ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في بوجو بإندونيسيا في يوليو الماضي (أرشيف)
ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في بوجو بإندونيسيا في يوليو الماضي (أرشيف)
الأربعاء 1 أبريل 2020 / 22:27

بلومبرغ: علاقة محمد بن زايد وويدودو ترسي دوراً للإمارات في جنوب شرق آسيا

أبرزت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية أهمية العلاقات الأخوية بين ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد، والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، وأثرها في تعزيز العلاقات بين بلديهما.

الشيخ محمد بن زايد وويدودو يعتبران معتدلين ومعارضين لنفوذ الإسلام الذي يسيطر على بعض أجزاء من العالم الإسلامي

ولفتت الوكالة إلى أن الشيخ محمد بن زايد وويدودو يتشاطران الكثير من الأهداف، بينها الرغبة المشتركة في محاربة الإسلام السياسي، ولفتت إلى أن لهذه العلاقة الأخوية بعداً استراتيجياً يتمثل في تعزيز الدور الإماراتي في منطقة جنوب شرق آسيا.

وفي تقرير مطول، ذكرت "بلومبرغ" بزيارة الشيخ محمد بن زايد الصيف الماضي لجاكرتا وجولته في الحدائق الاستوائية قرب القصر الرئاسي الصيفي وعرضه على ويدودو بناء مسجد كبير في ما وصفته بأنه "مبادرة سخية"، وتعيين الشيخ بن زايد رئيساً للجنة تطوير العاصمة الإندونيسية الجديدة، وهو مشروع قيمته 34 مليار دولار.

صديقان مقربان
وإذ وصفت الوكالة هذا القرار بأنه مبادرة استراتيجية، رأت فيه ما هو أبعد من ذلك أيضاً. فمنذ لقائهما خلال جولة الرئيس الأندونيسي في الشرق الأوسط قبل خمس سنوات، أصبح الزعيمان صديقين مقربين، وطورا ذلك النوع من العلاقات الشخصية النادرة بين الزعماء العالميين التي تتجاوز التعاون الاقتصادي وتمكنها إعادة رسم خريطة التحالفات السياسية.

وكما قال وزير الاستثمار الأندونيسي لوهوت بانجايتان:" صار الزعيمان يناديان، واحدهما الأخر، بالأخ".

ويرى "بلومبرغ" أن هذه العلاقة تشكل جزءاً مهماً من المشهد الجيوسياسي المعقد في جنوب شرق آسيا في الوقت الذي تخفض الولايات المتحدة وجودها في المنطقة، وفيما تبحث دول عن شركاء لتعويض النفوذ المتنامي للصين.

زعيمان معتدلان
ويلفت إلى أن الشيخ محمد بن زايد وويدودو يعتبران معتدلين ومعارضين لنفوذ الإسلام الذي يسيطر على بعض أجزاء من العالم الإسلامي.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الإماراتية إن البلدين يتقاسمان قيماً متشابهة، في ما يتعلق بالتسامح الديني والحاجة إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة الإرهاب.

وقال كيفين أورورك، المحلل السياسي الذي يصدر النشرة الإخبارية التي تركز على إندونيسيا "ريفورسي ويكلي" إن "علاقات أندونيسيا بالشرق الأوسط تشوبها مشاكل حالياً. (ولكن) ثمة بالتأكيد مجال لإعادة تعريف العلاقة بين المنطقتين ووضعها على مستوى أفضل".

وينوه "بلومبرغ" بـ"السمات الشخصية " للشيخ محمد بن زايد والتي تعتبر من الأسباب الرئيسية للعلاقات القوية بين الزعيمين. ويذكّر سكرتير مجلس الوزراء الإندونيسي برامونو أنونج بالمودة التي يتميز بها ولي عهد ابو ظبي، بما في ذلك غداءه مع الرئيس الإندونيسي في مكان عام.

التزام الإمارات
وقد أعجب المسؤولون الإندونيسيون أيضاً بالتزام الإمارات العربية المتحدة لمتابعة الاتفاقات.
فبعد أيام من عرض الشيخ محمد بن زايد الذي يرأس صندوق الاستثمار السيادي "مبادلة" والبالغة قيمته 232 مليار دولار، بناء المسجد، وصل مسؤولون إماراتيون لاستكشاف المواقع.

وفي يوليو (تموز) 2019، جاء دور الرئيس الإندونيسي لاستضافة الشيخ محمد بن زايد في قصر يعود إلى القرن التاسع عشر في بوجو، وهي مدينة في ضواحي جاكرتا. وخلال الزيارة أنجزت الشركات من الجانبين صفقات قيمتها 9.7 مليار دولار كانت من بين 12 اتفاقية تعاون موقعة في قطاعات من السياحة إلى الغاز.

العلاقات الاقتصادية
ومع تطور العلاقات بين الزعيمين، تعززت العلاقات الاقتصادية بين بلديهما. ففي 12 يناير (كانون الثاني)، تعهدت الإمارات ضخ 22,8 مليار دولار في الصندوق الإندونيسي لمشاريع البنى التحتية، بما فيها اتفاقات تتعلق بالطاقة بين شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركتي "بيرتامينا" و"شاندرا آسري" الإندونيسيتين.

وبالنسبة للإمارات التي تتطلع إلى تنويع اقتصادها والبناء على دورها كمركز للتجارة والخدمات اللوجستية العالمية، تقدم إندونيسيا فرصة استثمارية كبيرة ومدخلاً إلى آسيا.