صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الأربعاء 1 أبريل 2020 / 12:02

صحف عربية: الإمارات تجربة دولية نموذجية في عالم بعد كورونا

24 - معتز أحمد إبراهيم

رصدت صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، التحركات الإماراتية الإنسانية والتضامنية، لمواجهة جائحة كورونا، داخلياً، وإقليمياً، ودولياً.

ووفقاً لهذه الصحف، انتهجت الإمارات منذ ظهور الوباء سياسة متوازنة لكبح تفشيه في الداخل ولكن أيضاً في الخارج، بدعم دول وشعوب محتاجة، تأكيداً منها لأهمية التضامن في هذا الظرف الدولي العصيب.

مواجهة الفيروس
أشارت شبكة رؤية الإخبارية إلى مبادرة الإمارات منذ أول إصابة في الدولة، إلى اعتماد العمل بسياسة تقوم على الشفافية والحرص على مواجهته بالتوعية والتثقيف الصحي، وباتخاذ الإجراءات التي أسهمت في تقليص تداعياته على المجتمع والاقتصاد والحياة العامة.

وقالت الشبكة: "منذ بداية انتشار الفيروس، حرصت الإمارات على حماية مواطينيها والمقيمين فيها من هذا الفيروس، بنشر الوعي بتدابير السلامة والوقاية" مضيفةً "من أول القرارات التي اعتمدتها الدولة، إنشاء واستخدام تقنية الدراسة عن بعد لحماية طلاب المدارس، وتطبيق العمل عن بعد في المراكز الحكومية، وتوفير الخدمات الذكية التي يمكن أن يستخدمها الجميع عبر تطبيقات الأجهزة الإلكترونية".

وشددت الشبكة على أن هذه الإجراءات تعكس تصميم الإمارات على تجاوز الأزمة بأقل الخسائر، انطلاقاً من كلام ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، الذي أكد أن "هذا الوقت سيمضي بالصبر، والجهد، والوقاية، والتكاتف، والإيجابية، وروح التفاؤل، فجميعها دروس يستقيها الإماراتيون من الوالد المؤسس الشيخ زايد، وعبر الاقتداء بها سيخلقون من تحدي كورونا نموذجاً رائداً لتجاوزه، وسيظل محفوراً بذاكرة الوطن".

مبادرة إماراتية
ولكن الإمارات التي بذلت جهوداً ضخمة لاحتواء الفيروس، لم تتأخر عن الاضطلاع بدورها الطبيعي في محيطها العربي والدولي، تمهيداً لعصر ما بعد كورونا، الذي لا يمكن أن يقوم على غير التضامن بين الدول والشعوب.

وفي هذا السياق ذكر عبدالله الأيوبي في صحيفة أخبار الخليج البحرينية، بالمكالمة الهاتفية الأخيرة بين ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد والرئيس السوري بشار الأسد، مذكراً بأن "قبل ما يزيد على العام، أقدمت الإمارات على إعادة فتح سفارتها في دمشق، وهي خطوة تعكس تضامناً إنسانياً في أوقات المحن يسمو فوق كل اعتبار".

وأضاف أن "الاتصال الهاتفي الذي أجراه ولي عهد أبوظبي مع الرئيس السوري يمثل خطوة متقدمة جداً من شأنها أن تمهد الطريق لمعالجة موضوعية وحقيقية للتداعيات السياسية التي خلفتها الأزمة السورية، والتي انعكست بكل تأكيد على العلاقات العربية العربية، بل أغرت القوى الإقليمية لزيادة تدخلاتها في شؤون العديد من الدول العربية، دون أن تدرك بعض دولنا أن الخلل في العلاقات بين الدول العربية بعضها بعضاً يضر بجميع هذه الدول دون استثناء، ولن تقتصر آثاره على دولة من دون أخرى، وإن تفاوت حجم هذا الضرر".


خطوة مهمة
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة العرب اللندنية بقلم عدلي صادق، باندراج هذه الخطوة الإمارات، في إطار سجل سابق للإمارات في الحرص على الأشقاء والأصدقاء، رغم الخلافات العابرة، قائلةً إن "من الخطأ أن يكون الموقف من سوريا، معطوفاً على الموقف من إيران".

وأوضحت الصحيفة أن في مكالمة الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي للرئيس السوري بشار الأسد، تذكير بالدور المركزي الذي لعبه المغفور له والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على المستوى العربي، لتعود مصر إلى دورها ويُرفع علمها على مبنى جامعة الدول العربية في تونس، في مطلع يونيو(حزيران) 1989 بعد 10 أعوام من القطيعة".

وأضاف الكاتب، أن "المنطق يقتضي بالتواصل مع سوريا، والمقاطعة لن تفيد مثلما يُفيد التواصل".


قيادة أخلاقية 
ومن جهته، قال يوسف الحداد في صحيفة الاتحاد إن "أزمة كورونا كشفت الكثير من التطورات والتحركات السياسية، حيث عطلت عمل الكثير من القوى السياسية، إلا أن هناك قوى أخرى استطاعت تعزيز مكانتها السياسية وتمد يدها لمساعدة الآخرين في مواجهة هذا الفيروس".

وأضاف الكاتب "برزت الإمارات طرفاً فاعلاً ومؤثراً في إعادة الاعتبار لدور الأخلاق في العلاقات الدولية، فمنذ إعلان فيروس كورونا، وهي تُعلي الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية في التعامل مع هذه الأزمة".

وتطرق الحداد إلى "عالم ما بعد كورونا"، قائلاً: "استطاعت الإمارات من خلال إدارتها الرشيدة لأزمة كورونا في الداخل والخارج، أن تحجز لنفسها مكانة متقدمة في عالم ما بعد كورونا، وقدمت العديد من الدروس المهمة التي ستظل مصدر إلهام للآخرين في إدارة الأزمات الدولية في المستقبل، أولها التسامي فوق أي خلافات سياسية في أوقات المحن والأزمات، وثانيها ضرورة التحرك الاستباقي لمساعدة الدول الشقيقة والصديقة من منطلق الأخوة الإنسانية، وثالثها أهمية العمل على بناء استجابة استباقية دولية لمواجهة فيروس كورونا وغيره من التحديات الكونية المشتركة، لتجنيب العالم التداعيات الكارثية التي قد تنجم عنها في المستقبل".