السبت 4 أبريل 2020 / 15:35

فرنسا تشيد بأطباء إماراتيين يساهمون في علاج المصابين بفيروس كورونا

24 - باريس - عبدالناصر نهار

أشادت كبرى مؤسسات التعليم العالي الفرنسية المعنية باستقبال الباحثين وطلاب الدكتوراه من مختلف أنحاء العالم، بالدور الإنساني للأطباء الإماراتيين الذين يتدربون حالياً في المستشفيات الفرنسية، والذين اختاروا البقاء في فرنسا من أجل مساعدة زملائهم في التصدي لوباء فيروس كورونا، موجهة الشكر والامتنان لهم.

وقالت مؤسسة "Campus France" التي تشرف عليها وزارتا الخارجية والتعليم العالي الفرنسيتان، في بيان رسمي لها: "كل التقدير لهذا التعاون الوثيق بين الدولتين من خلال برنامج التخصص الطبي الفرنسي الإماراتي".

وآثر 9 من الأطباء الإماراتيين العاملين في فرنسا في طب الطوارئ والطب الباطني والجراحة وغيرها، البقاء في البلاد للمساعدة في معالجة تفشي المرض في إحدى الدول الأكثر تضرراً في أوروبا، والتي أعلنت حالة الطوارئ منتصف مارس (آذار) الماضي.

وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تشهدها فرنسا حالياً، إلا أن الطبيب الإماراتي محمد الفلاسي المتدرب في جراحة الأعصاب بمستشفى تيمون في مرسيليا، قال: "قررت البقاء في فرنسا تكريماً لمهنتي كطبيب، سأبقى في فرنسا لأساعد زملائي في هذه الفترة العصيبة".

وحازت تصريحات الفلاسي إعجاباً واسعاً وتقديراً واسعاً من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفرنسيين، مُشيرين إلى أن "أطباء الإمارات يسيرون على خطى حكومتهم التي أرسلت المساعدات للعديد من الدول وأنقذت الطلاب العالقين في الصين ووفرت لهم الحجر الصحي اللازم".

وكان سفير الإمارات في باريس علي الأحمد، أعلن رسمياً أن أطباء إماراتيين يُقدمون العلاج للمُصابين بفيروس كورونا في مستشفيات فرنسا.

ويُتيح برنامج التخصص الطبي الفرنسي الإماراتي من خلال تعاون أكاديمي بين البلدين لعشرة أطباء إماراتيين كل عام بدمج دورة التخصص الطبي المرموقة مع الأطباء والجراحين المتدربين الفرنسيين وغيرهم من كافة أنحاء العالم، والراغبين بالحصول على دبلوم تخصصي.

وقال مستشار فرنسا الإقليمي للصحة في الشرق الأوسط غيوم هوارت: "أعرب الأطباء الإماراتيين عن استعدادهم القوي لمواصلة العمل مع زملائهم في المستشفيات الفرنسية، وبصفتي مهنياً في مجال الصحة، أحيي تصميمهم وتضامنهم مع مرشديهم وزملائهم الفرنسيين في مثل هذا الوضع غير المسبوق"، مشيراً إلى أن "كل طبيب اتخذ القرار بشكل فردي بناء على الموقف".

ويمكن للأطباء في برنامج التخصص المشترك الإقامة للعمل في المستشفيات الفرنسية لمدة تصل إلى ست سنوات، وتعلم التحدث باللغة الفرنسية خلال دورة مكثفة لمدة عام واحد.

وسيسمح للأطباء الإماراتيين بالاستمرار في بحوثهم وتدريبهم وفق تخصصاتهم، من حيث توقفوا بمجرد القضاء على المرض.

وقال السفير الفرنسي لدى الإمارات لودوفيك بويل، إنه "ممتن للأطباء الإماراتيين الذين بقوا في مكانهم لمحاربة الفيروس".

يُذكر أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية وقعت في أبريل (نيسان) الماضي مذكرة تفاهم تستهدف تدريب أطباء الدراسات العليا الإماراتيين في فرنسا لتلبية الاحتياجات الصحية وتشجيع برامج التخصص الطبي على هيئة تدريب أساسي " شهادة الدراسات التخصصية " أو تدريب مستمر "برامج الزمالة"، وذلك بهدف تعزيز تخصص الأطباء الإماراتيين في فرنسا وتطوير الشراكات بين المستشفيات الفرنسية والإماراتية.