الأربعاء 1 أبريل 2020 / 14:53

كيف فجّر فيروس كورونا خطة إسقاط ترامب؟

كتب ديفيد سايدرز تقريراً لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن مخاوف الديمقراطيين من إمكانية أن قضاء فيروس كورونا على الكثير من فرصهم للفوز في انتخابات 2020. فبالنسبة إلى العديد من الديموقراطيين، هذه هي انتخابات العمر. لكن السؤال الذي شغل الحزب لأيام عدة هذا الشهر تمحور حول فرصة نجاح مرشحهم المحتمل جو بايدن في تشغيل البث المباشر على الإنترنت داخل مكتبه.

ثمة مشكلة أخرى أمام الديوقراطيين تكمن في أن صراع الدولة مع الفيروس – وبقاء ترامب في محور هذا الصراع – قد يستمر لأشهر

لقد كان هاجساً لافتاً أظهر مدى قلق الحزب من الاستنتاج المخيف، بغض النظر عن جميع البراهين والأدلة التي راكمها الديموقراطيون ضد ترامب، سيرتبط فوزه أو فشله فقط بطريقة تعامله مع فيروس كورونا.

ويقول الديمقراطي الاستراتيجي ونائب رئيس موظفي البيت الأبيض في رئاسة جيمي كارتر، لس فرنسيس: "إنه أكثر مثل درامي أستطيع التفكير هفي طوال حياتي عن كيفية فشلك في التحكم في الأجندة".
 
أضاف فرنسيس أنه لو "كانت الحياة منصفة"، لكان ترامب يدفع ثمن تعامله الفوضوي مع الجائحة. لكن شعبيته لم تتلق أي ضربة، والصور المهيمنة هي تلك التي تظهره "على المنصة في البيت الأبيض، كما يقال، وهو ممسك بزمام الأمور".

وأشار إلى أنه إذا لم يتغير هذا المشهد وفي حال الفشل في مجابهته بقوة، فبإمكانه أن يفوز بالانتخابات الرئاسية.

بدأ التأثير يطال الديمقراطيين
يتابع سايدرز أن أثر فيروس كورونا على شعبية ترامب لن يتضح قبل أسابيع أو أشهر. لكن تأثيره على الحزب الديموقراطي كان شديداً، فتأجيل الانتخابات التمهيدية الأمر الذي يسمح لبيرني ساندرز بالتمسك بالسباق وبتأجيل حسم بايدن على تسمية حزبه له رسمياً حتى يونيو (حزيران) قبل أن يستطيع التركيز على ترامب.

والمقابل، فإن التركيز الشديد للجمهور على الفيروس يضيق نطاق المسائل التي يمكن الديمقراطيين مواجهة ترامب من خلالها، ما يؤدي إلى وضع مسائل ضاغطة مثل التغير المناخي، وتقييد السلاح، جانباً.

ارتياح مبدئي
ويقول الحاكم السابق لولاية فيرمونت والمرشح الى الانتخابات الرئاسية 2004 هاورد دين، إنه قُيض لهذا السباق أن يكون استفتاءً على ترامب. وإلى جانب ذلك، كان من المفترض أن يتطرق إلى قضايا مثل التغير المناخي وإصلاح الرعاية الصحية.

وتابع: "الآن سيكون حول موضوع واحد، أي هل كان ترامب كفوءاً وعاقلاً".

ويعتقد معظم الاستراتيجيين مثل دين، أن آفاق إعادة انتخاب ترامب ستتقلص مع الجائحة بالتوازي مع ارتفاع حصيلة الوفيات، وتأثيرها على الاقتصاد.

لكن لا يزال هنالك أكثر من سبعة أشهر على الانتخابات العامة كما ارتفع التأييد الشعبي لترامب مع تفشي الوباء، رغم أنه لم يصل إلى ما بلغته شعبية بوش الابن بعد هجمات 11 سبتمبر.

في مواجهة كورونا.. بايدن ليس في الطليعة
في جهده للتأثير على الناخبين، حل بايدن الصعوبات التكنولوجية التي شابت ظهوره الأول حين أطل في بث مباشر من منزله بويلمينغتون في ولاية ديلاوير. ويطل اليوم بشكل متكرر عبر الإنترنت للتحدث عن فيروس كورونا، إضافة إلى لقاءات، ومقابلات تلفزيونية سريعة. لكن فاعلية برنامجه المضاد غير واضحة وفقاً لسايدرز.

