الإثنين 6 أبريل 2020 / 12:57

4 أدوار لأجهزة الاستخبارات في حرب الظلّ على كورونا

يرى كالدر والتون، مؤلف كتاب "امبراطورية الأسرار: الاستخبارات البريطانية والحرب الباردة وأفول امبراطورية"، أن وباء فيروس كورونا الذي يجتاح العالم حالياً هو أكثر من مجرد حالة صحية طارئة، ويشكل مخاطر غير مسبوقة على الأمن القومي الأمريكي والدولي، كما أن مكافحته ستكون بحسب عدد من قادة الدول، أشبه بحرب كبرى يقع ضحيتها عدد كبير من القتلى.

يعتبر التجسس، أو ما يعرف باسم سرقة أسرار، وسيلة ثانية تمكن الاستخبارات من المشاركة في محاربة كوفيد – 19. ويقوم التجسس بالكشف عن أسرار يود آخرون إخفاءها

ولفت ضمن موقع "فورين بوليسي"، إلى الدور الكبير الذي تلعبه أجهزة الاستخبارات في هذا الصراع. وسوف يمارس هذا الدور في سرية إلى حد كبير، ولكن ذلك لن يقلل من أهميته.

تقديرات
وحسب كاتب المقال، ستشارك أجهزة الاستخبارات في الحرب ضد كوفيد-19 عبر أربعة وسائل. أولاً، ستوفر تلك الأجهزة لصناع القرار تقديرات حول انتشار الفيروس وأثره. ويتوفر حالياً لدى الاستخبارات الأمريكية مرفق مخصص بالفعل لمحاربة كوفيد- 19، وهو المركز القومي للاستخبارات الطبية( NCMI)، في ولاية ميريلاند. ويعمل في ذلك المركز علماء أوبئة وفي مجال الفيروسات، وخبراء آخرون. واعتماداً على نشاط سابق جرى إبان الحرب الباردة، كان المركز القومي للاستخبارات عين أمريكا وأذنها عندما تعلق الأمر بتهديدات بيولوجية منذ عام 2008 وحتى كوفيد- 19.

وحسب تقارير عامة، أعدت في يناير وفبراير( كانون الثاني وشباط) من العام الجاري، حذرت أجهزة الاستخبارات إدارة ترامب من خطر انتشار الفيروس من مدنية ووهان الصينية.

ويشاع أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاهل تلك التحذيرات. ولكن التعامل الأولي مع كوفيد – 19 لم يكن نتيجة إخفاق الاستخبارات الأمريكية في تحذير صناع القرار، وإنما إخفاق سياسي، ولو صدقت تلك التقارير، سيكون ما حصل أشد وأخطر الإخفاقات السياسية في التاريخ الأمريكي.

سرقة أسرار
ويعتبر التجسس، أو ما يعرف باسم سرقة أسرار، وسيلة ثانية تمكن الاستخبارات من المشاركة في محاربة كوفيد – 19. ويقوم التجسس بالكشف عن أسرار يود آخرون إخفاءها. وبواسطة كوفيد- 19، ستكون الاستخبارات الأمريكية قادرة على توفير معلومات فريدة – غير متوفرة من أي مصدر آخر- لصناع القرار في واشنطن حول أسرار دول أخرى تتعلق بالفيروس، بما فيها إن كانت معدلاتهم الرسمية بشأن العدوى صحيحة.

ولتلك الأسرار أهمية خاصة للكشف عما يجري داخل أنظمة مغلقة كالصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية. ووفق تقديرات الاستخبارات الأمريكية، أخفت الصين مدى تفشي الفيروس في بدايته، فيما صرحت روسيا في بداية الأمر عن معدلات إصابات قليلة، ولكنها فرضت الآن إجراءات صارمة، وحظر تجول.

ونتيجة لذلك، سوف تلعب الاستخبارات الأمريكية وشركاؤها، أدواراً كبرى في التحقق من أرقامها الرسمية. وسوف ترد بعض تلك المعلومات من خلال عمليات تجسس، الأسلوب القديم في تجنيد عناصر بشرية يستطيعون الوصول إلى معلومات سرية ذات صلة.

وسوف ترد تلك المعلومات من دون شك من خلال استخبارات تقنية، ما يعرف باسم استخبارات الإشارة أو الاستخبارات بالأقمار الصناعية، والتي تشير لخداع دولة ما بشأن كوفيد – 19 .

محاربة التضليل

وأما الطريقة الثالثة التي ستلعب فيها الاستخبارات دوراً رائداً في الاستجابة لفيروس كورونا، وأوبئة لاحقة، فسوف يتحقق عبر محاربة التضليل الإعلامي.

وحسب كاتب المقال، تخوض اليوم بكين وواشنطن معركة دعائية على قيادة العالم في القضاء على كوفيد- 19. 

ويرى الكاتب أنه في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بالعدوى في الولايات المتحدة، وتجاوز أعداد الوفيات في أمريكا الأعداد في الصين، تبدو الولايات المتحدة مهزومة في تلك المعركة للقوة الناعمة. ويقال إنه سواء علم المكتب السياسي الصيني أو لم يعلم، يعتبر ادعاؤه الكاذب بمعرفته بمصدر الفيروس، استخداماً لنظرية المؤامرة التي طورها الاتحاد السوفييتي إبان الحرب الباردة عندما أشاع بأن الجيش الأمريكي طور فيروس HIV.

خوف وفوضى
ويرى الكاتب أنه في مواجهة فيروس جديد فتاك، لا علاج له، لا عجب أن يسود الخوف والفوضى والذعر مجتمعات حول العالم، ويكونون عندها فريسة سهلة لتضليل إعلامي رسمي أو غير رسمي. وخلال الحرب الباردة ابتكرت الولايات المتحدة استراتيجية ناجحة( مجموعة عمل تدابير فعالة- AMWG) لمقاومة التضليل الإعلامي السوفيتي بشأن فيروس HIV.

وبرأي الكاتب، يمكن حالياً تطبيق ذات الاستراتيجية، وتشكيل AMWG معاصرة للمحاربة التضليل الإعلامي فضلاً عن اتباع وسائل استخباراتية أخرى كالمراقبة للقضاء على كوفيد- 19 وأوبئة مماثلة.