الإثنين 30 مارس 2020 / 14:25

هل يتفادى الديمقراطيون الإذلال الانتخابي؟

عرض مجلس تحرير موقع "إيشوز أند إنسايتس" "قضايا ورؤى" الأمريكي الأسباب التي تجعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرشحاً فوق العادة للفوز بولاية ثانية وبفارق كبير عن المرشح المحتمل الديموقراطي المحتمل جو بايدن، رغم الضغوط التي يفرضها فيروس كورونا.

الناخبون الأمريكيون سيكافئون بشدة العمل المضني والتفاني الحازم حتى ولو كانوا يختلفون مع الشخص الذي يبذلهما لصالحهم

وشرح محرر خطابات الرئيس الأسبق جورج بوش الابن والكاتب السياسي في الموقع نفسه توماس ماكآردل حجم الجهد الذي يبذله ترامب، ودرايته الموسعة بتفاصيل المواجهة مع تفشي الفيروس، في مقابل إخفاق بايدن. وبرز أحد الأمثلة الأخيرة على ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الأمريكي الاثنين والذي دام حوالي ساعتين ليطلع الشعب على مستجدات الجائحة.

إجابة عن سؤال دقيق
أعد ترامب ملاحظات عن الموضوع رغم لم يلتزم بها مطلقاً تعليقات ارتجالية. في ذلك السياق، أجاب عن سؤال دقيق ومدى إنصاته إلى مستشاريه لشؤون الصحة حول معاودة إطلاق النشاط الاقتصادي: "... تنظرون إلى نبراسكا، تنظرون إلى أيداهو، تنظرون إلى آيوا، تنظرون إلى العديد، أستطيع تسمية العديد من الدول، التي تتعامل معه بشكل جيد جداً، جداً، وهي غير متأثرة بالمدى نفسه، أو بصراحة، حتى بشكل قريب من مدى (تأثر) نيويورك...".

وتابع ترامب "أنا أتعامل مع الحاكم كوومو، ونحن نتعامل بشكل جيد للغاية مع بعضنا. نحن نرسل تلك السفينة، بالمناسبة. كما تعلمون، لدينا سفينة متجهة إلى لوس أنجليس. هي جاهزة تماماً للانطلاق وهي ستنطلق قريباً. وفي الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة، ستصل إلى نيويورك. ستذهب إلى ميناء نيويورك وستكون مليئة بالإمدادات. لذلك هم يعملون على ذلك حالياً".

ميزة ترامب
كتب ماكآردل عن النقص في صياغة دقيقة للكلمات يمكن أن يتوقعها المرء من رئيس يتحدر من كوينز في نيويورك. فنبراسكا، وأيداهو، وأيوا ليست "دولاً".

لكنه سأل: لكن هل كان أوباما أو أي رؤساء من الذاكرة الحديثة قادرين على إظهار هذا الكم من المعرفة المرتبطة بولايات صغيرة وبأوضاعها المرتبطة بالرعاية العامة، وبإصلاح سفينة عسكرية استشفائية؟ كذلك، لم يكن أوباما سيشعر بالراحة على الهاتف يومياً مع كوومو القاسي في حديثه، حتى أنه لا يُستبعد أنه كان سيوكل مساعديه للحديث إليه.

بايدن في موقف محرج
أضاف ماكآردل أن إجابة ترامب قد لا ترضي المراقبين الدقيقين الذين شاهدوا الخطاب الافتتاحي للرئيس الأسبق جون كينيدي، والمتأثرين بالروايات السياسية للمفكر غور فيدال.

ولكن المواطن الأمريكي العادي الذي لا يعرف من هو فيدال سيعرف الشخص الذي يكد مثله. وسيدرك أيضاً سياسياً لن يتمكن من التعامل مع ما يواجهه ترامب.

كان المرشح الديموقراطي المرتقب، صاحب 77 عاماً جو بايدن، يتحدث في بث مباشر من منزله في ويلمينغتون، ديلاوير.

تخبط بايدن في جميع الكلمات التي قالها. وبعد الدعوة إلى نشر المزيد من الأطباء، أضاف بايدن "و، أوه، إضافة إلى ذلك، إضافة إلى ذلك، يجب أن نتأكد من، نحن ..." ثم أشار بيده للمستشارين لتحريك الملقن الإلكتروني قبل أن يقول بغضب: "حسناً، دعوني أنتقل إلى الأمر الثاني...".

لن يكون صاحب القرار
رأى ماكآردل أن ما واجهه جو بايدن لا يوحي فقط احتمال وجود أعراض التقدم في العمر، بل يجب التساؤل عن حكم حملة بايدن في ظهوره في بث مباشر بينما كان يُمكن تسجيل كلمته بسهولة مع إمكانية إنتاج وتلميع مرشحهم الديموقراطي. يُظهر ما حصل الكثير من الأمور عن بايدن الذي سمح لنفسه بأن يحاط بفريق غير كفوء إلى هذا الحد.

سيدير حملة بايدن أي أشخاص قريبين منه كفاية في الجناح الغربي، وسيكونون على الأرجح جهازاً جماعياً من يسار الإدارة الديموقراطية التي وصلت إلى السلطة قبل 11 عاماً.

لقد تراجع بايدن بشكل كامل عن تعديل هايد الصيف الماضي تحت ضغط اليسار بعدما كان ضد تحويل الأموال لمعظم عمليات الإجهاض.

أفضل للديمقراطيين تفادي المهانة
أضاف ماكآردل أنه على ما يبدو فإن لا الإعلام ولاالديموقراطيين يدركون حتى الآن، الأمر، لكن من السيئ جداً أن يجد الحزب نفسه معترفاً بأنه لا يمكنه الفوز ضد رئيس يتعامل مع أزمة عالمية بفاعلية.

وحسب مركز غالوب لاستطلاعات الرأي، يوافق 60% من الأمريكيين على تعامل ترامب مع حال الطوارئ. وحتى توماس ديواي كسب 12 ولاية، و99 صوتاً في المجمع الانتخابي ضد فرانكلين روزفيلت في 1944، عندما كانت الحرب العالمية الثانية تقترب من أشهرها الأخيرة.

وأكد كذلك أن الناخبين الأمريكيين سيكافئون بشدة العمل المضني والتفاني الحازم، حتى لو كانوا يختلفون مع الذي يبذله لصالحهم "قد يكون من الأفضل للديموقراطيين أن يتفادوا المهانة الانتخابية".