متظاهر أمام مبنى البرلمان في بيروت (أرشيف / إي بي إيه)
متظاهر أمام مبنى البرلمان في بيروت (أرشيف / إي بي إيه)
الأحد 8 مارس 2020 / 23:35

لبنان يأمل في الانتهاء من محادثات الديون خلال 9 أشهر

قال وزير الاقتصاد اللبناني راؤول نعمة إن المفاوضات الرامية لإعادة هيكلة ديون بلاده بالعملات الأجنبية لن تستغرق أكثر من تسعة أشهر إذا خلصت النوايا، فيما يتجه البلد للتخلف عن سداد ديون سيادية للمرة الأولى.

وقال مصدر مطلع لرويترز اليوم الأحد إن من المتوقع بدء مفاوضات إعادة هيكلة الدين بشكل رسمي بين لبنان وحملة السندات في غضون نحو أسبوعين.

وأعلن لبنان، الذي يعاني من أزمة مالية كبيرة، أمس السبت أنه لا يمكنه دفع ديونه في مواعيدها والتي تتضمن 1.2 مليار دولار مستحقة يوم الاثنين. ودعا رئيس وزراء لبنان إلى مفاوضات عادلة لإعادة هيكلة الدين.

وتخلف لبنان عن سداد ديونه بالعملات الأجنبية مرحلة جديدة من الأزمة المالية التي تعصف باقتصاده منذ أكتوبر (تشرين الأول) وأفقدت الليرة نحو 40 بالمئة من قيمتها ودفعت البنوك لفرض قيود على السحب من الودائع وأججت البطالة والاضطرابات.

وتعتبر الأزمة أكبر خطر على استقرار لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية التي دارت رحاها من 1975 إلى 1990.

وقال رئيس الوزراء حسان دياب في خطاب وجهه للبنانيين ونقله التلفزيون إن احتياطيات البلاد من العملة الصعبة بلغت مستويات "حرجة وخطيرة" مع الحاجة لتلبية احتياجات اللبنانيين الأساسية.

وقال التيار الوطني الحر الذي أسسه الرئيس ميشال عون، وهو أحد الأحزاب التي تؤيد الحكومة، إن القرار يفتح "الباب على التفاوض مع الدائنين لخفض حجم الدين العام وخدمته بمجملها وجدولته بما يتناسب مع قدرة الدولة على السداد".

وطفت الأزمة على السطح مع تباطؤ تدفقات رؤوس الأموال واندلاع احتجاجات بسبب عقود من الفساد وسوء الإدارة.

ونقلت قناة الجديد على موقعها الإلكتروني الليلة الماضية عن نعمة قوله "عملية التفاوض تمتد لأشهر وإذا كان لدينا حسن نية، لا نذهب لأكثر من تسعة أشهر".

ولم يتسن لرويترز الاتصال بالوزير للتعقيب.

وقال نعمة "الحكومة تنتظر الآن موقف حاملي سندات اليوروبوند"، مضيفاً أنه يتوقع أن يكون موقفهم "إيجابياً".

وعن إمكانية مقاضاة لبنان في الخارج قال إن من الممكن أن يقدم الدائنون على رفع دعاوى بحق مصرف لبنان المركزي لكنهم لن يربحوها.

ولدى لبنان سندات دولارية بنحو 31 مليار دولار. وقالت مصادر إن الحكومة ستسعى إلى إعادة هيكلتها.

وصرح دياب أن الدين العام في لبنان تجاوز 170 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، مما يعني أن البلاد على وشك أن تكون الأكثر مديونية في العالم.

وقال مصدر مطلع يوم السبت إن البنوك اللبنانية، وهي حائز كبير للدين السيادي، مستعدة لإجراء محادثات مع الدائنين الأجانب في ظل سعي الحكومة لإعادة هيكلة الدين.

وأضاف المصدر أنه لا يوجد جدول زمني بعد لإعادة الهيكلة ومن المتوقع أن تبدأ المحادثات مع الدائنين الأجانب ببطء. وقال المصدر إن جمعية مصارف لبنان كلفت هوليهان لوكي كمستشار مالي للمساعدة في العملية.

ولا يوجد مؤشر على مساعدات من دول أجنبية سبق أن مدت يد العون للبنان. وتصر الحكومات الغربية على أن تطبيق بيروت أولاً إصلاحات تأجلت طويلاً لمكافحة الهدر والفساد.

ويعتقد محللون كثيرون أن السبيل الوحيد لضمان دعم مالي للبنان هو من خلال برنامج لصندوق النقد الدولي.

لكن حزب الله المدعوم من إيران يعارض ذلك وسبق أن قال إن الشروط التي سيسعى صندوق النقد لفرضها ستشعل ثورة شعبية في لبنان.

لكن لبنان طلب مساعدة فنية من الصندوق.