موظف صحي يعايد درجة حرارة مواطن عراقي.(أرشيف)
موظف صحي يعايد درجة حرارة مواطن عراقي.(أرشيف)
الجمعة 28 فبراير 2020 / 13:13

نكبة إيران بالكورونا تهدد العراق

24- زياد الأشقر

في مشهد لفت انتباه العالم أجمع، أطل نائب وزير الصحة الإيراني إيراج هريريتشي في مؤتمر صحافي متلفز كي يطمئن الرأي العام الإيراني إلى أن وباء كورونا تحت سيطرة الحكومة، وكان يتصبّب عرقاً وبدا أنه ليس في صحة جيدة، قبل أن تقر الحكومة الإيرانية بأنه التقط العدوى وأُدخل الحجر الصحي.

مصالح الإيرانيين في طهران وبين الفصائل العراقية الموالية لها تقضي بابقاء الحدود مفتوحة

وخارج الصين، سجلت أعلى نسبة وفيات بالوباء في إيران، وذلك فقط من خلال الأرقام التي اعترف بها المسؤولون الإيرانيون.

وأفاد الكاتب مايكل روبن في موقع مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكي أن لا سبب في إيران لتفشي الوباء على نطاق واسع سوى العجز والفساد اللذين يعانيهما النظام. وعلى غرار ما حصل مع الحكومة الصينية، فإن المقاربة الأولى التي اعتمدها النظام كانت الإنكار، ومن ثم التغطية على وجود إصابات، معتبراً أن هذا هو رد الفعل غير الإرادي للنظام، وهو ما ظهر أيضاً خلال حادث اسقاط طائرة الركاب الأوكرانية.

وذكر بأنه بعد الهزة الأرضية التي ضربت منطقة تاباس عام 1978، كان عجز نظام الشاه حيال تلك الكارثة في مقابل حيوية الجمعيات الخيرية التابعة لرجال الدين هي التي شكلت حافزاً للثورة الإسلامية.

العراق
وأشار إلى أن الإيرانيين ربما كانوا ضحايا عجز وفساد حكومتهم، لكن على المدى الطويل فإن العراقيين هم الذين يعانون. وبينما يركز الديبلوماسيون في واشنطن على الإرهاب والنشاطات الخبيثة للميليشيات الشيعية في العراق، فإن الاعتصامات في بغداد والبصرة ومطارات النجف ومحطات الباصات في كربلاء، هي التي تحتك بجزء من المجتمع الإيراني. ويزور العراق ملايين الحجاج سنوياً.

الشريك التجاري
وفي الوقت الذي تأتي فيه معظم عائدات الخزينة العراقية من النفط، فإن ذلك غير ظاهر بالنسبة إلى كثير من العراقيين. إن صناعة النفط، على رغم كل شيء، هي الأقل جذباً للعمال سواء في العراق أو في أي بلد آخر، بينما تأثير الحجاج الدينيين في العراق واسع، إذ أن المطاعم والفنادق والمراكز التجارية الكبرى، تعتمد على التدفق المتواصل للحجاج الإيرانيين. كما إن إيران هي اشريك التجاري الأكبر للعراق، ورجال الأعمال الإيرانيون ينزلون في فنادق فخمة.

خطوات استباقية
وقال روين إن الحكومة العراقية سعت إلى اتخاذ خطوات استباقية، لكن الأزمة أتت في وقت سيء على خلفية الأزمة السياسية التي حالت دون التصويت بالثقة على حكومة عراقية جديدة. وعندما يتعلق الأمر بالميليشيات الشيعية المدعومة من إيران مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق، فإن الولايات المتحدة تركز على دورهم في حماية النفوذ الإيراني في العراق. أما في العامين الأخيرين، فإن ثمة نمطاً آخر بات سائداً، إذ أنه بعد دخول الاقتصاد الإيراني في الركود ومعاناة الشركات التابعة للحرس الثوري، فإن الميليشيات العراقية الموالية للعراق قد غيرت دورها، وعوض أن تحصل على مساعدات من الخزينة الإيرانية فإنها تستخدم مصالحها التجارية في العراق لمساعدة رعاتها الإيرانيين.

إبقاء الحدود مفتوحة
في الخلاصة، قال إن مصالح الإيرانيين في طهران وبين الفصائل العراقية الموالية لها تقضي بابقاء الحدود مفتوحة. وكثيراً ما استخدم الحرس الثوري ووكلاؤه القوة لتجاهل أو تحدي اجراءات الحكومة العراقية وقواعدها.

وذكر الكاتب بأنه بين 1917 و1918، أنهكت الإنفلونزا الإسبانية سكان العراق وإيران، محذراً من أن الفساد والرشاوى والإنكار يعرض آلاف الإيرانيين والعراقيين للمصير نفسه حالياً.