جنود من الحرس الثوري الإيراني (أرشيف)
جنود من الحرس الثوري الإيراني (أرشيف)
السبت 28 مارس 2020 / 16:20

اغتيال وردنجاني نقطة سوداء جديدة في سجل إيران الإرهابي

لم تكن لحظة إطلاق النار على الصحفي الإيراني المعارض مسعود مولوي وردنجاني في وسط إسطنبول، إلا نقطة سوداء جديدة في سجل "الحرس الثوري الإيراني".

فالمعارض أو الهارب من جور النظام قتل على يد أشخاص يرتدون قبعات سوداء فيما من أدعى أنه صديقه، كان يتجسس عليه ويقود فريق الاغتيال.

أواخر نوفمبر(تشرين الثاني) العام الماضي، التقطت كاميرات المراقبة، كيف انتهى الرجل الذي يعرف أسرار النظام في ملف الطائرات المسيرة ويدرك حجم جرائمه، في هذا الإطار.

عملية اغتيال وردنجاني كان مسرحها مدينة إسطنبول التركية، الاغتيال كاد يختفي في طي الكتمان، من قتل مولوي ومن أمر بتصفيته ومن هي المجموعة التي نفذت الاغتيال.

بعد نحو 5 أشهر من الحادث وبسبب تسريبات بدأت تصل مقربين إلى وردنجاني، كشف مسؤولان تركيان لوكالة رويترز بأن ضابطي مخابرات بالقنصلية الإيرانية في إسطنبول حرضا على قتل الصحفي الإيراني المعارض، وأن المشتبه بهم بعملية الاغتيال بينهم أتراك وإيرانيون كانوا اعتقلوا في الأسابيع التي أعقبت الحادث، أبلغوا السلطات أنهم تصرفوا بأوامر الضابطين الإيرانيين.

وكان وردنجاني المعروف بانتقاده القادة العسكريين والسياسيين في إيران يعمل في الأمن الإلكتروني بوزارة الدفاع بطهران، وتحول بعد فراره إلى منتقد قوي للسلطات الإيرانية، ويقول تقرير للشرطة التركية بشأن حادث القتل نشر قبل نحو أسبوعين إن المعارض نشر رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد الحرس الثوري الإيراني في أغسطس (آب) قبل 3 أشهر من قتله.

قال: "سوف أجتث قادة المافيا الفاسدين".

وأضاف "ادعوا الله ألا يقتلونني قبل أن أفعل ذلك".

ويتحدث معارضون إيرانيون أن وردنجاني تحدى تحذيراً من الحرس الثوري بعدم التعاون مع شركات تركية في مشروعات متعلقة بالطائرات المسيّرة.

فيما اتصلت به كل من الولايات المتحدة ودول أوروبية للعمل معها.

وكان وردنجاني نشر وثائق على الإنترنت مفادها أنه نفذ عملية تسلل إلكتروني أو حصل على معلومات من معارف له في إيران وأنه تجاهل طلبات الاتصال بالسفارة الإيرانية في أنقرة والتقى مع أمربكيين.

وقال مصدر إيراني إن "وردنجاني تم تحذيره من مغبة اتصالاته مع دبلوماسيين أجانب".

وقال المسؤولان التركيان إن "الرفيق الذي كان يمشي مع وردنجاني يوم مقتله أقام صداقة معه بعد وصوله إلى إسطنبول ونقل معلومات عنه إلى المخابرات الإيرانية".

وفي صباح اليوم السابق لمقتله، ذهب هذا الصديق، الذي يفيد تقرير الشرطة التركية والمسؤولان التركيان بأن اسمه علي اسفنجاني، إلى القنصلية الإيرانية.

وقال المسؤولان إنه "التقى في وقت لاحق مع المسلح لمناقشة تفاصيل العملية".

ويصف تقرير الشرطة اسفنجاني بأنه قائد الفريق الذي نفذ عملية اغتيال وردنجاني.

متحدثة باسم شرطة إسطنبول قالت إن "التحقيق مستمر كما أن الادعاء التركي يتابع القضية أيضاً".

وبينما لم تتهم أنقرةُ إيران علناً بالضلوع في قتل وردنجاني إلا أنها ستقدم لطهران قريباً رداً رسمياً بخصوص مقتل وردنجاني والدور الذي قام به مسؤولون يحملون جوازات دبلوماسية.