الأحد 5 أبريل 2020 / 15:54

"محطة شمس".. 7 أعوام من المساهمة الفاعلة في دعم قطاع الطاقة

تواصل "محطة شمس" التي تقع في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي وتعد إحدى أكبر محطات الطاقة الشمسية المركزة على مستوى العالم، المساهمة بدور كبير في عملية التحول التي تشهدها دولة الإمارات نحو الاعتماد على الطاقة النظيفة بما يدعم استعدادات الدولة للخمسين عاما المقبلة.

وتضع الإمارات العربية المتحدة، التي كانت أول دولة شرق أوسطية تصادق على اتفاقية باريس للمناخ، الحد من التبعات والمخاطر المترتبة على ظاهرة التغير المناخي على رأس أولويات استراتيجيتها التنموية طويلة الأمد وقد حققت قفزات نوعية كبيرة في مجال الطاقة المتجددة من خلال إطلاق مشاريع طموحة مثل محطة شمس ما ساهم في تسريع عملية التحول في الدولة نحو الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة وذلك تحقيقا للأهداف التي حددتها رؤية الإمارات 2021 واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050.

وتزود "محطة شمس" أكثر من 20 ألف منزل في أبوظبي باحتياجاتها من الكهرباء على مدار العام كما تساهم في تفادي إطلاق 175 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

وتمتد المحطة على مساحة 2.5 كيلومتر مربع أي ما يعادل 285 ملعبا لكرة القدم وتستخدم المحطة 258.048 مرآة من عاكسات القطع المكافئ.

إنتاج المحطة من الكهرباء
وأنتجت المحطة منذ تشغيلها في عام 2013 نحو 1500 جيجاوات من الكهرباء وساهمت في الحيلولة دون إطلاق 1225 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون.

وتتولى تشغيل محطة شمس شركة "شمس للطاقة" المملوكة من قبل شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" إحدى الشركات الرائدة في مجال الطاقة النظيفة على مستوى العالم وشركة "توتال" و"صندوق المعاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي".

وساهمت هذه المحطة الرائدة والتي تبلغ قدرتها الإنتاجية 100 ميجاواط بدور مهم في رسم ملامح قطاع الطاقة المتجددة في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليشكل هذا المشروع نموذجاً ناجحاً لتكاتف الجهود والشراكات المثمرة.

تقنيات مبتكرة
وتجسد "محطة شمس" مثالاً جلياً على الجهود الرائدة التي تبذلها دولة الإمارات لتطوير تقنيات مبتكرة ضمن قطاع الطاقة النظيفة كما مهد هذا المشروع الفريد الطريق نحو إطلاق مشاريع أخرى طموحة في مجال الطاقة النظيفة مثل محطة "نور أبوظبي" أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي ما يدعم خطط الدولة للاستعداد للخمسين سنة المقبلة من مسيرتها التنموية.

وتعتبر عملية تمويل محطة شمس أكبر عملية مالية لمشروع طاقة شمسية في العالم في عام 2011 حيث أعلنت الشركة حينها عن إتمام ترتيبات تمويل بقيمة 600 مليون دولار.

وقد ساهم نجاح هذا المشروع من حيث الاعتماد على تقنيات مبتكرة واتباع أساليب تشغيل عالية الكفاءة في الاستحواذ على اهتمام المستثمرين من القطاعين العام والخاص للاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة، سواء ضمن دولة الإمارات أو على مستوى سائر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

تعاون وشراكات
وأوضح مدير عام صندوق معاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي خلف عبدالله رحمه الحمادي، أن النجاح في تنفيذ هذا المشروع الكبير والمتميز جاء نتيجة بناء جسور التعاون وتأسيس شراكات ناجحة مع جهات مرموقة وذات خبرات كبيرة في هذا المجال.

وقال: "إننا استطعنا تحقيق هذا الإنجاز الرائد من خلال شراكاتنا المثمرة واستثمارنا في شركة (شمس للطاقة) التي حققت انجازات رائدة عاميا في قطاع الطاقة المتجددة".

من جانبه، مدير عام شركة "شمس للطاقة" أعرب ماجد العوضي، عن فخره وسعادته بنجاح هذا المشروع الطموح الذي مضى سبعة أعوام على تشغيله وحوالي عشرة أعوام على إطلاقه.

وأكد أن الإمارات بفضل توجيهات القيادة الرشيدة للاستثمار في هذا المشروع الاستراتيجي تعتبر الأولى على مستوى المنطقة ومن الأوائل في العالم التي أولت أهمية لتعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة وترسيخ الاستدامة وتنويع مجالات التنمية.


