مشاركون في أحد المعارض التجارية بالإمارات (أرشيف)
مشاركون في أحد المعارض التجارية بالإمارات (أرشيف)
الأحد 15 مارس 2020 / 20:32

دروس من الفيروس

سواء تفشى المرض أم استفحل، صنف وباء أم كارثة، فإن تحجيمه والسيطرة عليه منوطان بأمرين لا ثالث لهما في الأرض أما أبواب السماء فهي المعول عليها دائماً. الأمران اللذان بيد البشر هما، العلم والوعي.

ثمة أفراد كان نشرهم للمعلومة وتدويرها واعياً وهادفاً، أفراد آخرون كان وقتهم ضائعاً في نشر كل ما يتعلق بالمرض وخاصة التهريج والإسفاف. هذا هو الفرق، وهنا يصنع الفارق

يبذل العالم جهده لاكتشاف لقاح للوباء سريع الانتشار المستشري في العالم كورونا. مؤسسات العالم الصحية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، مختبرات الأبحاث، علماء الأحياء، كبار الأطباء، كلهم مجندون ومضحون من أجل صحة البشرية.

يبقى الرهان على الإنسان، وعيه، وفكره، والتزامه. فالإجراءات العالمية غير المسبوقة من إلغاء بطولات ومهرجانات وإغلاق دور العبادة، والمراكز التجارية، والمدارس والجامعات، وتعليق رحلات جوية، وحظر أماكن التجمعات والمرافق الترفيهية، وتحول ساحات مدن عالمية كانت تضج بالحركة إلى ساحات خاوية وشوارع فارغة،  أمر لا يمكن أن يوحي إلا بأن هذا الأمر جدي، ومع ذلك يصر بعض المجازفين على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي في غياب تام للوعي بقيمة الروح والمجتمع.

المجتمعات الواعية تقدر الأمور التقدير الذي تستحقه، وتعكس تصرفاتها مقدار التزامها ومسؤوليتها وجديتها وثقافتها. الهواء هو الهواء والفيروس هو ذاته. لكن الفعل الفارق والمختلف هو وعي البشر وتعاملهم مع الموقف.

ثمة عائلات رأت في التزام المنزل فرصة لتعميق التواصل الأسري وتثقيف الذات وتنمية المهارات. عائلات أخرى وجدت فيه فرصة للتذمر والتسخط والتندر. ثمة أفراد كان نشرهم للمعلومة وتدويرها واعياً وهادفاً، أفراد آخرون كان وقتهم ضائعاً في نشر كل ما يتعلق بالمرض وخاصة التهريج والإسفاف. هذا هو الفرق، وهنا يصنع الفارق.

إحساس أفراد المجتمع بالاحتياطات الاحترازية التي تنفذها الحكومة أمر أساسي ومحوري في التغلب على الوباء الذي يجتاح العالم. وعيهم والتزامهم هما ما تراهن عليهما الحكومة في تحجيم هذا الوباء والحد من انتشاره.