النائب الديمقراطية إلهان عمر.(أرشيف)
النائب الديمقراطية إلهان عمر.(أرشيف)
الجمعة 28 فبراير 2020 / 12:41

إلهان عمر.. المتواطئة الكبرى مع أردوغان

24- زياد الأشقر

انتقد الكاتب السياسيّ بنجامين وينغارتن الديمقراطيين بسبب غض نظرهم عن تواطؤ النائبة إلهان عمر مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

قارنت بين تركيا وأمريكا قائلة إن "اعترافاً حقيقياً بجرائم تاريخية ... يجب أن يتضمن الإبادتين البشعتين للقرن العشرين، مع مذابح جماعية سابقة مثل تجارة الرقيق العابرة للأطلسي والإبادة لسكان أمريكا الأصليين

وكتب في صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية أن الديمقراطيين وحلفاءهم من الإعلاميين حاولوا إلباس تهمة التواطؤ مع الروس للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفشلوا. لكن مدللتهم عمر تواطأت بشكل لا لبس فيه مع نظام إسلاموي بغيض: النظام التركي.

ناكرة جميل
ذكر وينغارتن وهو مؤلف كتاب جديد بعنوان "ناكرة جميل أمريكية: استيلاء إلهان عمر والإسلاموية-التقدمية على الحزب الديموقراطي"، كيف حضرت عمر في خريف 2017، حين كانت عضواً في مجلس نواب ولاية مينيسوتا، اجتماعاً مغلقاً مع أردوغان على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفقاً لتقرير تم محوه من مجلة صومالية، ناقش الطرفان "مسائل تخص الصومال التي تتحدر منها عمر ومسائل تخص الصوماليين في مينيسوتا. ... انتهى الاجتماع بطلب أردوغان من عمر إعلان دعمها لتركيا." بعد شهر، شكرت عمر تركيا على تويتر للمساعدة الجوية التي وفرتها للجرحى الصوماليين الذين سقطوا بفعل شاحنة متفجرة.

بأي سلطة كانت تفاوض؟
وتساءل الكاتب عن السبب الذي يدفع عمر للاجتماع بزعيم نظام مناوئ لأمريكا بشكل متزايد، كما عن السلطة التي كانت تفاوض عبرها حول العلاقات الصومالية-التركية أو حول أي مسائل مرتبطة بالعلاقات الخارجية. وقبل أشهر على الاجتماع، التقت عمر وزوجها آنذاك أحمد هرسي مع أوموت آجار الذي كان حينها قنصلاً عاماً لتركيا في شيكاغو. وكتب هرسي على فايسبوك: "كانت تركيا صديقاً للصوماليين في كل مكان، وأتطلع قدماً للمساعدة في توسيع صداقتنا لعقود مقبلة." ووفقاً لوسائل التواصل الاجتماعي، سيستضيف أجار عمر مجدداً في سبتمبر (أيلول) 2018 بعدما فازت بترشيح حزبها لخوض السباق الانتخابي عن دائرتها إلى مجلس النواب.

هاجمت إدارة ترامب... من تركيا
قبل أشهر على لقاء أجار، سافرت عمر إلى اسطنبول برفقة هيرسي لحضور مؤتمر ل "المدافعين عن حقوق الإنسان" نظمته بلدية سيسلي في اسطنبول، حيث هاجمت حظر السفر الذي فرضته إدارة ترامب ضد الدول المصدرة للإرهاب. وتوطدت العلاقة مع النظام التركي بعدما أصبحت عضواً في الكونغرس. في يناير (كانون الثاني) 2019، ذكر مركز ديانيت في أمريكا والذي تموله تركيا أن عدداً من أبرز أعضائه التقوا بعمر ورشيدة طليب لتهنئتهما بمنصبهما وأضاف أنه ينظر لتعزيز العلاقات بين المؤسسات التركية والأمريكية في المستقبل.

وفي أبريل (نيسان) 2019، كتبت صحيفة تركية موالية لأردوغان مقالاً يطالب بجمع التبرعات لعمر وقد تمت إعادة نشره في منشورات أخرى. ودافع المقال عن تعليقات عمر حول "اللوبي الإسرائيلي" مجادلاً بأن "التبرع بالأموال لحملة عمر سيكون طريقة مناسبة لحرمان المنظمات القوية من سلطة فرض الرقابة على الأصوات البديلة".
  
مقارنة تبريرية
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تبرع العضو المشارك في رئاسة لجنة القيادة التركية الأمريكية الموالية لأنقرة خليل موتلو ب 1500 دولار لحملة عمر. وضغطت هذه اللجنة ضد قانون مجلس النواب سنة 2019 والذي يعترف بالإبادة الأرمنية على يد السلطنة العثمانية.
كانت عمر واحدة من نائبين ديمقراطيين فقط لم يدعما القانون. ولتبرير ذلك، قارنت بين تركيا وأمريكا قائلة إن "اعترافاً حقيقياً بجرائم تاريخية ... يجب أن يتضمن الإبادتين البشعتين للقرن العشرين، مع مذابح جماعية سابقة مثل تجارة الرقيق العابرة للأطلسي والإبادة لسكان أمريكا الأصليين ... في هذه البلاد".

أسباب القلق
خالفت عمر إرادة حزبها في التصويت لصالح فرض عقوبات على تركيا بسبب توغلها في شمال سوريا ضد السوريين الأكراد علماً أن مجلس النواب دعم العقوبات بشكل كاسح. وزعمت في صفحات الرأي التابعة لصحيفة واشنطن بوست أن العقوبات التركية ستكون غير فعالة. لكنها لم تتوقف لتفسير سبب عدم انطباق الأمر نفسه على العقوبات التي تدعم فرضها على إسرائيل.

وأكد وينغارتن أن تصرفات عمر يجب أن تثير القلق فهي تترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب وتشارك في رئاسة حملة بيرني ساندرز في مينيسوتا. وحذّر من أنه إذا فاز الأخير بالرئاسة الأمريكية فهي ستجني بلا شك مكافآت في السياسة الخارجية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أنقرة.