الخميس 2 أبريل 2020 / 13:41

على أي تمييز تعتمد هزيمة ميليشيات إيران داخل العراق؟

24- زياد الأشقر

تصعّد الولايات المتحدة جهودها في العراق لمواجهة الميليشيات المدعومة من إيران مثل كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق. ويرى منتقدو التحرك العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط أن التصعيد سيدفع الولايات المتحدة إلى نزاع مباشر مع إيران، وهو ما يناقضه الباحث البارز في معهد المشروع الأمريكي، مايكل روبين.

على صناع السياسة الأمريكيين فهم أن استهداف مجموعات مثل فيلق بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق من دون رفع الشرعية أولاً عنها، سيسمح لمقاتليها بتصوير أنفسهم على أنهم شهداء وبتصوير الولايات المتحدة على أنها عدو للعراق

إذا كانت إيران لا تتراجع حالياً أمام الضغط الأمريكي، فإن السماح لها ولميليشياتها بمهاجمة القوات والأملاك الديبلوماسية الأمريكية دون عقاب، سيؤدي إلى احتمالات أكبر لاندلاع الحرب.

وأضاف روبين في مؤسسة "ناشونال إنترست" أن التساهل مع إيران في هذا المجال سيؤدي أيضاً إلى تآكل المعنويات الديبلوماسية والعسكرية الأمريكية بشكل خطير، وسينطبق الأمر نفسه على النفوذ الأمريكي حول العالم.

ميليشيات كالسرطان
يؤكد روبين أن انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة ليس واقعياً لأن قوى التعاضد الإنساني لن تملأ الفراغ.

تعلمت إدراة أوباما هذا الأمر بالطريقة الصعبة حين سحبت القوات الأمريكية من العراق في 2011، لتعيدها إليه بعد ثلاثة أعوام، لتنخرط في صراع أكثر حدة. كما أنه من غير الحكيم توجيه ضربة إلى الميليشيات كل فترة إذا كان الهدف تعزيز العراق لا إرساله إلى إخفاق على الطراز الصومالي.

يشير الباحث إلى أن المشاكل التي تفرضها الميليشيات المدعومة من إيران كبيرة. ثمة ميليشيات مثل السرطان في المجتمع العراقي، تقضم السيادة العراقية. لكن ما قوض الاستراتيجية الأمريكية هو المشاكل الأساسية.

من هم الوطنيون؟
غابت استراتيجية عملية للتأثير الفعال ما سمح لمجموعات مثل كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق بتصوير نفسها وطنية وهي ليست كذلك على الإطلاق. إنها تأتمر من مسؤولين عسكريين أجانب مثل قاسم سليماني وخلفه اسماعيل قآني الذي وصل إلى بغداد قبل ساعات لتعزيز الارتباط مع الميليشيات. ويؤكد هذا الأمر أنها ليست مدفوعة بمصالح عراقية.

يورد روبين مشكلة ثانية تكمن في النظرة الأمريكية إلى جميع الميليشيات الشيعية على أنها متماثلة.

وتقوض هذه النظرة إمكانات الولايات المتحدة في وصم وإزالة الشرعية عن مجموعات مثل كتائب حزب الله، ففي العراق، تسعى كل الميليشيات الشيعية إلى ارتداء عباءة الشرعية التي أمنها لها المرجع علي السيستاني عند دعوته لمحاربة داعش في 2014.

استجاب العديد من الشيعة لندائه وتركوا عائلاتهم ووظائفهم للدفاع عن جميع العراقيين، وبينهم السنة والمسيحيون، وليس فقط دفاعاً عن الشيعة. لقد ضحوا بأنفسهم بأعداد كبيرة لكنهم حققوا انتصاراً عظيماً. وفيما حرر الأكراد مناطقهم، حرر الحشد الشعبي الفلوجة، والرمادي، وسامراء، وتكريت، وبيجي، ومعظم الموصل.

وكلاء وطفيليات

وعلى امتداد فترة طويلة، أخطأت الحكومة العراقية والولايات المتحدة بالسماح لمجموعات المدعومة من إيران مثل فيلق بدر الذي تأسس في 1982 وكتائب حزب الله في 2003، وعصائب أهل الحق ف 2004، بارتداء العباءة الدينية للحشد الشعبي.

إت هذه المجموعات المدعومة من إيران مثل الطفيليات التي تقتات على الفتوى الشرعية الأساسية للسيستاني، في حين أنها لا تستحق أي شرعية.

قبل أن يأتي وقت تميز فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها العراقيون بين المجموعتين وتدحر أي محاولة من المجموعات الموالية لإيران لادعاء الشرعية التي منحها السيستاني لآخرين، تستطيع هذه الميليشيات ادعاء انها عراقية وطنية عوضاً عن تقديم نفسها كما هي في الحقيقة: وكلاء لإيران.

أساسي لتشجيع العراقيين

أضاف روبين أن على صناع السياسة الأمريكيين فهم أن استهداف مجموعات مثل فيلق بدر، وكتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، دون رفع الشرعية عنها  أولاً، سيسمح لمقاتليها بتصوير أنفسهم أنهم شهداء، وبتصوير الولايات المتحدة عدواً للعراق.

يمكّن هذا الأمر تلك الميليشيات من تجنيد المزيد من المقاتلين. لكن إذا عامل المسؤولون الأمريكيون بكرامة المجموعات التي نشأت عن فتوى السيستاني ووصموا بشكل متكرر تلك التي نشأت عن الحرس الثوري منذ أكثر من عقد بالمتطفلة، فسمكنهم نزع الشرعية عن المجموعات المدعومة من إيران أمام العراقيين.

وشدد الباحث على أنه بعد هذا التمييز فقط، سينضم العراقيون بشكل أوسع إلى هذه العملية ويقبلون بحل، أو تدمير الميليشيات المدعومة من إيران.