الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الجمعة 3 أبريل 2020 / 15:02

كورونا يعصف بتركيا.. وأردوغان مشغول بكيل الاتهامات

أكد الباحث المشارك في "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات" فيليب كوالسكي ومدير الأبحاث في المؤسسة نفسها جون هاردي، أن تفشي وباء فيروس كورونا في تركيا، من الأخطر في العالم، بثاني أكبر عدد من الإصابات المؤكدة في الشرق الأوسط، بعد إيران.

مع تصاعد الأكلاف السياسية والاقتصادية للوباء، قد يقرر أردوغان استئناف جهوده لإعادة توطين اللاجئين السوريين في "مناطق آمنة" شمال سوريا أو لجعلهم يتدفقون إلى أوروبا

ومع توقع اشتداد أزمة الصحة العامة، يهدد الوباء بزعزعة استقرار الوضع السياسي والأمني والاقتصادي المهتز أصلاً.

ويضيف الفيروس أيضاً الزخم التسلطي داخل تركيا في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان.

حزمة تحفيزية.. هل تنجح؟

تحدثت تركيا عن 15679 إصابة و277 وفاة، رغم من أن الأرقام الحقيقية، أعلى بكثير من ذلك، على الأرجح أعلى.

وأبلغت تركيا عن الإصابة الأولى في 10 مارس (آذار) الماضي، وتضاعف عدد الإصابات أكثر من أربع مرات في الأسبوع الماضي فقط. ورداً على ذلك، منعت أنقرة الرحلات الجوية الدولية وبين مدنها، وفرضت قيوداً على النقل العام، والمتاجر الكبرى، وأغلقت المدارس، والمطاعم، والألعاب الرياضية، وغيرها. وأصدرت أنقرة حزمات تحفيزية اقتصادية، لكن يبدو أنها لن توفر الكثير من الإغاثة.

تعتيم
ذكر الباحثان أن هنالك نقاشاً كبيراً داخل حزب العدالة والتنمية حول إصدار أمر بإغلاق شامل مثل إيطاليا، أو فرض قيود جزئية لتفادي التداعيات الاقتصادية. سيبقى التعتيم سمة أساسية للرد الحكومي التركي.

وفي الأثناء، توجهت أنقرة إلى الصين لطلب مليون جهاز لكشف الفيروس، وانتقدت أوروبا بسبب "تعريض العالم للخطر عبر تجاهل الجائحة" حسب ادعاء أنقرة.

الكثير من القلق
يعقّد كورونا، البيئة السياسية التركية التي شهدت انتكاساً بفعل سنوات من القمع، والضيق الاقتصادي، ومشاكل اللجوء.

وستختبر الأزمة قدرة أردوغان على تنفيذ القيود على التنقل، والتي قد يصعب تطبيقها بسبب وجود 4.1 ملايين لاجئ سوري في تركيا. ومن المرجح أن تعترض الأحزاب المعارضة على أي محاولة من أردوغان إعلان حالة الطوارئ، بعدما سئمت الاعتداء على حرياتها المدنية، رغم أنها عموماً إغلاقاً مشدداً.

وهنالك أيضاً الكثير من القلق من احتمال انتشار الفيروس في السجون، ما يهدد حياة سجناء سياسيين بارزين. وفيما تخطط الحكومة لإطلاق ثلث السجناء الأتراك، سيبقى سجناء الرأي في زنزاناتهم.

فوضى

فاقم الوباء أيضاً مشاكل اللاجئين السوريين في سوريا والعراق، أين تتعرض صحتهم للخطر. وفي الأراضي السورية التي تسيطر عليها تركيا وحلفاؤها، تكاد تكون المستشفيات والرعاية الصحية، وحتى إمدادات المياه منعدمة. وسيكون على تركيا تأمين المساعدة الطبية إذا انتشرت كارثة صحية في شمال شرق سوريا.

ومع ترجيح انهيار الهدنة الروسية التركية في إدلب، قد يؤدي هجوم جديد من دمشق إلى أزمة لاجئين جديدة.

وفي الداخل، سينشر الفيروس فوضى خطيرة بين مجتمع اللاجئين الذي تقل شعبيته في تركيا بسرعة، وهوالذي سعى أردوغان سابقاً لاستخدامه سلاحاً ينتزع به دعماً مالياً من الاتحاد الأوروبي.

خوف من مسار مميت
أضاف الباحثان أنه مع تصاعد الكلفة السياسية والاقتصادية للوباء، قد يقرر أردوغان استئناف جهوده لإعادة توطين اللاجئين السوريين في "مناطق آمنة" بشمال سوريا، أو يدفعهم نحو أوروبا.

ويقلق خبراء الصحة العامة من سير تركيا في مسار مميت شبيه بما حصل في إيطاليا، وإسبانيا وأن تعجز المستشفيات عن استقبال أعداد كبيرة من المصابين. ومع استفحال الأزمة بسبب الوباء، قد يستغلها أردوغان، لتعزيز قبضته على السلطة ويتقرب أكثر من الأنظمة التسلطية على حساب العلاقات المتأزمة مع الاتحاد الأوروبي.

حاول المتسلطون الطامحون المجاورون لتركيا ذلك، مثل صربيا والمجر التي أغلقت البرلمان وأعطت رئيس الوزراء فيكتور أوربان صلاحيات استثنائية طارئة.

ويخلص الباحثان إلى أنه بالنظر لسجل أردوغان، لن يكون مفاجئاً رؤيته تتبع الإجراءات نفسها.