الأحد 29 مارس 2020 / 13:03

مبادرات إنسانية تخفّف الخوف من كورونا

منذ فرض الحجر المنزلي على الملايين في الولايات المتحدة بسبب تفشي فيروس كورونا، بدأت جودي بيدر، عجوز أمريكية، تحمل التشيلو، وتخرج يومياً إلى شرفة منزلها في ولاية ميريلاند كي تعزف لأشخاص يقفون على الرصيف المقابل، ويصفقون لها عند نهاية وصلتها الموسيقية.

ولفت مايكل روان، محرر لدى صحيفة "واشنطن بوست" يغطي أخباراً محلية، إلى أن بيدر تعزف عادة لأشخاص يقبعون في دور الرعاية، إلا أن عدداً كبيراً من الأشخاص صاروا يحتاجون للرعاية حالياً، وهذا ما تقوم به.

وتعد بيدر، في عزفها اليومي لمدة نصف ساعة، واحدة من مئات الأمريكيين الذين قدموا لفتات طيبة لمواطنيهم عبر البلاد لمحاربة التفكك والعزلة اللذين سببهما فيروس كورونا المستجد.

مسيرة للمدرسين
وفي أحد أحياء ميريلاند، نظم مدرسون مسيرة من 25 سيارة، وطافوا على بيوت تلامذتهم ولوحوا لهم، ووقف التلامذة على شرفات بيوتهم مع ذويهم لرد التحية.

وقالت ستيفاني باتشيلور، أم لطفلين يداومان في مدرسة في الحي: "تأثرنا جميعاً عندما رأينا كم كان أطفالنا سعداء بتلك اللفتة الرائعة في هذه الفترة العصيبة".

وجبات إنسانية

وشهدت ولايات تكساس وإنديانا وإلينوي وبنسلفانيا مبادرات مماثلة. وقدم أصحاب مطاعم وجبات مجانية لموظفين ومارة، ونقل متطوعون شحنات مجاناً. وانشغل خبراء في مجال الخياطة وصناعة البطانيات، واستعانوا بماكينات خياطة متوفرة في بيوتهم في صنع عشرات من الأقنعة القطنية الطبية، وسلموها للمستشفيات.

رعاية وصداقة
واعتبرت شايلا ميرغن، أخصائية في علم النفس لدى جامعة ويسكونسن أن هذه اللفتات تعد "جزءاً من أساليب الرعاية والصداقة التي نشهدها حالياً حول العالم"، مضيفة: "نشهد ظروفاً لا سابق لها. هناك قدر هائل من الخوف والقلق والارتباك والألم".

ولفتت إلى أن رد الفعل الطبيعي على التوتر، وهو الهرب أو القتال، لا ينفع في هذه الحالة، لكن يستطيع الناس أن يعودوا لشعورهم الطبيعي وهو "الرعاية والصداقة".

وأضافت "يستطيع ذلك الدافع مساعدتنا في تطوير شعور بالسعادة والسكينة وسط هذا الوباء. كما أنه ينشر الأمل. لا نستطيع التحكم بالكثير من الأشياء، لكن شيئاً واحداَ نستطيع السيطرة عليه وهو مساعدة شخص ما، أو إبداء شيء من اللطف أو التعاطف. لقد عجز الفيروس عن لمس هذه القدرات الفطرية لدينا كبشر".

هدايا
وأما آرين مايرز فقد تركت أكياساً محملة بهدايا وبطاقات شكر لجامعي القمامة في واشنطن. وقالت: "إنهم يقفون أيضاً في الخطوط الأمامية لأنهم يحافظون على صحتنا كالكثير من أول القائمين على رعايتنا".