عمال مهاجرون في قطر.(أرشيف)
عمال مهاجرون في قطر.(أرشيف)
الأحد 15 مارس 2020 / 13:16

تقرير جديد عن انتهاكات حقوق الإنسان في قطر أمام الكونغرس

تناول فيليب ناصيف، مدير الأبحاث في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى منظمة العفو الدولية، انتهاكات في مجال حقوق الإنسان في قطر، لافتاً إلى تناقضات بين استضافة الدوحة مباريات كأس العالم 2022 كوسيلة لتلميع صورتها على الساحة الدولية، وبين انتهاكات مروعة يعاني منها عمال مهاجرون يشيّدون البنية التحتية للألعاب والبالغة قيمتها 200 مليار دولار.

منظمة العفو الدولية أعدت تقريراً جديداً يوثق انتهاكات حقوق الإنسان في قطر، وسيعرض التقرير في الكابيتول هيل

 وناصيف، وهو من يطلع أعضاء الكونغرس ووزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض على انتهاكات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باسم منظمة العفو الدولية.

ولفتت مارلين ستيرن، المنتجة في إذاعة منتدى الشرق الأوسط، في 4 مارس (آذار)، إلى أن ما يقارب مليوني عامل أجنبي في قطر، يخضعون لنظام عمل يقيد حريتهم، ويرهن وضعهم القانوني بإرادة أرباب عملهم.

وقال ناصيف إن أولئك العمال يعيشون في"أوضاع مزرية ومروعة"، وتحت تهديد مستمر إما بالترحيل وإما التعرض للاعتداء من قبل الشرطة.

وتوفي عدد كبير من هؤلاء العمال جراء الإجهاد الحراري بسبب العمل طوال اليوم تحت أشعة الشمس الحارقة، دون رعاية طبية. كما اختفى بعض العمال أو قتلوا. وعندما احتج بعض المهاجرين على ظروف عملهم، احتجزت أجورهم. ولم يتلق بعض هؤلاء العمال رواتبهم طيلة أشهر، وأجبروا على مواصلة العمل.

وتلفت الكاتبة إلى أنه في خلال الأعوام العشرين الماضية شيدت في قطر ناطحات سحاب وملاعب "على أكتاف هؤلاء العمال"، لكن معظم الدول الأوروبية تجاهلت تلك الحقائق. ورغم أن منظمة العمل الدولية حاولت العمل مع قطر من أجل إصلاح "نظام الكفالة"، حدث تقدم طفيف، وما زال العمال هناك معرضين للاستغلال.

صورة مختلفة
وتنقل الكاتبة عن ناصيف قوله إن قطر تنفق أموالاً طائلة في مجال العلاقات العامة ومكاتب المحاماة لتلميع صورتها في الولايات المتحدة وللترويج لـ"هذا النوع من التغيير الحيوي لبلد يرحب بجميع الناس". ولكن "تلك الصورة زائفة لأنها تخفي انتهاكات خطيرة تتعلق بحقوق الإنسان".

وحسب ناصيف، تعتبر استضافة قطر لكأس العالم وسواها من المناسبات الرياضية الدولية جزءاً لا يتجزأ من حقيقة أن القطريين يدركون أن الغرب يهتم بالأنشطة الرياضية، وهم يختارون الأنشطة التي يتردد صداها في الغرب.

ويوجه ناصيف انتقاداً حاداً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لموافقته على استضافة قطر كأس العالم، قائلاً: "كان يفترض بالاتحادات الرياضية الدولية أن تبحث جيداً عمن تدعوه لتنظيم تلك االمباريات، وما إذا كانوا يستحقون ذلك الشرف".

وتلفت الكاتبة إلى أن ناصيف يبذل جهوداً لإقناع الحكومة الأمريكية وأعضاء في الكونغرس بالضغط على قطر من أجل تغيير نظام العمل لديها. ويقول: "للولايات المتحدة نفوذ هائل على إمارة قطر لوجود قاعدة أمريكية عسكرية هائلة، ولأن القطريين يتمنون أن تبقى هناك لمدة طويلة".

وقال ناصيف إن منظمة العفو الدولية أعدت تقريراً جديداً يوثق انتهاكات حقوق الإنسان في قطر، وسيعرض التقرير في الكابيتول هيل. وستواصل منظمة العفو تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في قطر، وستواصل العمل لتأكيد أن الولايات المتحدة قادرة على ممارسة الضغط المطلوب على الحكومة القطرية كي تجري التعديلات الضرورية".