الأربعاء 4 مارس 2020 / 14:25

لماذا يموت الفلسطينيون في سجون حماس؟

توفي عصام السعافين، 39 عاماً، وهو فلسطيني من مخيم البريج وسط قطاع غزة، في 23 فبراير( شباط) الماضي، بعد شهر فقط من اعتقاله على يد قوة أمنية من حركة حماس. وتطالب أسرته وأصدقاؤه حماس بالإفصاح عن ظروف موت الرجل الذي خلف وراءه ستة أطفال، وتقول حماس إنها شكلت لجنة للتحقيق في ظروف وفاته.

رأت والدة السعافين أن الإسرائيليين يعاملون الفلسطينيين أفضل مما تعاملهم حماس

وحسب وزير داخلية حماس، والمسؤول عن قوات الأمن الفلسطينية في قطاع غزة، توفي السعافين بعد وقت قصير من نقله من المعتقل إثر " تدهور مفاجئ في حالته الصحية". واتهمت فتح حركة حماس بتعذيب السعافين بوحشية، أثناء اعتقاله.

وكتب بسام طويل، الباحث لدى موقع غيتستون أن السعافين كان عضواً في حركة فتح، وعمل سابقاً ضابط شرطة في قوات السلطة الفلسطينية الأمنية قبل استيلاء حماس على القطاع في 2007، واعتقل في 27 يناير(كانون الثاني) الماضي، على يد مسلحين مقنعين في أحد شوارع مخيم البريج للاجئين، بسبب علاقته بفتح على ما يبدو.

ويلفت الكاتب إلى أن حماس تعتقل أعضاء في فتح في قطاع غزة بسبب أنشطتهم السياسية وانتقاداتهم لقادتها وسياساتها. وعلى نفس المنوال، تعتقل السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح في الضفة الغربية فلسطينيين في الضفة بسبب ارتباطاتهم بحماس. ويقول فلسطينيون إن قمع الفريقين "اعتقالات بدوافع سياسية".

وسائل التعذيب
ووفق كاتب المقال، لم تثر وفاة السعافين دهشة فلسطينيين الذين يعرفون وسائل التعذيب في سجون حماس.

وقال مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزه، إن تشريحاً طبياِ لجثة السعافين أظهر وجود "كدمات وتغيراً في لون جلده"، ما يوحي بتعرضه للتعذيب.

وأعرب مركز الميزان عن أسفه لوفاة المعتقل، وطالب بتحقيق جاد في ظروف احتجازه، كما دعا  حركة حماس للتحقيق في حصول السعافين على علاج طبي أثناء اعتقاله، من عدمه، ضد ارتفاع شديد في ضغط الدم، ومرض السكري.

كما عبرت "الدامر"، امنظمة حقوق الإنسان الفلسطينية في الضفة الغربية، عن أسفها لوفاة السعافين، وطالبت بتحقيق فوري، و"بتوفير الرعاية الطبية في مراكز الاعتقال للسجناء"، وحضت حماس على" التحقيق الجاد في هذه الحادثة، ومحاسبة المسؤولين عن وفاة السعافين".

تحقيق جنائي
إلى ذلك، قالت اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان، المنظمة الفلسطينية الأخرى لحقوق الإنسان، إنها علمت باعتقال السعافين في بداية فبراير(شباط) الماضي، عندما طلبت أسرته المساعدة من ممثليها.

وقالت المنظمة إنها حاولت بعد شكوى الأسرة "زيارة السعافين في المعتقل للاطلاع على ظروف اعتقاله. ولكن وكالة الأمن الداخلي التابعة لحركة حماس رفضت السماح لممثلي اللجنة بزيارته. ونحن نطالب بتحقيق جنائي في هذا الحادث، ونشر النتائج ومحاسبة المسؤولين".

ومن جانبها، رأت والدة السعافين، أن الإسرائيليين يعاملون الفلسطينيين أفضل مما تعاملهم به حماس. وقالت: "عندما يعتقل اليهود شخصاً، يتصلون بأسرته ليقولوا إنه معتقل لديهم. ولكن حماس رفضت إعطاءنا أي معلومات عن اعتقال ابني، وعن حالته الصحية. ولم نتلق أي مكالمة هاتفية من ولدي، ومنعتنا حماس من إرسال ملابس أو أطعمة أو أدوية له. وإلى اليوم، لا نعرف لماذا اعتقل".

نمط مرفوض
وأشار موقع أمد الإخباري الفلسطيني، إلى أنه في نفس اليوم الذي أعلنت فيه وفاة السعافين، نصبت السلطات الإسرائيلية أجهزة هواتف ليستخدمها سجناء حماس المعتقلون في السجون الإسرائيلية.

ويقول الكاتب إن وفاة السعافين تأتي نتيجة نهج مرفوض متبع منذ مدة.

فقد أعلنت حماس، في 2011، وفاة إبراهيم الأعرج في أحد سجونها بعد يومين من اعتقاله. وفي 2015، أعلنت أسرة خالد البلبيسي، وفاته داخل سجن لحماس بعد ثلاثة أيام من اعتقاله.

إلى ذلك، دعت منظمة حقوق إنسان فلسطينية، في 2016، لإجراء تحقيق فوري في وفاة أشرف عيد، 40 عاماً، في سجن لحماس في بلدة دير البلح في قطاع غزة. وقالت المنظمة إن عيد توفي بعد ثلاثة أيام على اعتقاله من قبل قوات أمن حماس.

ويشير كاتب المقال إلى أن المعتقلين الفلسطينيين لا يموتون بسبب حالات مريبة داخل سجون إسرائيلية، وربما لذلك لا يولي أحد في المجتمع الدولي، اهتماماً للأمر.

وعندما يموت فلسطينيون في سجون فلسطينية، يرى المجتمع الدولي فيها نتيجة أفعال عرب متوحشين، وبسبب نظرة احتقار عنصرية لمن يفترض أنهم دون مستوى المعايير الغربية، ولذلك فهم غير جديرين بحقوق الإنسان والمساءلة، أو العدالة في ظل القانون.