ازدحام سكان ووهان في محطة القطار (أرشيف)
ازدحام سكان ووهان في محطة القطار (أرشيف)
السبت 28 مارس 2020 / 19:38

بعد شهرين من الإغلاق.. مدينة ووهان الصينية تحاول طي الصفحة

من فحص المسافرين إلى استقبالهم ببزات وقائية كاملة، فتحت مدينة ووهان الصينية التي ظهرت فيها أول إصابة بفيروس كورونا المستجد، أبوابها تدريجياً على العالم الخارجي اليوم السبت بعد شهرين من عزلة شبه تامة.

وفي خطوة تكتسي طابعاً رمزياً، توقف أول قطار مسافرين يسمح له بالقيام برحلة إليها، بعيد منتصف الليل في محطة ووهان، وقد انتشرت صوره في كل وسائل الإعلام المحلية.

وعلى متن القطار عشرات من سكان المدينة الذين علقوا خارجها منذ نهاية يناير(كانون الثاني) الماضي، عندما فرضت السلطات حجراً لوقف انتشار الوباء.

وقالت سيدة في الـ 36 من العمر رفضت كشف اسمها، مبتسمة "أنا وابنتي شعرنا بحماس كبير عندما اقترب القطار"، وبسبب الإغلاق لم تر زوجها منذ 10 أسابيع بدت دهراً لابنتها، وقالت السيدة الشابة إن "ابنتها اندفعت باتجاه والدها عندما رأته"، وأضافت "لم أتمكن من منع نفسي من البكاء".

وقالت مسافرة أخرى وصلت اليوم إنها علقت لشهرين في كانتون (جنوب) التي تبعد 900 كيلومتر، بعد إلغاء رحلتها الجوية، و حتى هذا اليوم لم يكن يسمح بدخول المدينة سوى لأفراد الطواقم الطبية والأشخاص المكلفين نقل سلع أساسية، لكن السلطات ترفع تدريجياً هذه القيود منذ الأربعاء الماضي.

وما زال الانفتاح جزئياً إذ أنه على السكان الانتظار حتى 8 أبريل(نيسان) المقبل ليتمكنوا من مغادرة ووهان الموعد الذي يعاد فيه فتح مطارات المدينة.



وفي الاتجاه الآخر، يخضع القادمون لفحوص دقيقة من قياس حرارة جسمهم إلى التدقيق في هوياتهم وطرح أسئلة عن تنقلاتهم قبل وصولهم، ويتوجب عليهم تقديم أرقام خاصة بهم مشفرة على هواتفهم النقالة تشكل تصريح مرور وتثبت أنهم سالمون.

وتطبق هذه الإجراءات أمام طاقم يرتدي أفراده أقنعة واقية ونظارات حماية وبزات وقائية كاملة، وظهرت أولى الإصابات بفيروس كورونا المستجد في ديسمبر(كانون الأول) الماضي في ووهان، ودفعت المدينة ثمناً باهظاً لهذا الوباء إذا أصيب بالفيروس أكثر من 50 ألف شخص وسجلت 2538 وفاة.

وأعلنت السلطات الصحية اليوم وفاة 3 مصابين آخرين، لكن الأعداد تراجعت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، وقال مسؤول محلي أمس الجمعة إن "ووهان أصبحت تعتبر منطقة خطر متدن".

وهذا الوضع مناقض لما حدث في نهاية يناير(كانون الثاني) الماضي في أوج الأزمة، عندما شاهد صحافيون صفوفاً طويلة من المرضى أمام مستشفيات استُنفدت طاقتها.



وقال غاو تشوسونغ الذي يعمل في قطاع السيارات "لم أعد إلى ووهان منذ شهرين، أشعر أنني عدت من بلد آخر"، وعلى الرغم من الصعوبات، تنتظر صفوف طويلة من المسافرين أن تستقل القطار إلى ووهان، كما لاحظ صحافي في محطة القطارات في شنغهاي التي تبعد حوالي 830 كيلومتر.

والعودة إلى الوضع طبيعي تدريجية، وأعاد مترو ووهان فتح أبوابه اليوم كما أعيد تشغيل الخطوط الرئيسية للحافلات، لكن بعض المراكز التجارية بقيت مغلقة، ويتجنب السكان الذين ما زالوا يرتدون الأقنعة الواقية، الأماكن المزدحمة.

وقد حذرت السلطات من التنقلات غير الضرورية التي يمكن أن تسهل انتشار الفيروس، وما زالت مداخل الكثير من المراكز السكنية تخضع لمراقبة ومعظم الشوارع هادئة اليوم.

وقال أحد سكان ووهان بعد عودته إلى المدينة، على شبكة ويبو للتواصل الاجتماعي "بدا لي صوت عجلتي حقيبتي قوياً جداً".