أمريكي يرتدي القلنسوة اليهودية التقليدية التدخل دون جدوى.

وأكد الحاخام، أنه لم يتم إجبار المستوطنين على مغادرة المنطقة، موضحاً "هذا ما نطلق عليه الكيل بمكيالين- معايير مزدوجة غير عادلة".

وأكد الجيش أنه منع الفلسطينيين من الدخول إلى "منطقة إطلاق نار عسكرية"، لأن "الدخول محظور بموجب القانون دون وجود تنسيق مبدئي".

ومن جانبهم، يشعر الأخوة ضراغمة بأنهم يواجهون ضغوطاً متزايدة لإجبارهم على مغادرة الأرض التي ولدوا فيها.

وبحسب ذياب فإنهم دائماً يمنعون من الرعي، قائلاً "قاموا بمنعنا من الرعي فوق التل ومرة تحتها".

وتساءل "أين يريدون منا أن نعيش؟ في الهواء؟".

ومن جهته، يؤكد هيرشفيلد أنه يشعر "بالإرهاق" والعزلة بسبب دفاعه عن حقوق الفلسطينيين وسط مجتمع إسرائيلي يميل أكثر إلى اليمين.

وستجري انتخابات في 2 من مارس (آذار) المقبل في اسرائيل، ومن المتوقع أن يحدث تقارب بين حزبي الليكود بزعامة نتانياهو وحزب ازرق ابيض (يمين وسط).

وقامت عائلة هيرشفيلد وأصدقائه بمقاطعته بسبب نشاطه السياسي. ويعيش اثنان من أشقائه في مستوطنات ويصفهما بـ "الإرهابيين".

ويضيف "بالنسبة لي، لا يوجد يسار حقيقي في إسرائيل" متابعا أنه فكر في الاستسلام ولكنه قرر المواصلة رغبة منه بالدفاع عن مستقبل إسرائيل.

وتابع، "أقوم بكل هذا لأني أحب بلدي. وأقول لبناتي أنهن سيفهمن يوما ما يقوم به والدهن".