وزير الاقتصاد التركي السابق علي باباجان يعلن إطلاق حزيه الجديد "ديفا".(أرشيف)
وزير الاقتصاد التركي السابق علي باباجان يعلن إطلاق حزيه الجديد "ديفا".(أرشيف)
الجمعة 13 مارس 2020 / 14:30

ما هي حظوظ "ديفا" في كسر سطوة أردوغان؟

24 – مروة هاشم

كتبت لورا بيتل، مراسلة صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه الآن تحدياً داخل بلاده، حيث أطلق حليفه السابق على باباجان، نائب رئيس الوزراء التركي سابقاً، حزباً سياسياً جديداً منافساً يهدف إلى تحدي قبضته على السلطة.

يتضمن البرنامج الحزبي لباباجان والمؤلف من 125 صفحة، سلسلة من الاقتراحات لتعزيز الإدارة الاقتصادية والمالية والبلاد، إضافة إلى فرض قاعدة مالية من شأنها تقييد الإنفاق الحكومي

 وانتقد باباجان، الذي كان عضواً مؤسساً في حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة أردوغان، الإدارة الاقتصادية "المضللة والشعبوية" التي ينتهجها أردوغان.

ويُشير تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن باباجان، الذي شغل عدة مناصب في حكومات أردوغان وقضى سنوات عديدة في إدارة حقيبة الاقتصاد، أطلق حزبه السياسي الجديد تحت اسم "ديفا" وهي اختصار لحزب الديمقراطية والتقدم، ولكن كلمة "ديفا" باللغة التركية ترمز إلى "العلاج".
  
سياسات مضللة
وفي حفل إطلاق الحزب الجديد، لفت باباجان إلى أن سياسات الحكومة التركية تغيرت بشكل خطير في السنوات الأخيرة، كما شن هجوماً حذراً ضد قيادة أردوغان الاستبدادية المتزايدة.

وقال لمؤيديه: "بدلاً من القواعد والحكم المؤسسي والجدارة لدينا التعسف والحكم الشخصي والمحاباة، والواقع أن مؤسساتنا تعاني من أضرار هيكلية وثقافية خطيرة".

وتلفت مراسلة الصحيفة إلى الاتهامات الموجهة إلى أردوغان بتقويض سيادة القانون وتبني أسلوب القيادة الفردية للغاية في السنوات الأخيرة الذي كان له تداعيات على جميع أوجه الحياة في البلاد، بداية من حرية التعبير إلى الاقتصاد. ومنذ تولي أردوغان الرئاسة بموجب نظام الحكم الجديد في 2018، باتت سيطرة أردوغان أكثر صرامة على المؤسسات الاقتصادية في البلاد، بما في ذلك البنك المركزي.

وينقل التقرير عن باباجان قوله إن تركيا كانت على وشك الانضمام إلى البلدان ذات الدخل المرتفع في العالم، ولكنها انحدرت إلى مستوى البلدان ذات الدخل المتوسط بسبب السياسات المضللة والشعبوية التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة.

تهديد سلطة أردوغان
وعلاوة على ذلك، وعد باباجان بمساعدة تركيا على التحول إلى نموذج الدولة التي تعتمد على التقنية العالية بشكل أكبر وتتجه نحو التصدير، خاصة مع امكانيات النمو العالية جداً التي تتمتع بها تركيا، والتي لا يتيح المناخ الحالي استغلالها.

وتوضح المراسلة أن باباجان يُعد ثاني أقدم السياسيين المحنكين السابقين في حزب العدالة والتنمية اللذين انشقا عن الحزب خلال الأشهر الأخيرة لإنشاء حركات منفصلة في محاولة لمواجهة أردوغان والاستفادة من تراجع شعبيته تدريجياً. وأسس أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء السابق، حزب المستقبل في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وعلى الرغم من أن قضية فوز أي منهما (باباجان أو داود أوغلو) في انتخابات رئاسية مباشرة لا تزال غير محسومة، إلا أنه من الممكن حصولهما على أصوات من حزب العدالة والتنمية، ولذلك يعتبر المحللون السياسيون أن قبضة أردوغان على السلطة باتت مهددة. ومن جانبه انتقد أردوغان باباجان وداود أوغلو وحذر من أنهما "سيدفعان ثمناً باهظاً" لخيانتهما.

ويرى العديد من المحللين الأتراك والسياسيين المعارضين أن الانتخابات الوطنية التركية المقبلة، التي ليست مقررة حتى 2023، يمكن أن تجرى في وقت أقرب. وترتكز أحد العناصر الأساسية لجذب باباجان للناخبين على إعادة النمو الاقتصادي القوي، لاسيما أن الازدهار الاقتصادي المتزايد كان بمثابة العمود الفقري للدعم العام لحزب العدالة والتنمية، ولكن عانت تركيا من أول ركود لها منذ عقد من الزمان بعد أزمة العملة في 2018 والتي تسببت في ارتفاع التضخم ومعدلات البطالة.

استغلال الدين كأداة سياسية
وبحسب التقرير يتضمن البرنامج الحزبي لباباجان والمؤلف من 125 صفحة، سلسلة من الاقتراحات لتعزيز الإدارة الاقتصادية والمالية والبلاد، إضافة إلى فرض قاعدة مالية من شأنها تقييد الإنفاق الحكومي واستعادة استقلالية المؤسسات مثل البنك المركزي التركي والهيئات التنظيمية المصرفية، وكبح التأثير السياسي على البنوك المملوكة للدولة.

ومن المرجح أن تلقى هذه الإجراءات قبولاً جيداً لدى المستثمرين الأجانب، خاصة أن باباجان، وهو مستشار مالي سابق، يحظى بتقدير كبير.

ومع ذلك، تلفت المراسلة إلى أن منتقدي الحزب الحاكم داخل تركيا لا يثقون بوزير حزب العدالة والتنمية السابق (باباجان) الذي خدم في حكومة أردوغان حتى 2015، كما يتهمونه أيضاً بالتواطؤ في تراجع حقوق الإنسان وحرية التعبير طول سيطرة حزب العدالة والتنمية على السلطة منذ 17 عاما، فضلاً عن اعتباره جزءاً من أجندة حزب العدالة والتنمية الدينية.

وحاول باباجان مواجهة ذلك بإطلاق حزب سياسي جديد يوم الأربعاء الماضي في العاصمة التركية أنقرة، وبدأ بزيارة ضريح مصطفى كمال آتاتورك، مؤسس البلاد والأيقونة البارزة للأتراك الذين يؤمنون بالدولة العلمانية.

وتحدث باباجان إلى مؤيديه في أحد الفنادق على مشارف أنقرة منتقداً أولئك الذين استخدموا الدين "كأداة سياسية"، كما أعلن أن نسبة النساء بين المرشحين المنتخبين للحزب لن تقل عن 35%.