صحف (24)
صحف (24)
السبت 4 أبريل 2020 / 10:55

صحف عربية: أوبك في مواجهة مفتوحة مع وباء كورونا

24 - معتز أحمد إبراهيم

أشارت صحف عربية صادرة، اليوم السبت، إلى ما اسمته بالمواجهة بين منظمة أوبك ووباء كورونا، مشيرة إلى وجود حالة من التفاؤل الحذر التي تسيطر على أسواق النفط مع تفشي هذا الوباء.

ووفقاً لهذه الصحف فإن جائحة كورونا أثرت على التعاطي الاقتصادي مع أزمات الطاقة، في الوقت الذي أتهمت فيه بعض من هذه الصحف القوى الكبرى في العالم بالفشل في التعاطي مع الأزمات الاقتصادية الكبرى.

أوبك في مواجهة كورونا
رصدت صحيفة "العرب" اللندنية ما وصفته بالتفاؤل الحذر الذي يسيطر على أسواق النفط في العالم، وهي الحالة التي باتت واضحة عقب مكالمة الرئيس الأمريكي والروسي مؤخراً قبل اجتماع دول أوبك.

وربطت الصحيفة بين تفشي وباء كورونا في العالم ومعدلات الإنتاج في العالم، قائلة إن  "النشاط الاقتصادي الضعيف الآن دفع أسعار النفط للتهاوي مع مواجهة المنتجين خاصة في ظل إغراق السوق بإمدادات نفطية لا تجد طلباً".

وقالت الصحيفة إنه "وفي الوقت الذي بدت فيه السعودية وروسيا مستعدتين لحرب أسعار طويلة الأمد، جاء تراجع الطلب الكبير الذي تسببت فيه حالة جمود اقتصادي عالمية نتيجة لانتشار الوباء، وهو الأمر الذي أثار حفيظة شركات أمريكية منتجة للطاقة.

وقالت الصحيفة إن "التفاؤل الحذر يسود بين منتجي النفط بشأن اتفاق ثلاثي أولي جرى الخميس بين الولايات المتحدة والسعودية وروسيا لإنقاذ الأسواق"، مشيرة في ذات الوقت إلى اعتقاد خبراء اقتصاديين أن الفرصة مواتية لتشكيل تحالف أوسع يكون قادراً على الاستجابة لمطالب المنتجين، وأن أوبك قد تكون الفرصة المثالية لتحقيق ذلك.

أتفاق عادل

بدورها نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصدر في "أوبك" إن "المنظمة النفطية وحلفاءها يعكفون على اتفاق لخفض غير مسبوق، يوازي نحو 10% من الإمدادات العالمية".

وربطت الصحيفة بين هذه الخطوة ودعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الدول المنتجة لوقف هبوط النفط الناجم عن جائحة فيروس كورونا.

فيما دعت السعودية لاجتماع طارئ لكبار المنتجين من أجل بحث الوصول إلى "اتفاق عادل" يعيد التوازن إلى الأسواق.

ونقلت الصحيفة عن مصدر ثان من أوبك قوله إن "أي خفض يزيد على 10 ملايين برميل يومياً يجب أن يشمل منتجين من خارج أوبك، وهو تحالف يضم أعضاء أوبك وروسيا ومنتجين آخرين، لكنه لا يضم دولاً منتجة للنفط مثل الولايات المتحدة وكندا والنرويج والبرازيل.

وأضاف هذا المصدر أن أوبك تتابع نتيجة الاجتماع بين ترمب وشركات النفط التي جرت أمس، وأن الرقم النهائي للتخفيضات يعتمد على مشاركة من جميع منتجي النفط.

فشل العملاقين
غير أن الحاجة إلى معرفة الرؤية الغربية في ظل هذه الأزمة دفعت بصحيفة "الاقتصادية" السعودية إلى نشر مقال للكاتب والخبير الاقتصادي مارتن وولف، والذي أشار إلى خطورة الوضع الاقتصادي الآن في العالم بظل تعاظم الأزمات الاقتصادية بما فيها إنتاج البترول، مع تواصل انتشار فيروس كورونا.

وقال وولف: "لعل الاستنتاج الأكثر أهمية الذي يمكن استخلاصه من تحليله، هو أن التأثير العالمي مستمد بشكل أساس من اختيارات الشخص نفسه".

وأضاف: "ارتكبت كل من الصين والولايات المتحدة أخطاء كبيرة، إلا أن فشل الولايات المتحدة في تحقيق الرخاء المشترك في الداخل على نطاق واسع، وعداءها في الخارج يثبتان عجزها". 

وأضاف وولف أن أمريكا والصين فشلتا في الاتفاق اقتصادياً، الأمر الذي سيغير من التعاطي الدولي والأمريكي تحديداً مع الكثير من المشاكل.

وأشار الكاتب إلى الموقف الأمريكي تحديداً الآن قائلاً: "الولايات المتحدة تفقد اليوم سمعتها بسبب تضرر صلاحياتها الأساسية ضمن قائمة طويلة من الحروب العقيمة وأزمة مالية في فترة 2007 إلى 2009".

وأشار الكاتب إلى أن العالم الآن بات في أزمة، موضحاً في ذات الوقت إن "الخروج من هذه الأزمة يتطلب إصلاحات للهيكل الدولي، ومستوى جديد تماما من التعاون العالمي".

تأثير حاد.. ومؤقت
من جانبها عرضت صحيفة "أخبار" الخليج البحرينية تقرير تحليلي أصدره مركز "دراسات" عن "تداعيات أزمة كورونا"، وهو التقرير الذي يتحدث عن مسار الأحداث التي سبقت تراجع أسعار النفط في ظل أزمة فيروس كورونا وإلغاء العمل باتفاقية أوبكبلس.

وأشار التقرير إلى تطور التباين السعودي الروسي في وجهات النظر حول السياسة المثلى لأسواق النفط، في ظل استمرار نمو الإنتاج من قبل النفط الصخري، وكيف تطور هذا الخلاف حتى اجتماع آذار(مارس) الأخير، الذي تم فيه إنهاء العمل باتفاقية أوبك بلس.

وأضاف التقرير أنه وبحسب منظور الدول الخليجية فإن من أهم أضرار أزمة كورونا هو أثرها السلبي على أسعار النفط، ويحلل هذا التقرير طبيعة التداعيات بشكلٍ عام، مع الإشارة إلى أن استيعاب أثر أزمة كورونا يستدعي استيعاب ملف اتفاقية أوبك بلس، الذي تطور بشكلٍ مستقلٍ وموازٍ عن أزمة كورونا.

وقال التقرير أيضاً أن أثر أزمة كورونا على أسعار النفط سيكون حاداً ومؤقتاً، ولكن تقديره بشكلٍ دقيق صعبٌ جداً بسبب تعقّد الأزمة وانعدام اليقين حول سيرها.