صحف (24)
صحف (24)
الجمعة 27 مارس 2020 / 10:43

صحف عربية: أوبئة سياسية ترافق كورونا

24 - معتز أحمد إبراهيم

رصدت صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، تفشي ما وصفته بالأوبئة السياسية في المنطقة، بالتزمان مع تصاعد خطورة وباء كورونا.

وكشفت صحف عن استغلال قوى سياسية في المنطقة لوباء كورونا لتحقيق أهدافها، في الوقت الذي يهدد فيه انتشار الفيروس استقرار دول في الشرق الأوسط.

العقوبات الإيرانية
أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس، أن بلادها مستمرة في "حملة الضغط القصوى" تجاه إيران، رغم تفشي وباء كورونا.

وقالت أورتاغوس لصحيفة الشرق الأوسط أنه لا يوجد تغيير أو تخفيف في العقوبات الأمريكية المفروضة على النظام الإيراني بأي حال الآن، مشيرة إلى أهمية التوضيح مرة أخرى أن سياسة العقوبات مستقلة تماماً عن قنوات المساعدات لمساعدة إيران على مكافحة تفشي (كورونا).

واتهمت النظام بالتقاعس في حماية شعبه و"عدم اتخاذه إجراءات للحد" من تفشي الفيروس.

واضافت أورتاغوس أن "إيران لديها الفرصة في أي وقت لتأتي إلى الطاولة وتتصرف كدولة مسؤولة وتتفاوض مع الرئيس دونالد ترمب ووزير الخارجية مايك بومبيو، وحينها يمكن وقف هذه العقوبات على الفور، وهذا الخيار مطروح دائماً على الطاولة".

توقف الحياه بالعراق
من ناحية أخرى تعطلت الحياة السياسية في العراق بشكل كامل بسبب الانتشار الواسع لفيروس كورونا، ونشرت القوى السياسية أجنحتها العسكرية للمساهمة في ضبط حظر التجول، فيما نشر التيار الصدري ألويته العسكرية في مدينة النجف للمساعدة في تطبيق حظر التجول.

ورصدت صحيفة عكاظ السعودية إعلان رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، تعليق الأنشطة السياسية لتياره للمساهمة في حملة مكافحة تفشي جائحة كورونا، ونقلت الصحيفة عن الحكيم قوله إنه "إدراكاً لحراجة الموقف الذي يمر به العراقيون وإيماناً بضرورة تعبئة كل الجهود لتجاوز هذه المحنة، أعلن تعليق الأنشطة السياسية لتيار الحكمة الوطني".

وأضاف أنه تم "توجيه كل جهود التيار وقياداته للمشاركة في الحملة الشعبية التي يقوم بها الخيرون من كل أطياف العراق لمقاومة جائحة كورونا".

ونبهت مصادر سياسية للصحيفة أن جهود تشكيل الحكومة الجديدة تجمدت في أعقاب تطور انتشار فيروس كورونا الأمر الذي زاد من دقة الأزمة العراقية.

مواجهة
من جانبه حذر الكاتب والمحلل السياسي حكيم مرزوقي في مقال له بصحيفة "العرب" اللندنية من استغلال حكومة الوفاق الإخوانية لوباء كورونا قائلاً: "إن مواجهة فيروس كورونا من المهمات المدنية للدولة احترمها الجيش الوطني الليبي، لكن حكومة الوفاق الواجهة السياسية لتيار الإسلام السياسي استغلته لأغراض عسكرية". 

وأضاف مرزوقي أن حكومة السراج خصصت بناء كمكان خاص بالحجر الصحي في قاعدة معيتيقة التي يتواجد فيها عسكريون أتراك ومرتزقة سوريون، وهو أمر خطير ويخالف التشريعات الدولية.

وأشار إلى خطورة السياسات التي تنتهجها ميليشيات طرابلس التي تتاجر بهذا الوباء، وتصنع من خلاله متاريس بشرية في لعبة تمويه واستثمار لهذا الوباء أمام الرأي العام الدولي.

وأنهى مرزوقي مقاله بالقول: "هكذا تتحول القلاع المدنية والحقوقية إلى مخابئ إخوانية مموهة في أعراف هذه الجماعات التي دأبت منذ نشأتها، على لغة التبييض والتخفي".

الانتفاضة اللبنانية
من جانبه ربط طوني عيسى الكاتب في صحيفة "الجمهورية" اللبنانية بين كورونا والانتفاضة اللبنانية، قائلاً: "إذا كان فيروس "كورونا" لا يقتل سوى 3% أو 4% من المصابين، فهذا يعني أنّ الأمل في أن تعيش الانتفاضة وتَعبُر زمن "كورونا" يتجاوز الـ96%".

وقارن عيسى بين الأوضاع قبل تفشي كورونا وبعدها قائلاً: "قبل كورونا كانت الانتفاضة قد هادنت الحكومة، على أساس وعودها بالتزام الإصلاح: استعادة الأموال المنهوبة والمهرَّبة، وضبط الهدر والسرقة والتزام الشفافية، والخروج من المأزق المالي بحفظ ودائع الناس التي جَنوها بتعبهم، لا بصفقات النهب أو عمليات الريع".

وعن تداعيات الوباء على الوضع الاقتصادي قال الكاتب: "ستكون للوباء تداعيات عميقة جداً على اقتصادات العالم، وتالياً على المساعدات التي كانت مخصصة إلى لبنان أو تلك التي كان يمكنه الحصول عليها. وهذا ما سيزيد تعقيد الوضع الداخلي. وسيكون عسيراً توفير المبالغ "الإنقاذية" الطارئة التي يراهن عليها اللبنانيون للخروج من النفق". 

وانتهى الكاتب بالقول إن "الرهان اللبناني اليوم هو كيف تموت "كورونا" الفساد أو خميرة الانتفاضة؟ وفي عبارة أخرى: هل ماتت الانتفاضة بفيروس "كورونا"؟ على الجواب يتقرَّر مصير البلد.