الأحد 1 مارس 2020 / 12:56

الإسرائيليون ينتخبون غداً...ماذا يريد الفلسطينيون؟

تحت عنوان "ماذا يسعى الإيرانيون والفلسطينيون لتحقيقه من الانتخابات الإسرائيلية" لفت بسام طويل، باحث لدى معهد غيتستون، مقيم في الشرق الأوسط، إلى أن الفلسطينيين يبذلون اليوم كل ما في وسعهم لضمان هزيمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وحزبه الليكود في الانتخابات العامة التي ستجرى يوم الاثنين، 2 مارس (آذار).

في ما يبدو أحدث محاولة يائسة لتقويض فرص رئيس الوزراء الحالي للفوز في انتخابات أخرى، أطلقت السلطة حملة علاقات عامة لتفسير أسباب وجوب امتناع الإسرائيليين عن انتخاب نتانياهو

 ويبدو حسب طويل، أن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة حماس في قطاع غزة، رفعتا راية خصوم نتانياهو السياسيين في إسرائيل وكأنهم يقولون: كل شخص إلا بيبي (لقب نتانياهو).

ويرى كاتب المقال أن كلا المجموعتين الفلسطينيتين تعتقد أن نتانياهو يشكل خطراً بالغاً على حلمهم بتدمير إسرائيل، وأنه شخص عزز مكانة إسرائيل على الساحة الدولية.

حملة منسقة
وفي ما يبدو أحدث محاولة يائسة لتقويض فرص رئيس الوزراء الحالي للفوز في انتخابات أخرى، أطلقت السلطة حملة علاقات عامة لتفسير أسباب وجوب امتناع الإسرائيليين عن انتخاب نتانياهو.

ويشير الكاتب إلى أن الحملة التي رتب لها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بنفسه، تهدف لتخويف الناخبين الإسرائيليين عبر تحذيرهم من أن اختيارهم لنتانياهو عبر صناديق الاقتراع يعني نهاية "عملية السلام" للشرق الأوسط (يرى الكاتب أنها كناية عن استعادة الفلسطينيين جميع الأراضي المحتلة، وأخذ ما يمكن أخذه من الأراضي، ومن ثم استخدامها كقاعدة ينطلق منها لأخذ باقي المناطق).

تخويف
وبرأي كاتب المقال، بدأت محاولة عباس الأخيرة لتخويف الإسرائيليين، في بداية فبراير(شباط)، عندما أرسل 20 مسؤولاً فلسطينياً للاجتماع مع "نشطاء السلام" في تل أبيب. وقد نظم ذلك اللقاء فصيل يساري معارض لنتانياهو يسمى "برلمان السلام الإسرائيلي". وعقد الاجتماع تحت شعار "دولتان لشعبين" و"لا للضم". وتشير كلمة "ضم" إلى خطة نتانياهو بتطبيق القانون الإسرائيلي على بعض مناطق في الضفة الغربية، وخاصة وادي الأردن وعدد من التجمعات اليهودية.

وحسب تصريحات فلسطينيين حضروا لقاء "السلام"، تأكد أن عباس لم يبعث مسؤولين إلى تل أبيب لتعزيز السلام مع إسرائيل، ولكن كان من الواضح أن الهدف هو إقناع الإسرائيليين بعدم التصويت لنتانياهو. وكان من بين هؤلاء المسؤولين وزراء فلسطينيون وأعضاء برلمان سابقين، فضلاً عن مسؤولين كبار من فصيل فتح الحاكم بقيادة عباس.

"نعم للسلام"

ورغم انعقاد الاجتماع في تل أبيب تحت شعار "نعم للسلام"، كرس متحدثون فلسطينيون وإسرائيليون معظم كلماتهم لإدانة خطة الرئيس الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، والتي كشف عنها النقاب مؤخراً.

كما خصص المتحدثون معظم وقتهم لانتقاد نتانياهو، وتصويره بأنه يمثل "تهديداً" للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط. ولم يقدم الفلسطينيون الذين حضروا اللقاء بديلاً لخطة السلام.

 وكانت "الخطة الوحيدة" التي جاؤوا بها إلى تل أبيب تطالب إسرائيل بتلبية جميع مطالب عباس بلا شرط، وهي تنص، في الوقت الحاضر، على انسحاب إسرائيلي كامل إلى خطوط الهدنة لعام 1949، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون عاصمتها القدس الشرقية.

رسالة
وبرأي الكاتب،كانت الرسالة التي أمل الفلسطينيون بإرسالها إلى الناخبين الإسرائيليين من خلال الاجتماع هي: "انتخبوا مرشحاً سيقبل بجميع مطالبنا وإملاءاتنا، وإلا سنجعلكم نحن، الفلسطينيين، تندمون على اختياراتكم".

وكمحاولة أخرى للتأثير على الانتخابات الإسرائيلية الوشيكة، أمر عباس ما يسمى اللجنة الفلسطينية للتفاعل مع المجتمع الإسرائيلي، مجموعة تتكون من عدد من الخبراء ومسؤولين من منظمة التحرير وحركة فتح، لدعوة صحفيين إسرائيليين بارزين إلى جولة في رام الله، العاصمة الفلسطينية في الضفة الغربية، والاجتماع بكبار المسؤولين الفلسطينيين.

ويشير الكاتب للحفاوة التي لقيها الصحفيون من عباس ومعاونيه، ما جعلهم يشعرون بالسعادة والارتياح في رام الله، ولدرجة إحضار طعام كوشر اليهودي من قرية يهودية مجاورة، وتقديمه إلى بعض الصحفيين المتدينين.

وفيما لم يصرح مسؤولون فلسطينيون عن رأيهم، أوضحوا أنهم يفضلون وصول خصوم نتانياهو من حزب أزرق وأبيض إلى السلطة.

موقف قوي
وباعتقاد الكاتب، اقتنع الفلسطينيون بأنه سيكون أسهل عليهم انتزاع تنازلات من ساسة عديمي الخبرة مثل بيني غانتز وموشي يعالون وغابي أشكينازي.

وفي المقابل، يرى الفلسطينيون أنه من الصعب التعامل مع نتانياهو. ولذا لا عجب في أن عباس يفضل أن يحل زعيم ضعيف مكان نتانياهو، ويكون مستعداً لتلبية مطالب الفلسطينيين بالعودة بإسرائيل إلى خطوط الهدنة لما قبل 1967، خطوة من المرجح، وفق الكاتب، أن تجعل حماس والجهاد الإسلامي وإيران متمركزين فوق هضاب الضفة الغربية المطلة على مطار بن غوريون الدولي.

وحسب الكاتب، يتمنى الفلسطينيون، على ما يبدو، زعيماً إسرائيلياً لا يتمتع بعلاقات وثيقة وقوية مع الولايات المتحدة، وزعيماً لا يكون قادراً على التطبيع بين إسرائيل وعدة دول عربية. كما يفضل الفلسطينيون زعيماً لا يكون قادراً على دعم موقف إسرائيل في المجتمع الدولي، ولا يتمتع بعلاقات وثيقة مع قادة العالم، كالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، كما هو حال رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي.