الثلاثاء 3 مارس 2020 / 23:36

أبوبكر: الحركة التشكيلية العربية تسير في الاتجاه الخاطئ

قال الفنان التشكيلي المصري، حسني أبوبكر، إن الحركة التشكيلية العربية تسير في الاتجاه الخاطئ، وأن أخطر تهديد تواجهه الحركة الفنية في العالم العربي، هو ما بات يُعرف بـ "الشللية"، التي تتسبب في إبعاد فنانين حقيقيين عن الساحة التشكيلية، وفرض من أسماهم بـ "الصنايعية" على المشهد التشكيلي في مصر والعالم العربي، من خلال الملتقيات التشكيلية المزيفة التي أساءت للحركة الفنية داخل مصر وفى بعض البلدان العربية.

وشدد حسنى أبو بكر، على هامش مشاركته بسمبوزيوم المنتدى الأفريقي لجامعة الأقصر بصعيد مصر، والمقام معرضه بكلية الفنون الجميلة في الأقصر، على ضرورة إقصاء من يتخذون من الفن وسيلة للاسترزاق، وأن يكون هناك وقفة جادة مع مثل تلك الظواهر والتراكمات التي تؤثر بالسلب على شتى أنواع الفنون.

ورأى أن ما تشهده الحركة التشكيلة بمصر، يؤثر على الفنون التشكيلية بالعالم العربي، وأن حالة ركود تسود المشهد التشكيلي في الوقت الحاضر.

وأشار أبو بكر إلى أن بلدان الخليج العربي، غنية بفنانين من العيار الثقيل، لكن الحركة التشكيلية الخليجية، بحاجة لمزيد من الاحتكاك والانفتاح على الخارج ، لافتا إلى أن الفنان في الخليج وفى مصر وفى كل بلدان العالم، بحاجة دائمة إلى التواصل مع الآخر، والاستفادة من مختلف المدارس والبيئات الفنية.

وعبر عن أمله في أن يكون هناك حالة من الشراكة بين الحركة التشكيلية في مصر والخليج العربي، وانفتاح بين مختلف الحركات التشكيلية العربية، وتمكين الفن من القيام بدوره في إصلاح ما أفسدته السياسة.

وحول موضوعات لوحاته، قال حسنى أبو بكر، إن لكل فنان رؤيته وفلسفته، وهو يرى أنه من المهم أن يحمل العمل الفني دعوة للتأمل، وأنه في حالة انشغال دائم بالتواصل مع المتلقي، وأن لا يكون هناك فجوة بين الفنان وجمهوره.

وأشار إلى أن الإنسان هو محور أعماله، وأن ملامح وجه الإنسان هي وسيلته لفهم وقراءة العالم، وقال إنه من عشاق "البورتريه" وإنه يسعى لتوظيفه في التعبير عن "الحالة الإنسانية" وفهم الحياة، مشدداً على أهمية أن يلمس العمل الفني الروح الإنسانية.

وحول حضور المرأة في أعماله التشكيلية، قال أبو بكر إنه يختلف معها ويحبها في نفس الوقت ، وأن المرأة وملامحها لها حضور متعدد في أعماله، باعتبارها كائن تتلبسه الكثير من الحالات، وأن ملامح المرأة تبوح بالكثير من الأسرار، وأن تجاعيد المرأة هي أحد مفرداته التشكيلية، وأن المرأة في الريف تشده بقوة، وأنه يحتفظ بمخزون هائل في ذاكرته لمشاهد النساء في صعيد مصر.

وحول رؤيته لمقولة "العالمية" في الفن التشكيلي، وهل الحركة التشكيلة العربية تسير في موازاة مع الحركة التشكيلية العالمية، قال الفنان التشكيلي المصري حسنى أبوبكر، إن المحلية هي الطريق إلى العالمية، وأن الفنان العربي لديه تراث ضخم من المفردات التشكيلية، وأن النهل من ذلك التراث هو أحد وسائل الوصول إلى العالمية.

وأشار إلى أنه في مصر، وبالتحديد في مدينة الأقصر الأثرية، توجد موضوعات تشكيلية متنوعة، وأنه وجد في متحف الأقصر، الكثير من الأدوات التي استخدمها الفنان المصري القديم قبيل آلاف السنين، وهى ذات الأدوات التي يستخدمها اليوم الفنان العاصر.

ورأي أن الفنان المصري القديم، أحب الفن وأخلص له، وخلق فناً رصيناً بقى لآلاف السنين، وأكد على وجود الكثير من الوجوه الفنية الشابة التي سيكون لها مستقبلا واعداً، داعيا الفنانين إلى تبنى الوجوه التشكيلية الشابة ودعمها ومساعدتها على صقل خبراتها، وأن رعاية تلك المواهب هو جزء من دور الفنان الأصيل.

يذكر أن الفنان حسنى أبو بكر، هو عضو بنقابة الفنانين التشكيلين بمصر، وبدأ مسيرته الفنية، كرسام محترف منذ عام 1996، وشارك في العديد من المعارض الفنية الجماعية بالعديد من المراكز الثقافية مثل ساقية الصاوي، ومعهد جوته، وصالونات الشباب بالقاهرة والإسكندرية وأقام معرضين بالجامعة العربية، كما أقام معرضين بنقابة الصحفيين، ومعارض جماعية بصالون أتيلية القاهرة ومعرض بجاليري ضي بالقاهرة، وشارك بمعرض في معرض الكتاب عام 2019 ومعرض بجاليري آرت كورنر، ومعرض بجاليري نوت، ومعرض بقاعة الدبلوماسيين الأجانب بالزمالك في القاهرة، وغيرها من المشاركات الفنية، وأخيراً مشاركة في سمبوزيوم الأقصر الدولي 2020