الأحد 29 مارس 2020 / 18:09

موظفي القطاع الفني في مهب الريح إثر كورونا

24 - علياء شاهين

بينما يكافح العالم مع العزلة والإغلاق الاقتصادي في خضم جائحة كورونا، يجد العاملون المستقلون والعمال -في أنحاء العالم- الذين يعملون كل ساعة صعوبة في تغطية نفقاتهم، وأثر الإغلاق السريع للمعارض والمدارس والاستوديوهات والمتاحف على صناعة الفن، التي كانت معروفة بالفعل برواتب منخفضة نسبياً وعمالة غير مستقرة.

ويشير تقرير جديد صادر عن مجلة Art Handler اليوم إلى أن كورنا دفع العديد من العاملين في مجال الفنون إلى وضع الأزمات.

ووجد استطلاع المجلة، أن أكثر من ثلثي العاملين في القطاع، قلقين بشأن قدرتهم على دفع الإيجار وليس لديهم القدرة على إكمال عملهم من المنزل، وأشار ما يقرب من ثلاثة أرباع من الذين أجابوا على الاستبيان، أنهم يفتقرون إلى إجازة مدفوعة الأجر.

وقال مؤسس المجلة ورئيس تحريرها، كلينتون لوري: "بصفتنا منظمة صغيرة ذات جمهور مركّز من العاملين في مجال الفن ، قررنا أن المسح يمكن أن يكون مساهمتنا في المراحل الأولى من هذه الأزمة، في مشروع مشترك أشرفت عليه مديرة التحرير، لوسي هنتر".

وجاء الاستبيان بحسب أكثر من ألف شخص، يمثلون مجموعة متنوعة من المنظمات الفنية مثل المعارض التجارية وبيوت المزادات والمستودعات والجمعيات الخيرية والجامعات والمتاحف ومتاجر معنية، في أمريكا، وقامت طالبة الدكتوراه في علم الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن، أليسا هارلو ، بتحليل البيانات.

ويواجه العاملون في مجال الفن سوق عمل غير مستقر يعتمد على الوظائف العارضة، مما يمكن أن يقلل من الوصول إلى برامج شبكات الأمان، والأكثر من ذلك، أن هؤلاء لا يتم تعريفهم أو قياسهم بشكل جيد في إحصاءات العمل، وأشارت الدراسة، إلى أن المسح المجرى لا يعني عالم الفن بأكمله في العالم، لكن الهدف منه توفير بعض الأرقام الكمية سهلة الرجوع إليها، مع ظهور مقترحات لدعم العاملين في مجال الفن خلال هذه الأزمة.

ويكشف الاستطلاع أن العاملين المستقلين تأثروا إلى حد كبير بالإغلاق الناجم عن كورونا، مقارنة بالعمال الآخرين ، وقال 58 % منهم أنهم سيخسرون أكثر من نصف دخلهم في الأسبوعين المقبلين، وكان 80٪ قلقون من دفع الإيجار، وبالنسبة للعمال بأجر، كان الرقم أقرب إلى 49 %، رغم أنه يمكن أن يوفر قانون مكافحة فيروسات كورونا ، والإغاثة والأمن الاقتصادي، الذي أقره مجلس الشيوخ أخيراً ، إمكانية الحصول على إعانات البطالة للمجموعات غير المؤهلة سابقًا.

ويسلط استطلاع مجلة Art Handler الضوء على خصوصية القوى العاملة في قطاع الثقافة عند مقارنته بعامة السكان، وفقًا لاستطلاع أجرته شركة YouGov الأسبوع الماضي بحجم عينة مماثل ، فإن ما يقرب من ثلث جميع الأمريكيين قلقون بشأن دفع الإيجار في حالة حدوث ركود، ووفقًا للتقديرات الأخيرة، قدم 3.3 مليون أمريكي طلبات البطالة الأسبوع الماضي.

وبالنسبة لمنظمي الاستطلاع ، تعكس البيانات تجربتهم الخاصة مع الإغلاق، فتقول هنتر: "زوجي عاطل عن العملـ وفي الوقت نفسه ، فإن معظم دخولي السنوي مستمد من مشروع سنوي مدته ثلاثة أشهر تم تأجيله إلى أجل غير مسمى، وتدفقت الرسائل على منشوري هذا، من العمال الآخرين الذين يقولون أن الاكتئاب بدأ ينال منهم".

وتضررت الشركات الصغيرة في عالم الفن ، واضطر العديد منها بالفعل إلى الإغلاق مؤقتًا، وفي وقت سابق من هذا الشهر ، قامت شركة التركيب الفني iLevel التي مقرها نيويورك بتسريح أكثر من اثني عشر عاملاً ، أي جميع موظفيها، بعد انخفاض الإيرادات إلى الصفر.

وكتب مؤسس الشركة ، ديفيد كاسيل ، في رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين: "أنا آسف للغاية ، ومستاء، وخائف، ومضطرب بسبب التحول السريع في الأحداث"، وأضاف "أتمنى لو كنت قد عرضت حزمة دعم نستحقها جميعًا، ببساطة ليس هناك أموال للقيام بذلك".

وعلى الهاتف ، انهار بعض الموظفين في البكاء عندما سمعوا الأخبار. وقال كاسل إنه ينوي إعادة توظيفهم عندما يستقر الاقتصاد، وكتب: "احتفظ بالأدوات، احتفظ بجهازك، احفظ مفاتيح المكتب"، "هذه ليست أوقات عادية".