السبت 28 مارس 2020 / 17:31

خبير صحي إيطالي: إصابات كورونا أعلى بكثير من الأرقام الرسمية

في قسم العناية المركزة في مستشفى كازالبالوكو بالقرب من العاصمة الإيطالية روما، يراقب الأطباء والممرضون بصمت المصابين بفيروس كورونا المستجد الممدين بلا حراك في أسرة تحيط بها أجهزة تراقب وظائفهم الحيوية.

ويعرض مدير المركز الطبي انتونينو ماركيزي صورة مقلقة للوضع. وقال لوكالة فرانس برس إن "عدد المرضى المصابين أكبر بالتأكيد من الذي يعلن كل مساء عند نشر الحصيلة الرسمية، لأن بعض المرضى فرضوا على أنفسهم العزل بدون إجراء فحوص. إنهم في بيوتهم ويتماثلون للشفاء ببطء".

وأضاف الرجل الذي يغطي قناع واق جزءاً من وجهه أن "مرضى آخرين أصيبوا لكنهم لم يلاحظوا على الأرجح وتعافوا"، مؤكداً أن "عدد الذين أصيبوا أكبر بكثير مما يُعلن عنه بكل تأكيد".

وبينما يسود هدوء ظاهر في وحدة العناية المركزة، اعترف الطبيب بأنه يواجه نقصاً في مواد كثيرة. وقال:"للأسف لم نكن مستعدين بشكل كاف. البؤر الأولى أدت إلى استهلاك مفاجىء وهائل لبعض المستلزمات ومصانعنا بدأت تعمل للتو على تأمينها لنا".

لكن الحصيلة ترتفع في إيطاليا وتجاوزت التسعة آلاف وفاة، بينما نجا آخرون وبينهم فابيو بيفيرالي طبيب القلب وهو من سكان روما والبالغ من العمر 65 عاماً.

تجربة طبيب أصيب بكورونا
فقد أمضى ثمانية أيام "معزولاً عن العالم" في وحدة العناية المركزة والإنعاش في مستشفى "بوليكلينيكو اومبرتو الأول" في روما.

قال بيفيرالي "شعرت بآلام غريبة. بصفتي طبيب اعتقدت أنه التهاب رئوي حاد". وأضاف: "لا استطيع أن أتحدث عن هذه التجربة بدون أن أبكي. الدموع تنهمر بسهولة". وتابع "ساعدني كوني طبيباً على تحمل الألم".

وأكد الطبيب نفسه "الأمر الأقسى كان في الليل. لم أكن قادراً على النوم وكان القلق يجتاح الغرفة. في النهار يمر الأطباء وطاقم الصيانة والذين يوزعون وجبات الطعام. في الليل تأتي الكوابيس ويحوم شبح الموت".

ومن هذه التجرية تعلم درساً. وقال "اعتباراً من ألان سأكافح من أجل الصحة العامة". وأضاف: "لا يمكن أن تكون الصحة العامة قضية مال وأن نتركها بين أيدي السياسيين".