الخميس 26 مارس 2020 / 10:51

صحف عربية: كورونا يضرب العالم اقتصادياً.. والعيون على قمة العشرين

24 - إعداد: معتز أحمد إبراهيم

تواصلت التداعيات الاقتصادية لوباء كورونا بعد إغلاق عدد من الدول حول العالم حول العالم ووقف الطيران، مما يجعل العالم يتجه بأنظاره إلى قمة العشرين التي ستعقد اليوم لبحث الأزمة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، فإن جميع دول العالم تدفع الآن الفاتورة الاقتصادية لهذا الوباء الفيروسي الذي بلغت فاتورته الاقتصادية مدى واسعاً للغاية.

احتلال العالم
قالت الكاتبة السياسية هدى الحسيني إن كورونا "احتل" العالم، مشيرة في مقال لها بصحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن هذا الاحتلال تم بهوية صينية.

واستشهدت الحسيني بما قاله السفير الصيني لدى الولايات المتحدة كوي تيانكاي أخيراً، حيث أعلن إنه مصرٌّ على اعتقاده بأنه من الجنون نشر الشائعات عن أن فيروس "كورونا" نشأ من مختبر عسكري تابع للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن السفير الصيني رد بنفسه على بكين التي تؤكد الولايات المتحدة إنها نشرت هذا المرض.

وتطرقت الحسيني إلى رؤية المسؤولين الأمريكيين للصين قائلة: "يصر الرئيس الأمريكي على تسمية فيروس كورونا بـ"الفيروس الصيني"، خصوصاً أنه لا يوجد عالِم وبائي موثوق به في العالم أشار إلى أن الفيروس نشأ في أي مكان باستثناء الصين، ومن الحيوانات التي تباع في سوق ووهان".

وأضافت أن الصين تدفع ثمن التستر على نشر هذا الفيروس، مشيرة إلى أضرار هذا التستر، حيث بات الركود العالمي شبه مؤكد، ويمكن أن يخسر العمال في جميع أنحاء العالم ما يصل إلى 3.4 تريليون دولار مداخيل بحلول نهاية هذا العام.

واختتمت الحسيني مقالها بالقول: "إنها المأساة التي تجعل العيون مفتوحة ليل نهار والقلوب مستنفَرة على الأعداد من البشر التي ستسقط كل دقيقة لا كل ساعة".

صفعة للنظام العالمي
من جانبه قال عبد المحسن جمعة في مقال له بصحيفة "الجريدة" الكويتية، إن أزمة "كورونا" تتفاعل، وتتصدّر المشهد إحصاءات المصابين والوفيات، وجهود مختبرات الأدوية لإنتاج دواء شافٍ للمرض ولقاح واقٍ منه، في ظل انهيار أنظمة صحية متطورة في دول تعتبر من الصف الأول اقتصادياً.

وقال جمعة "إن أهم ضحايا فيروس كورونا، بعد الأرواح التي أُزهقت، هو النظام الرأسمالي المنفلت الذي ظهرت صورته القبيحة مرة أخرى من خلال النظام الصحي الذي دمّرته الخصخصة، وجعلته نظاماً يبحث عن المجالات الربحية، لا الوقاية وإنقاذ الأرواح، مما دفع عدة دول أوروبية إلى تأميم القطاعات الصحية الخاصة بالقوة، إذا استلزم الأمر.

وأشار الكاتب إلى أن فيروس كورونا وجّه صفعة قوية للعولمة والرأسمالية التي وصفها بالمنفلتة والتي تركّز الثروات في أيدي أقليّات لا تتحمل أي مسؤوليات اجتماعية، وهو ما يشي بأن هناك إرهاصات لنظم سياسية واقتصادية جديدة ستولد، وستغيّر وجه العالم خلال السنوات القليلة المقبلة.

قمة العالم
من جانبها، أشارت صحيفة "الرياض" السعودية في افتتاحيتها السياسية اليوم إلى اجتماع زعماء دول العشرين اليوم والذي سيعقد عن بعد باستخدام التقنيات الحديثة.

وأوضحت الصحيفة، إن هناك حالة من التفاؤل بشأن إمكانية مساهمة القمة في تقليل الآثار الاقتصادية لفيروس كورونا، قائلة: "الجميع متفائلون بمساهمة القمة في تخفيف آثار الأزمة المؤثرة علـى جميع الدول، ووضع استراتيجية عالمية موحدة لاحتواء آثار الفيروس، الذي يتوقع صندوق النقد الدولي أن يسفر عن ركود عالمي، ولذلك سيتطلع الجميع إلى الخروج بمبادرات وإجراءات محددة وعملية، تحقـق آمال شعوب العالم في تجاوز آثار الجائحة، وتمهيد الطرق لتحقيق دول العالم مستقبلاً أفضل، والعمل على مواصلة الاقتصادات العالمية تعزيز سيولتها النقدية، وتسهيل الاقتراض وإرجاء الاقتطاعات الضريبية، وتمديد آجال القروض الممنوحة ودعم الشركات".

وأكدت الصحيفة أهمية التكافل الاقتصادي بين دول العالم لتحقيق هذا الهدف في ظل الآثار الناجمة عن الفيروس الوبائي، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد السياسي وأهمية هذه القمة.

ملاحظات
من جانبه، قال فضيل التهامي في تحليل له نشرته صحيفة "هسبريس" المغربية إن فيروس كورونا كشف عن مجموعة من الحقائق والحتميات التي كانت مغيبة لمرحلة طويلة بفعل طبيعة النظام الدولي الحالي، والتي تجاوزت حتى خط القواعد الفلسفية لليبرالية الجديدة.

وقال التهامي "أول ملاحظة يمكن ملامستها هي أن للإنسان مصير مشترك واحد، بغض النظر عن موقعه الاجتماعي أو الجغرافي"، وأضاف "الملاحظة الثانية تظهر أهمية البحث العلمي، لأنه في النهاية يبقى مدخلاً فعلياً لتنمية الإنسان؛ فمن خلاله يمكن للمجتمعات أن تتقدم، وأن تواجه تحديات العصر من كوارث طبيعية وأوبئة وغيرها".

وأضاف الكاتب "وباء كورونا الذي اجتاح العالم طولاً وعرضاً أظهر أهمية وأثر هذه الحقيقة، إذ تتسابق الدول العظمى التي ترصد ميزانيات كبيرة للبحث العلمي على إيجاد دواء ولقاح للفيروس لإنقاذ الإنسان، بينما تلتزم الدول الضعيفة غرفة الانتظار".

وانتهى الكاتب بالقول "يمكننا أن نقول إن السلوكيات المتمردة التي تصدر عن الأفراد والجماعات خلال حالات الاستثناء هي ردود فعل بوعي أو بغير وعي تجاه تراكم تاريخي لطبيعة سياسات الجهاز الدولتي. ومن هنا يتعين على الدولة المعنية أن تعيد النظر في سياساتها وأن تعطي الأولوية لبناء الإنسان، لأنه في النهاية هو الأصل والمفصل، كما أنه صمام الأمان للمجتمع وللدولة نفسها".