الإثنين 6 أبريل 2020 / 13:37

أنباء جيّدة وأخرى سيئة عن كورونا... لكن الكابوس مستمر

24- زياد الأشقر

لفت الكاتب نيكولاس كريستوف في صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنه ثمة أخبار جيدة وأخرى سيئة في الحرب على كورونا، ويدرس الاختصاصيون في علم الأوبئة الأمكنة التي ظهر فيها الوباء أول الأمر، ليتمكنوا من فهم ما حصل.

لدى الفيروس قوة ارتداد، ويحذر خبراء الصحة من أن تكون هذه فقط الموجة الأولى من المرض وأن موجات أخرى قد تتبع حتى إيجاد لقاح بحلول 2021

وفي الأخبار الجيدة، يبدو أنه حتى في الدول التي أهملت اتخاذ إجراءات أولية، مثل إيطاليا والولايات المتحدة، ثمة أمل. فالتباعد الاجتماعي نجح في إبطاء العدوى، وفعل ذلك بسرعة- بعد أسابيع من تبني إجراءات قاسية. ويظهر أن إيطاليا وإيران قد تجاوزتا الأسوأ من موجة الفيروس. ولكن حتى مع تباطؤ الحالات، لا يزال معدل الوفيات مرتفعاً لأن الأشخاص يتوفون في أكثر الحالات بعد أربعة أسابيع من إصابتهم.

أمريكا
وفي الولايات المتحدة كانت بؤرتا الوباء سياتل ونيو روشيل (منطقة تقع في ضواحي نيويورك). وكان هناك رد قوي على صعيد العلاج في المنطقتين، مع إخضاع نيوروشيل لتدابير احتواء مثيرة للجدل بينما عمدت ولاية واشنطن إلى الطلب من الشركات الكبرى فيها جعل الموظفين يعملون من منازلهم. وكان لهذا التدبير تأثير فعال. إذ لم تعد نيوروشيل بؤرة لتفشي الوباء، بينما تراجعت في ولاية واشنطن الحالات التي تستدعي دخول المستشفى.

وبالنسبة للولايات المتحدة ككل، لا تزال الإصابات تتصاعد على نحوٍ متسارع، لكن هناك إشارة تبعث على الأمل، إذا أظهرت أرقام شركة كينسا هلث لقياس درجة حرارة الأشخاص، انخفاضاً في عدد الذين يعانون من الحمى في أنحاء البلاد(وهذه الأرقام تشمل كل من يعاني من الحمى، وليس فقط الذين ترتفع حراراتهم بسبب كورونا، علماً أن بعض المصابين لا تظهر عليهم أعراض).

واعتبر الكاتب أن هذه كلها أنباء جيدة، على رغم أن الاختصاصيين في علم الأوبئة لم يكونوا يعرفون تماماً ما إذا كان التباعد الاجتماعي سينجح. أما اليوم فالوضع اكثر وضوحاً، وصارت لدينا أدوات لإنقاذ الأرواح، إذا ما استخدمناها.

مثل ناقلة نفط
وقال كريستوفر إن الوباء مثل ناقلة نفط: تستمر في التقدم إلى الأمام حتى بعد أن تستخدم مكابحها. ففي الصين لم تتراجع الوفيات بشكل ملحوظ إلا بعد شهر من فرض الإجراءات القاسية. وستستغرق مفاعيل التباعد الاجتماعي في الولايات المتحدة وقتاً لتنسجم مع النظام، وستستمر الإصابات الجديدة- والمزيد من الوفيات.

ولفت إلى أن معهد القياسات الصحية والتقويمات في جامعة واشنطن يقدم بشكل مستمر نماذج عن التوقعات استناداً إلى واقع الوفيات اليومي في أنحاء الولايات المتحدة، وهو يشير إلى أن الوفيات ستحافظ على خط تصاعدي حتى 16 أبريل (نيسان) ومن ثم تبدأ بالتراجع. وبحلول الأول من أغسطس (آب)، يقدر المعهد بأن يصل عدد الوفيات بين الأمريكيين إلى 93 ألفاً بسبب كورونا.

وأضفى الكاتب مسحة تفاؤل وسط كل هذه الكآبة ليورد مثلاً عن أمريكي من ولاية أوريغون عمره 103 سنوات وردعى وليم لابسيشز أصيب بكورونا في مطلع مارس، وتعافى بعد فترة ليحتفل بعيد ميلاده ال104 مع بيتزا وقالب شوكولاتة.

أخبار سيئة
وفي الأخبار السيئة، قال إن عدد الوفيات مرتفع في بعض الدول بشكل أكثر من المتوقع. إذ كانت ألمانيا توقعت نسبة وفيات تصل إلى 0.5 في المئة. وكذلك فعلت كوريا الجنوبية، أما الآن فإن نسبة الوفيات في البلدين هي فوق الواحد في المئة.

إجراءات أفضل
وأضاف أنه كان ممكناً تجنب الغالبية العظمى من الوفيات في الولايات المتحدة. إذ سجلت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أولى إصابتهما في اليوم نفسه، لكن سيول عمدت إلى اجراءات أفضل في العلاج. وتوفي فيها 174 شخصاً بسبب كورونا مقابل 1100 وفاة في الولايات المتحدة إذا ما اخذنا في الاعتبار نسبة عدد السكان في البلدين.

وهذا يفترض أن أمريكا قد تفقد 90 ألف شخص لأنها لم تحسن التعامل مع الأزمة كما فعلت كوريا الجنوبية. وحتى يوم الجمعة كان عدد الوفيات في الولايات المتحدة 7 آلاف. وهذا ما يشكل مزيداً من الأنباء غير السارة للذين يعتقدون أنه إذا ما تجاوزنا هذين الشهرين العصيبين، فإن الكابوس سينزاح. إذ لدى الفيروس قوة ارتداد، ويحذر خبراء الصحة من أن تكون هذه فقط الموجة الأولى من المرض وأن موجات أخرى قد تتبع حتى إيجاد لقاح بحلول 2021.