الجمعة 3 أبريل 2020 / 17:14

فيروس كورونا يطفئ كاميرات تصوير مسلسلات رمضان

من المشاهد والحلقات غير المكتملة، إلى مواقع التصوير المعقمة ضد فيروس كورونا، تواجه مسلسلات رمضان المحبوبة في الشرق الأوسط صعوبة في إبقاء آلات تصويرها تعمل قبل ثلاثة أسابيع من بداية شهر الصوم.

وفرضت دول في المنطقة قيوداً مشدّدة للحد من انتشار الفيروس، ما أجبر العديد من استديوهات التصوير على إغلاق أبوابها أو العمل في ظل إجراءات حماية صارمة.

في الوقت ذاته، طُلب من السكان الابتعاد قدر الإمكان عن الطرق والعمل من منازلهم، ما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد مشاهدي القنوات التلفزيونية، ويضاعف الضغوط عليها.

وقال مدير البرامج في إحدى القنوات العربية في دبي: "لدينا أربعة مسلسلات رمضانية، بدأنا تصويرها في لبنان إضافة إلى مسلسل آخر في سوريا، كلّها متوقّفة حالياً".

وأضاف "بدأ العد العكسي، نحتاج إلى كل محتوى نستطيع حيازته قبل رمضان، إذا لم نتمكن من إنهاء مسلسلاتنا، فسنشتري من شركات إنتاج خارج القناة حتى لو كان ذلك على حساب النوعية".

وحسب استطلاعات رأي في المنطقة، يشاهد نحو 90 % من سكان الشرق الاوسط القنوات التلفزيونية، وتزداد أعداد المشاهدين في شهر رمضان، وترتفع أسعار الإعلانات بشكل جنوني أحيانا عند فترتي الإفطار والسحور خلال شهر الصوم الذي يبدأ هذا العام في الأسبوع الثالث من أبريل (نيسان) الحالي.

وتتنوّع مواضيع المسلسلات التي يجتمع أفراد العائلة لمتابعتها معاً، من حروب العصابات في القرى النائية، إلى التاريخ، والحب، والخيانة، والفكاهة وغيرها، في ظل منافسة محتدمة بين القنوات لاستقطاب المشاهدين، إلى جانب المنافسة بين القنوات مع تطبيقات على الانترنت مثل نتفليكس وستارز بلاي.

بالنسبة لصاحب شركة "ايغل فيلمز" للإنتاج، جمال سنان، هناك سباق ضد الوقت لإعادة تشغيل آلات التصوير في مواقع مسلسلات شركته الثلاثة قبل حلول رمضان.

وقال: "ملتزمون حالياً بالقرارات في انتظار أن نجد صيغة معينة، وربما سنعاود العمل بعدد قليل مع المصورين في الاستوديو، لكن لا نعرف متى، كل ذلك رهن الظروف لنكون جاهزين في شهر رمضان".

وتلعب الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور في أحد مسلسلات الشركة دور خياطة تقع في حب صاحب دار للأزياء.

ونشرت عبد النور على حسابها على انستغرام تسجيلاً مصوراً، ترتدي فيه كمامة وقفّازين بينما يرشها شاب بمعقم وقد أغمضت عينيها، قبل أن تدخل منزلاً كانت تُصور فيه أحد مشاهد المسلسل قبل توقّف العمل.

وكتبت في أسفل الفيديو على حسابها الذي يتابعه نحو 8.9 ملايين مستخدم "أرجوكم لا تضحكوا عليّ، لكن هكذا كنا ندخل موقع التصوير، الله يُمضي هذه الفترة على خير حتى نعود للتصوير".

وبينما توقّف التصوير في دول عديدة بينها لبنان، والكويت، لا تزال الكاميرات تعمل في دول أخرى بينها الإمارات، لكن في ظل إجراءات صارمة بينها تقليل أعداد المصورين وفرق الإنتاج.

وتعقم مجموعة "أم بي سي" التي عادة ما تتربّع على عرش القنوات في رمضان، مكاتبها واستديوهاتها ومواقع التصوير بشكل متواصل، حسب ما أفاد المتحدث الرسمي باسمها مازن حايك، الذي قال: "تنتشر وحدات الطوارئ المتنقلة خارج مداخل مبانينا ومكاتبنا ومقراتنا في البلدان التي نوجد فيها".

وفي مصر أين يعتبر التلفزيون مصدر إيرادات ضخم في بلد يبلغ عدد سكانه نحو 100 مليون نسمة، لم يصدر قرار رسمي بوقف التصوير، لكن رئيس نقابة الممثلين أشرف زكي، قال إنّ "80 % من الأعمال توقّفت"، في وقت يطالب فيه ممثلون بقرار رسمي بإغلاق المواقع، مهمين المعنيين بالمخاطرة.

وحصد فيروس كورونا أرواح أكثر من خمسين ألف شخص حول العالم منذ ظهوره في الصين في نهاية ديسمبر (كانون الأول)) الماضي، فيما أصابت الإجراءات للحد من انتشاره قطاع الترفيه بأضرار كبرى، بإلغاء حفلات ومهرجانات وإغلاق دور السينما أبوابها في العديد من الدول.

كما أجبر الفيروس حوالى 4 مليارات شخص على ملازمة منازلهم خوفاً من العدوى.

وتقول مديرة شركة "إيمار الشام للانتاج الفني" ديانا جبور إنّ شركتها أوقفت التصوير في مسلسل رمضاني: "قبل أن تطلب السلطات الرسمية ذلك"، وأضافت "لا ولن نغامر بصحة أي من شركائنا بالعمل الفني من أصغر فني إلى أكبر فنان".

لكن بالنسبة إلى محبي المسلسلات من أمثال رهام علي 60 عاماً، التي لم تغادر منزلها في إمارة الشارقة، منذ ثلاثة أسابيع خوفاً من الوباء، فإن غياب عدد كاف من المسلسلات في شهر رمضان قد يسبّب إحباطاً كبيراً.

وقالت: "رمضان هو للصلاة، والطعام اللذيذ، وتجمّعات العائلة، وللتلفزيون أيضاً، لكنني لم أر أحداً منذ أسابيع، ولا أظن أني سأفعل ذلك قريباً، يجب أن تكون أعداد المسلسلات كافية، نحن في حاجة لذلك فعلاً".