الخميس 12 مارس 2020 / 12:40

تقرير: لا فائز في الحرب السورية

رأى جميس جاي كارافانو، نائب رئيس دراسات السياسية الخارجية والدفاع في مؤسسة "هيريتاج"، أن قوات عدة تشارك في الحرب السورية، وكلها مستعدة للقتال حتى آخر سوري، ويضيف أنه من حسن الحظ أن الولايات المتحدة لا تشارك في هذا القتال الذي يتحول إلى صراع آخر لا نهاية له، والجميع خاسرون فيه.

سوريا تُشكل صداعاً كبيراً للعديد من قادة العالم، ولكن ربما يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأكثر حظاً

واندلع القتال مؤخراً في محافظة إدلب السورية، بعد عام ونصف من التفاوض بين روسيا وتركيا حول منطقة منزوعة السلاح في هذه المحافظة التي تفصل المنطقة الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية عن الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة.

إشكاليات تواجه حزب الله
ولكن هذا الاتفاق انهار الشهر الماضي مع تحرك الجيش السوري لاستعادة السيطرة على آخر معقل للمعارضة بغطاء جوي روسي. ومن الناحية العسكرية، ما حصل بعد ذلك كان سيئاً جداً بالنسبة إلى السوريين الذين دمرت الحرب بالفعل قواتهم الجوية والبرية، فيما تحاول تركيا استنزاف ما تبقى من جيشهم.

ويرى التقرير أن الجيش السوري لن يستعيد بقية الأراضي في وقت قريب؛ بسبب الحرب الأهلية التي انهكت نظام الرئيس السوري بشار الأسد على مدى تسع سنوات. ويضيف أن "حزب الله في لبنان لديه مشاكله الخاصة وقد انحسر عديد ميليشياته، والحرس الثوري الإيراني يواجه حملة جوية إسرائيلية لا هوادة فيها أسفرت عن تقويض تحركاته في سوريا".

إمبراطورية روسية في الرماد
وفيما يتعلق بروسيا، يعتبر الكاتب أنه يتعين على بوتين أن يكون قادراً على إدراك حقيقة أنه بنى لنفسه إمبراطورية من الرماد في سوريا. فعلى الرغم من أن موسكو رسخت نفوذها القديم في دمشق وسيطرت على الموانئ السورية البالغة الأهمية للطاقة الروسية في البحر المتوسط، إلا أن بوتين لم يضف انجازات كثيرة إلى ما كان لديه فعلاً، والكثير منها لا يزال تحت الأنقاض.

وحتى الآن يخفق المتطرفون الإرهابيون في توجيه الوضع الفوضوي وتجديد الخلافة المزعومة، ومن المستبعد حدوث ذلك في أي وقت قريب. والواقع أن بقايا التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة قد وجدت بعض الجيوب للبقاء على قيد الحياة، ولم يعد في وسعهم أكثر من ذلك.

ويورد التقرير أن تركيا تتطلع إلى السيطرة على الوضع برياً وجوياً، ولا تبدو روسيا مهتمة أو قادرة على تحدي هذه الظروف. ولهذا السبب وافق بوتين على وقف إطلاق نار آخر الأسبوع الماضي، ولكن من ناحية أخرى تركيا منشغلة للغاية بصراعات كثيرة مع سوريا وليبيا وقبرص وكذلك مواجهة أزمة اللاجئين الأخرى مع اليونان.

مناورات تركيا  
ويرى الكاتب أن على تركيا تحقيق التوازن بين روسيا وإيران والولايات المتحدة والناتو والاتحاد الأوروبي، وهذه العملية السياسية الجغرافية المعقدة لا تترك مجالاً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمناورة؛ إذ لا يمكنه أن يميل إلى أحد الأطراف من دون إثارة الأطراف الأخرى.

ونتيجة لذلك، تعجز تركيا عن حل أي مشكلة كبيرة بمفردها، ولا يبدو أن هناك مناورات صغيرة يمكن أن تنتهجها لتحقيق مصلحتها بشكل كامل. ويعني هذا أن تركيا على الأرجح ستكون جزءاً من حل للعديد من القضايا ولكن من المستبعد أن تكون الجهة الوحيدة التي تقرر مصيرها".

تهديدات استقرار الشرق الأوسط
ويخلص التقرير إلى أن كل ما سبق يجعل الولايات المتحدة في موقف أفضل من أسوأ اللاعبين؛ لاسيما أن لديها قوة عسكرية صغيرة في سوريا تنفذ عمليات ضد داعش. وإلى  مطاردة الإرهابيين، تكمن مصلحة الولايات المتحدة في منع انتشار مشاكل سوريا وزعزعة استقرار العراق، خاصة لأن الحفاظ على الوجود الأمريكي هناك يساعدها على مواصلة الضغط على إيران وعزلها.

ويختتم تقرير "فوكس نيوز" بأن سوريا تُشكل صداعاً كبيراً للعديد من قادة العالم، ولكن ربما يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأكثر حظاً؛ فاستقرار الشرق الأوسط من الأمور البالغة الأهمية للولايات المتحدة، وأكبر ثلاثة تهديدات لهذا الاستقرار يتمثل في المتطرفين والإرهابيين وإيران، وفي الوقت الراهن يبدو أن الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط كافياً لاحتواء التهديدات الثلاثة.