فبايدن لا ينافس فقط ترامب في إطار سعيه للحصول على الانتباه، بل ينافس أيضاً حكاماً ديمقراطيين بارزين لعدد من الولايات، مثل غافين نيوسوم في كاليفورنيا، وأندرو كوومو في نيويورك، وغريتشن ويتمر بميشيغان.

وعلى عكس بايدن، ينخرط هؤلاء في مواجهة كورونا بشكل مباشر. يقول الاستراتيجي الديمقراطي من ولاية كاليفورنيا داري سراغو، إن بايدن لا يملك أي سيطرة على الأحداث إطلاقاً.

أسوأ سيناريو
ثمة مشكلة أخرى أمام الديوقراطيين تكمن في أن صراع الدولة مع الفيروس، وبقاء ترامب في محور هذا الصراع، قد يستمر لأشهر. يمكن أن يخضع المؤتمر الديمقراطي الوطني المقرر عقده في يوليو (تموز) لتخطيط طارئ، إذا حال الفيروس دون تجمع حشود كبيرة.

ويخاف العديد من الديمقراطيين من أسوأ سيناريو قد ينهي المؤتمر الديمقراطي، لكن دون أن يمس التجمع الجمهوري في الشهر المقبل.

ورأى عضو المؤتمر الوطني الديمقراطي بوب مولهولاند أن الخطاب الذي سيلقيه مرشح الحزب ليلة ذاك الخميس يمكن أن يشاهده 50 إلى 60 مليون أمريكي ومعظمهم لم يخصص دقيقة للاستماع إلى الانتخابات التمهيدية. وأضاف: "هذا الحديث هو الذي يأخذنا إلى الفوز".

لكنه تابع "إذا كان علينا إلغاء المؤتمر، وكان لترامب مؤتمر بـ 40 ألف شخص يصرخون ويهتفون... فهذه ميزة لترامب لأن لا أحداً رآنا باستثناء بعض النصوص التي حصلوا عليها، وبعدها شاهدوا ترامب".

واقترح رئيس الحزب الديمقراطي في نيويورك جاي جايكوبس أن يدرس الديمقراطيون تأجيل المؤتمر إلى أواخر أغسطس(آب) المقبل. فحتى لو انتهت الجائحة بحلول أواخر الربيع، "سيكون الجميع قد أنهكوا تماماً".

مشكلة دنيا
بالحد الأدنى، تقصر الجائحة الإطار الزمني الذي يمكن الديمقراطيين من خوض حملتهم في الخريف. وتغيّر التوقعات حول صدى أي مسألة أخرى غير كورونا. استغل مؤيدو "الرعاية الصحية للجميع" الجائحة لإبراز مخاوفهم حول الرعاية الصحية.
  
وربط مؤيدو الحد من ترخيص الأسلحة المسألة بالأزمة الحالية مشيرين إلى قلق من العنف المنزلي مع تكديس السلاح في المنازل بطريقة غير آمنة، خاصةً مع إمضاء الأمريكيين الساعات في البيوت.

وفعل ناشطو التغير المناخي الأمر نفسه مروجين للاتفاق الأخضر الجديد باعتباره أداة للتعافي الاقتصادي. ويشيرون أيضاً إلى أن التعبئة لمواجهة كورونا يجب أن تكون نموذجاً للتعبئة المناخية.

ما خرج من النافذة

وفيما يعتقد بعض الديمقراطيين أن تفشي فيروس كورونا لن يلغي النقاش حول هذه المسائل، يجد استراتيجي آخر عمل على قضية التغير المناخي طوال سنوات، أنها قضايا خارج دائرة الحدث حالياً.

وفي 2016، أعلن المحرر السابق لخطابات بايدن ماثيو ليتمان، أن الحماسة كانت ناقصة في مواجهة هيلاري وترامب.

وفي هذا العام قال ليتمان: "لا أحداً ينظر حالياً إلى أكثر سباق حماسي سيحصل بين بايدن وترامب. إنهم يبحثون فقط عن قائد كفوء فعلاً.  الأمر كأن يكون المرء في حرب. حين يحصل ذلك، إذا أصاب نيزك الأرض، تخرج القضايا الأخرى من النافذة. هذا ما نحن فيه اليوم كدولة."