تعبيرية
تعبيرية
الأحد 5 أبريل 2020 / 13:21

تقنية جديدة تكشف تعرضك لكورونا دون التضحية بالخصوصية

24- إعداد: سامي حسين

طور مجموعة من الباحثين الأوروبيين تقنية جديدة تحمل تصورهم لمتابعة العمل مع توخي الحذر من فيروس كورونا.

وبعد ثلاثة أسابيع من العمل التطوعي المستمر، كشف الباحثون عن إطار عمل ومنظمة غير ربحية لدعم المشروع الذي أطلقوا عليه "مشروع تتبع التقارب للحفاظ على الخصوصية في عموم أوروبا" أوPEPP-PT.

ويعتقد القائمون على المشروع أن مبادرتهم يمكن أن تعيد الناس إلى العمل مع الحد من المخاطر، باستخدام إشارات لاسلكية تنتقل من هاتف ذكي إلى هاتف ذكي لاكتشاف من تعرض لشخص مصاب بفيروس كورونا.

ويعتمد PEPP-PT على طاقة البلوتوث المنخفضة، أو BLE، وهي تقنية لاسلكية محمولة شائعة، وتتضمن العملية معرفة من كان على اتصال بشخص مريض، ثم توجيه المستخدم إلى الحجر الصحي.

وركز الفريق على بناء نهج متكامل وسهل التطبيق وقابل للتوسع دولياً بالمجان، دون أن يضحي بالخصوصية، بخلاف مبادرات التتبع الأخرى المستخدمة في دول مثل الصين وسنغافورة و كوريا الجنوبية.



ووفقًا لدراسة حديثة نشرت في مجلة ساينس العلمية، فإن الانتشار السريع يجعل عملية التتبع التقليدية غير كافية.

وكتب فريق البحث من جامعة أكسفورد "نستنتج أن انتشار الفيروس سريع للغاية، بحيث لا يمكن احتواؤه عن طريق تتبع الاتصال بشكل يدوي، ولكن يمكن السيطرة عليه إذا كانت هذه العملية أسرع وأكثر كفاءة وحدثت على نطاق واسع".

وهذه هي الفكرة الأساسية وراء PEPP-PT حيث يقول القائمون على المشروع إنهم لم ينشئوا تطبيقاً، بل نظاماً بيئياً كاملاً من التقنيات والخوادم وشفرة المصدر، وتبادل البيانات الدولي الذي سيجعل من السهل على المطورين إنشاء تطبيقات خاصة بكل بلد، ثم نشرها للسكان ليتمكنوا من متابعة حركتهم مع تنبيههم في حال تعرضهم للفيروس، وفرض الحجر الذاتي على أنفسهم.

وقال الفريق إن PEPP-PT كمنظمة غير ربحية، على استعداد لبناء وتوفير خوادم مجانية للدول ومقدمي الخدمات الآخرين على نطاق واسع.

وبعد أن يتم تثبيت التطبيق على هاتف المستخدم، يمكنه الخروج من المنزل لممارسة عمله بشكل طبيعي، وفال حال استخدم وسائل النقل العامة على سبيل المثال، يتم تنبيهه في حال كان على مقربة من شخص ثبتت إصابته بفيروس كورونا المستجد.

وفي حال تم تشخيص إصابة أحد المستخدمين، يتم إعطاؤه رمزاً خاصاً مشفراً في نفس التطبيق المجاني، ثم يقوم هاتفه بتحميل قائمة من الرموز المشفرة إلى خادم مركزي، وتشمل سلاسل من الأحرف والأرقام، تمثل كل تفاعل وثيق بينه وبين مستخدمي التطبيق الآخرين على مدار الـ 21 يوماً الماضية.

وتحظى تقنية البلوتوث منخفضة الطاقة بشعبية كبيرة، فهي الطريقة الأساسية التي نربط بها هواتفنا الذكية بسماعات الرأس اللاسلكية ومكبرات الصوت والساعات وأجهزة التلفزيون، ومن خلال تسجيل قوة تلك الإشارات اللاسلكية، يمكن قياس المسافات بين الأجهزة، وهذا هو الأساس الذي بنى عليه الباحثون مشروع PEPP-PT.



وعندما يقوم شخص بتحميل تطبيق مبني على النظام، يتم تعيين معرف تلقائي له معروف فقط من الخادم المركزي، مما يجعله مجهولاً، ثم يقوم التطبيق بإنشاء رموز عشوائية مرتبطة بهذا المعرف، ويستقبل التطبيق طوال الوقت بواسطة البلوتوث رموزاُ عشوائية من هواتف أخرى.

وإذا كان الشخص المصاب قريباً بما فيه الكفاية، على بعد 6 أقدام أو أقل، ولمدة تزيد عن دقيقتين، يمكن للتطبيق أن يقرر فيما إذا كان يشكل خطراً على المستخدمين الآخرين.

وعندما يحفظ الهاتف الأرقام العشوائية لمستخدم آخر، فإنه يفعل ذلك عبر سجل مشفر، لا يمكن حتى لمالك الهاتف الوصول إليه، ويتم حفظ سجل اتصالات الجهات مجهولة الهوية لمدة 21 يوماً قبل حذفها.

ولكن التحدي الأكبر يتمثل في حمل عدد كبير من السكان على تحميل التطبيق على هواتف، وفي عالم مثالي، يملك 60% من السكان هواتف قادرة على تثبيت التطبيق وتشغيل البلوتوث. لكن هذا العدد قد يكون كافياً ليقلل انتشار المرض بشكل كبير، بحسب صحيفة بيزنس إنسايدر