أسعار الطاقة النظيفة
وأضاف: "تواصل أسعار الطاقة النظيفة تحقيق مستويات تنافسية قياسية ما يجعل تزايد الاعتماد على هذه التقنيات يبدو أكثر منطقية وما كان ذلك ليتحقق بدون جهود الشركات الرائدة التي ساهمت باستثمارات جريئة عندما كان يعتقد أن الطاقة النظيفة هي طاقة بديلة وتعتبر باهظة الثمن وتنطوي على مخاطر كبيرة بالنسبة للكثيرين".

وأشار إلى أنه في إطار التزامها تجاه المجتمع سوف تطلق شركة "شمس للطاقة" قريبا مركز الظفرة للابتكار وهو أول مركز تفاعلي في المنطقة يمكن من خلاله الاطلاع على شركة "شمس للطاقة" والتعرف على مجالات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة وكذلك مشاريع الطاقة النظيفة في الإمارات العربية المتحدة.

مركز بارز
وبين ماجد العوضي أن الهدف من وراء هذا المشروع هو توفير مركز بارز على مستوى المنطقة يتخصص في توفير المعارف المتعلقة بمجال الطاقة المتجددة، فضلا عن المساهمة في تحفيز الأجيال الشابة على المشاركة بدور فاعل في عملية التحول الرامية إلى بناء مستقبل أكثر استدامة.
وعبر العوضي عن فخره بتسخير المركز لاستعراض جهود الإمارات لتحقيق الأهداف البيئية عبر طرح العديد من المبادرات والمشاريع النظيفة.

من جهته، قال رئيس توتال للاستكشاف والإنتاج ورئيس توتال في الإمارات كريستوف ساسولاس، إن "افتتاح محطة شمس1 في عام 2013 شكل خطوة سباقة من حيث استغلال طاقة الشمس لدعم شبكة الكهرباء في أبوظبي وكذلك لكونه جمعنا في شراكة مهمة مع شركة (مصدر)".

وأضاف: "لقد كان هذا المشروع الأول بمثابة خطوة هائلة باتجاه بناء مستقبل الطاقة الشمسية وبدورها تلتزم توتال التزاما كاملا بالعمل على مدى العقود القادمة من أجل بلوغ هذا المستقبل المنشود".

بدوره أكد المدير التنفيذي لإدارة الطاقة النظيفة في "مصدر" يوسف آل علي، أن ما نشهده اليوم من تنامي مشاريع محطات الطاقة الشمسية على مستوى المرافق الخدمية في منطقة الشرق الأوسط يعود إلى إطلاق مشاريع رائدة مثل محطة شمس التي شكلت نموذجاً يحتذى في قطاع الطاقة المتجددة.

وتوجه آل علي بالتهنئة إلى كافة طواقم الإدارة والموظفين في شركة شمس للطاقة وجميع الشركاء بمناسبة مرور 7 أعوام على تدشين محطة شمس التي تعتبر من أهم مشاريع الطاقة المتجددة في العالم ونقطة انطلاق نحو فصل جديد في مسيرة الاستدامة في أبوظبي والإمارات عموماً.

وتضع شركة "شمس للطاقة" المسؤولية المجتمعية في صميم رؤيتها كما أنها تلتزم بالمساهمة في تطوير المعارف والخبرات والمهارات من خلال العمل على دعم توفير فرص عمل في منطقة الظفرة.

ويشغل المواطنون حالياً 75% من المناصب الإدارية في الشركة، في حين يمثل العنصر النسائي 70% من موظفيها.

في إطار التزامها تجاه المجتمع سوف تطلق شركة "شمس للطاقة" قريباً مركز الظفرة للابتكار وهو أول مركز تفاعلي في المنطقة يمكن من خلاله الاطلاع على شركة "شمس للطاقة" والتعرف على مجالات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة وكذلك مشاريع الطاقة النظيفة في الإمارات العربية المتحدة.

وأعرب مدير محطة في شركة "شمس للطاقة" عبدالعزيز المهيري، عن سعادته وفخره بالعمل في شركة "شمس للطاقة" التي توفر بيئة عمل ديناميكية وملهمة.

وقال: "نحن ملتزمون بالمساهمة في ضمان مستقبل آمن ومستدام لبلادنا حيث نقوم بتوليد الطاقة المتجددة وفقا لأعلى معايير الأمن والسلامة ونسهم في خفض الانبعاثات الكربونية والحد من التلوث".

وأضاف: "باتت محطات الطاقة الشمسية اليوم تلعب دورا بارزا في تعزيز مزيج الطاقة في الإمارات ونحن في شمس فخورون بكوننا أول المساهمين في هذا القطاع".