الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الجمعة 27 مارس 2020 / 13:08

كورونا ساحة معركة جديدة لبوتين

وصف ناثان هودج مراسل شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فيروس كورونا المستجد الذي يجتاح العالم بأنه بمثابة ساحة معركة سياسية جديدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خاصة بعدما أعلن عن تأجيل الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي تسمح له بالبقاء في السلطة حتى 2036 بسبب تفشي فيروس كورونا.

فيروس كورونا اتخذ بعداً سياسياً بالنسبة إلى بوتين الذي أعلن أيضاً عن تأجيل الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي كان من المقرر عقدها يوم 22 أبريل (نيسان) المقبل، وذلك إلى وقت لاحق

ويعتبر المراسل أن بوتين يواجه الآن اختباراً جديداً يتمثل في مدى قدرة نظامه على النجاة من جائحة فيروس كورونا المستجد.

وأعلن بوتين يوم الأربعاء الماضي عن مجموعة شاملة من الإجراءات للتعامل مع انتشار الفيروس وآثاره الاقتصادية الآخذة في الاتساع، مشيراً إلى أن ما يحدث في العديد من البلدان الغربية داخل أوروبا وخارجها يمكن أن تشهده روسيا في المستقبل القريب.

تداعيات اقتصادية وسياسية
ويستهدف بعض الإجراءات التي اتخذها بوتين تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا ومنها حصول الروس على إجازة مدفوعة الأجر لمدة أسبوع اعتباراً من 28 مارس (آذار) للبقاء في منازلهم، إضافة إلى تعليق مستحقات الرهن العقاري، فضلاً عن دفعات شهرية إضافية للعائلات التي تحصل على مدفوعات حكومية لدعم العديد من الأطفال.

ولكن فيروس كورونا، بحسب تقرير الشبكة الأمريكية، اتخذ بعداً سياسياً بالنسبة إلى بوتين الذي أعلن أيضاً عن تأجيل الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي كان من المقرر عقدها يوم 22 أبريل (نيسان) المقبل، وذلك إلى وقت لاحق، وقال: "سوف نقيم الوضع واستناداً فقط على توصيات الأطباء والمتخصصين سنحدد موعداً جديداً".

ويضيف التقرير: "من الصعب إدراك مدى أهمية إجراء هذا الاستفتاء في تأمين قبضة الرئيس الروسي على السلطة، فعلى مدى عقدين من الزمن يسيطر بوتين على مقاليد السلطة في البلاد، ولكن ولايته الحالية ستنتهي عام 2024، الأمر الذي يترك روسيا في أزمة خلافة محتملة".

التعديلات الدستورية
ويورد المراسل أن نظام بوتين للديمقراطية الموجهة يعني أن السلطة مركزة في يد رجل واحد، ولا يواجه الرئيس منافسة سياسية جادة، حيث يمسك أصدقاؤه وحلفاؤه زمام الأمور الاقتصادية، وبوتين هو الحكم النهائي في الخلافات التي تنشب بين النخب. ويطالب الدستور الحالي بوتين بالتنحي بعد ولايته الحالية، ويعني ذلك أن النظام الذي يترأسه بات معرضاً للانهيار سريعاً.

وكان من المفترض أن يعالج استفتاء يوم 22 أبريل (نيسان) هذا الأمر على طريقة بوتين النموذجية؛ حيث صاغ البرلمان الروسي تعديلات على الدستور تمهد الطريق لبقاء الرئيس في السلطة بعد انتهاء ولايته الحالية، ربما حتى عام 2036. ووقع بوتين تلك التعديلات وأيدت المحكمة الدستورية التغييرات المقترحة، والخطوة التالية هي طرحها للتصويت الشعبي.

ويعتبر المراسل أن فيروس كورونا بات بمثابة معركة سياسية جديدة لبوتين، وبالفعل قام الزعيم الروسي بزيارة مستشفى موسكو الرئيسي لمتابعة الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا، وارتدى الملابس الواقية أثناء زيارة المستشفى في ضاحية كوموناركا بالمدينة.

ويقول التقرير: "يتوافق ذلك مع المسرحيات التي اعتدنا رؤيتها من الكرملين، إذ يذكرنا بإحدى تحركاته الأولى عندما كان رئيساً لروسيا بالنيابة، حيث طار إلى جمهورية الشيشان التي مزقتها الحرب في 2000 في مقعد مساعد الطيار لمقاتلة من طراز سو 27".

مساعدة روسيا لإيطاليا
ويتحدث بوتين عن الحملة لمواجهة فيروس كورونا باعتبارها حملة عسكرية، حيث قال في بيان صادر عن الكرملين: "شاهدت كيف يعمل طاقم المستشفى، والجميع في مواقعهم القتالية، الكل يعمل كالساعة بشكل جيد ومنسق". وعلاوة على ذلك، لم يحرص بوتين على الظهور باعتباره القائد العام الحاسم لجمهوره المحلي فحسب، وإنما نشر أيضاً جيشه كجزء من حملة دولية لمحاربة جائحة فيروس كورونا.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلن الجيش الروسي عن إمداد إيطاليا بمجموعة تضم مئة من الأطباء وعلماء الفيروسات إلى جانب معدات التطهير لمساعدتها في مكافحة تفشي هذا الوباء. وبث التلفزيون الحكومي الروسي لقطات لمركبات عسكرية روسية تسير على الطريق في إيطاليا، ويرى المراسل أن استجابة روسيا السريعة لمساعدة إيطاليا، دولة عضو في حلف الناتو، كان ينطوي على دلالة قوية عكست مدى تباطؤ الولايات المتحدة وحلفائها في الاستجابة للأزمة، رغم استغاثة وزير الدفاع الإيطالي المباشرة للحصول على مساعدة عسكرية أمريكية في مكافحة فيروس كورونا.

ويختتم التقرير بأن نهج الكرملين الذي يرتكز على العلاقات العامة لا يعني أن روسيا بإمكانها وقف انتشار فيروس كورونا، خاصة مع إعلان أكبر زيادة في الحالات في يوم واحد؛ حيث ارتفعت الأربعاء الإصابات إلى 658 من 495 في اليوم السابق. وفي نظام يتمحور حول بوتين، تتجه كل الأنظار إلى صحة القائد، ويقول الكرملين إنه يتمتع بصحة جيدة ويعمل بإيقاعه المعتاد.