الخميس 5 مارس 2020 / 18:51

دينا ريحان: الحركة التشكيلية العربية تنتظر مستقبلاً أفضل

قالت الفنانة التشكيلية المصرية الدكتورة دينا ريحان، إن التشكيليين العرب متوحدون في المعاناة، وأن واقع الفنانين العرب لا يتغير من بلد إلى آخر، مشيرة إلى أن الحركة التشكيلية العربية تنتظر مستقبلاً أفضل مدفوعة بالكثير من النجاحات التي تتحقق في المشهد التشكيلي العربي.

وأكدت أنه برغم معاناة التشكيليين العرب جراء وجود صعوبات في تسويق أعمالهم، وسيطرة مجموعات محددة على حركة المعارض والملتقيات، وتكرار نفس الشخوص والأسماء، نتيجة انتشار ما بات يُعرف بظاهرة " الشللية " إلا أن الحركة التشكيلية العربية تنتظر مستقبلا أفضل، مدفوعة بالكثير من النجاحات التي تتحقق في المشهد التشكيلي العربي، وظهور وجوه تشكيلية عربية تمتلك أدواتها بقوة.

ورأت الفنانة الدكتورة دينا ريحان، على هامش مشاركتها بسمبوزيوم جامعة الأقصر في صعيد مصر والمقام معرضه حالياً في كلية الفنون الجميلة بمدينة الأقصر، أن انتشار "السوشيال ميديا" ساهم بدور كبير في شهرة الكثير من الفنانين التشكيليين، وزادت من نسبة تسويق الأعمال الفنية، وخلقت حالة جيدة من التواصل فيما بينهم، وفتحت حالة من التواصل الجيد مع الجمهور.

وحول المرأة والرجل ودورهما في الحركة التشكيلية، ومدى حضورهما في أعمالها الفنية، قالت ريحان إنها لا تؤمن بوجود فن نسوي وآخر ذكوري، وتؤمن أن الفن هو الفن دون تصنيف والمهم أن يكون الفن "معجوناً بالهوية" ، مشيرة إلى أن الرجل حاضر بقوة في منحوتاتها بجانب المرأة، وبذات الحضور لكل منهما، وأنها تتناولهما برؤية إنسانية بحتة.

وأضافت أنها حين تبدأ نحت عمل ما فأنها تطلق العنان لأفكارها، وكثيراً ما تبدأ بتنفيذ فكرة ما ومع العمل تنتهي تلك الفكرة بعمل فني آخر مختلف.

وحول موضوعات منحوتاتها، قالت الدكتورة دينا ريحان إنها تأثرت كثيراً في أعمالها بالعمارة المصرية بوجه عام، وعمارة الإسكندرية مسقط رأسها ومقر إقامتها وعملها في الجامعة، وأن التماثيل المصرية القديمة، التي امتزجت بعمارة المعابد، بجانب المعابد اليونانية والرومانية في الإسكندرية، وتشبعها بثقافة البحر المتوسط، جميعها موضوعات صارت هي المفردات التي تستلهم منها منحوتاتها.

وكشفت عن أنها مشغولة بـ "أنسنة العمارة" ومتأثرة كثيراً بظل التماثيل والمباني، في عمارة روما وفنونها، وكثيراً ما تجد نفسها وقد أخذها الشغف بالعمارة والتماثيل إلى "البحث عن شخوص يختبئون بداخل الكتل" ، لافتة إلى أن الإنسان أحد المحاور الرئيسية لمنحوتاتها.

وحول مدى تمتع الفنانات التشكيليات العربيات بمساحة كافية من الحرية، رأت الدكتورة دينا ريحان، أن الحرية الفنية موجودة لكنها تكون لدى المرأة على استحياء، لكنه رغم ذلك الاستحياء، إلا أن هناك بالفعل حالة من الوعي والاستيعاب المجتمعي للفن التشكيلي.

وأضافت أن خارطة متذوقي الفنون التشكيلية باتت أوسع وأكبر وأكثر تفاعلاً مع الحركة التشكيلية بمختلف البلدان العربية.

وعبرت عن أملها في أن تشهد الحركة التشكيلية العربية، مزيداً من الملتقيات والمعارض وصالات العرض أيضا، وأن يكون هناك وعلى الدوام تنوع في الحضور والمشاركين، من أجل اتساع دائرة المشاركة والتفاعل، وإتاحة الفرصة لمزيد من تبادل الرأي والتجارب والخبرات بين الفنانين التشكيليين، واصفة المعارض والملتقيات أنها تخلق حالة من التلاحم بين الفنانين، وبخاصة تلك التي تضم وجوها من مختلف الأقطار العربية والأجنبية أيضا.

يذكر أن الفنانة التشكيلية الدكتورة دينا ريحان، هي نحاته وخزافة مصرية ومدرس النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، حصلت علي الدكتوراة في تخصص النحت الخزفي حيث أجرت بحثها وتجاربها الفنية بأكاديمية الفنون الجميلة بروما وجامعة كارديف ميتروبوليتان بإنجلترا، وقد أثري تنقلها بين هذه الأكاديميات الفنية العالمية تجربتها الفنية وصقل موهبتها في العمل علي خامة البورسيلن.

وشاركت في العديد من المعارض والسمبوزيومات وورش العمل المحلية والدولية، وهي عضو نقابة الفنانين التشكيليين وعضو بـأتيليه الإسكندرية إلي جانب عضويتها بمؤسسات فنية دولية مثل sculpture network و International Sculpture Center، ولها مشاركات فنية في بعض البلدان بجانب مصر، مثل إيطاليا وفرنسا.