الخميس 2 أبريل 2020 / 13:01

حزب الله يستغل أزمة كورونا لكسب تعاطف شعبي

كتبت الصحافية ريبيكا كولاراد في مجلة "فورين بوليسي" أن حزب الله يحضر للحرب المقبلة، ضد فيروس كورونا، مشيرة إلى الحملة الإعلامية التي أطلقها لإظهار جهوده في هذا المجال.

الحكومة تقوم بتحضير المستشفيات وأغلقت الجامعات والمدارس والشوارع وتشارك منظمات العمل المدني في الجهود إلا أن الأحزاب التقليدية تسوّق ما تقوم به بالسيارات والأعلام

ونقل الحزب يوم الثلاثاء عدداً من الصحافيين للاطلاع على جبهته الجديدة، لقتال فيروس كورونا. والتقى هؤلاء مسعفين مع 70 سيارة إسعاف، قال الحزب إنه جهزها لمواجهة الوباء.

  
ورشت شاحنات فيها رجال من الهيئة الصحية الإسلامية المطهرات في مخيم برج البراجنة الذي عبق برائحة الكلور.

برج البراجنة
وقال حسين زعيتر، الذي كان جالساً على عتبة اسمنتية وهو يراقب الصحافيين، إن "حزب الله هو الطرف الوحيد الذي يعمل، أما الحكومة فلا تفعل شيئاً".

وجلس زعيتر قرب صديق لم يضع أي منهما كمامة ولا قفازات. وفي شوارع برج البراجنة يسير معظم الناس بلا أقنعة في وقت بدأ فيه حزب الله بحملة توعية.

وقال بعض سكان المخيم إن الحكومة تقوم بعمل جيد لمكافحة الفيروس، إلا أنهم اشتكوا من غياب الدعم، مؤكدين أنهم يواجهون أزمتين في وقت واحد، الفيروس، وانهيار الاقتصاد.

وبلغ عدد الحالات المسجلة في لبنان 460 مع 11 وفاة، وأعلنت الحكومة حالة طوارئ صحية وطلبت من الناس ملازمة ببيوتهم، وأرسلت الجيش لفرض الإغلاق. وهناك مخاوف حقيقية من انهيار النظام الصحي في البلد، إذا تفشى المرض أكثر.

القطاع الصحي
وفي لبنان مستشفيات متطورة وأطباء ذوو قدرة عالية من التخصص، إلا أن النظام الصحي الجيد، موجود في القطاع الخاص، بينما تعاني الخدمات الصحية في القطاع العام من نفس المشاكل التي تعاني منها الدولة، المحسوبية، والطائفية.

وعادة، يعتمد الكثير من اللبنانيين على الخدمات الصحية التي تقدمها الأحزاب السياسية لا الحكومة. وأدى انهيار الوضع الاقتصادي، لإضعاف خدمات الحكومة، والأحزاب معاً.

ملء الفراغ
ولفتت الصحافية إلى أن حزب الله والأحزاب الأخرى وجدت فرصة لملء الفراغ الذي أحدثه في غياب الدولة.

وقال حسين فضل الله، نائب حزب الله عن منطقة بيروت: "ضحينا بدمنا في المقاومة ولن نستسلم أمام الوباء"، في إشارة إلى الخطوات التي اتخذها الحزب لمواجهة الفيروس.

فحوص مجانية
وأطلع الصحافيون على جزء من هذه التحضيرات مثل الخيام لتشخيص المرضى مبدئياً قبل نقلهم إلى خيمة أخرى، حيث وتولى ممرض بزي واقٍ سحب عينات من أنف شخص قبل نقله إلى غرفة عزل مجهزة بالأوكسجين، ومطهرات، وأقنعة واقية، وقفازات إلى جانب غرفة فيها أسرة عادية للمرضى.

وقال فضل الله إن المنشآت والفحوص مجانية لكل شخص في المنطقة وأنها أعدت لتخفيف الضغط على المستشفيات.

وتشير الصحافية إلى أن الحزب جند 25 ألفاً من أتباعه واستأجر "فنادق للحجر"، ويقدم وجبات جاهزة للعائلات المحتاجة، وهي نفس الخدمات التي تقدمها الحكومات.

وملأت الأحزاب اللبنانية الفراغ الذي تركته الحكومة الضعيفة، وأرسل معظمها شاحنات تحمل أعلامه ومحملة بالمطهرات. وأرسل التيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية، والحزب التقدمي الإشتراكي، سيارات ورجالاً إلى الشوارع للمشاركة في تطهيرها.

جنبلاط والحريري

وقال زعيم الحزب التقدمي وليد جنبلاط إنه سيتبرع بـ 600 ألف دولار لمستشفى والصليب الأحمر اللبناني.

وأعلن زعيم تيار المستقبل ورئيس الوزراء السابق سعد الحريري أنه سيساهم بمئة مليون ليرة لبنانية.

ومع ذلك، يشكو كثيرون من خسارة مورد دخلهم. وقال علي الطفيلي، سائق سيارة أوبر كان يراقب المشهد من حيه في برج البراجنة، إنه خسر كل دخله بسبب بقاء الناس في البيوت.

وحتى قبل الفيروس ومنع التجول كان يعاني من تأمين مستلزمات العيش بسبب الأسعار التي ارتفعت بـ 40% منذ الشهر الماضي.

تسويق
وقال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية ببيروت جميل مواعد إن الحكومة تحضر المستشفيات، وأغلقت الجامعات، والمدارس، والشوارع، وتشارك منظمات العمل المدني في الجهود، إلا أن الأحزاب التقليدية تسوق جهودها بالسيارات والأعلام.

ومع أن التظاهرات التي شهدها لبنان أثارت شكوكاً في نظام الأحزاب والطائفية، إلا أن انتشار وباء كورونا منح الأحزاب التقليدية  فرصة لتأكيد دورها من جديد، وإعادة بناء قاعدة الدعم والشرعية، التي شككت فيها حركة الإحتجاج.