الإثنين 6 أبريل 2020 / 17:37

نصائح لمواجهة الحجر المنزلي من سجناء في الحبس الانفرادي

بعدما عاشت عزلة تامة عن العالم حتى 2011، تنغلق بورما مجدداً اليوم بمواجهة تهديد فيروس كورونا فيما يقدم سجناء بورميون سابقون نصائح لحياة أفضل في زمن الحجر المنزلي.

أمضى هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا ما يقرب من نصف قرن مقطوعاً عن العالم في ظل ديكتاتورية عسكرية أحاطت نفسها بهالة من الغموض ومارست القمع بأعتى أشكاله وأودعت معارضيها السجون.

املأوا وقتكم
وكان الناشط المؤيد للديموقراطية بو كيي (56 عاماً) واحداً من آلاف السجناء البورميين في تلك الحقبة. وهو أمضى في التسعينيات 8 سنوات خلف القضبان بينها 12 شهراً في الحبس الانفرادي في زنزانة بمساحة تسعة أمتار مربعة.

وهو نشر الأسبوع الماضي عبر حسابه على فيسبوك رسالة مفتوحة لمساعدة مواطنيه القابعين في الحجر المنزلي على مواجهة فترة العزل قائلاً: "املأوا وقتكم. هذه الطريقة الوحيدة الصالحة في حالات العزلة".

تعلم لغة جديدة
وخلال فترة السجن، كرّس بو كيي وقته لتعلم الإنجليزية بمساعدة حارس كان يهرّب له يومياً صفحة من القاموس. وكان السجين يحفظ كل كلمة ثم يأكل الصفحة ليزيل الأدلة. وقد ساعده تقبل واقعه وتفادي الأنباء السلبية في الحفاظ على معنويات مرتفعة بحسب تأكيد بو كيي الذي يشير أيضاً إلى أنه اعتاد ممارسة التأمل والمشي ستة آلاف خطوة يوميا للبقاء في صحة جيدة.

ويوضح المحلل خين زاو وين الذي أمضى 11 عاماً في السجن خلال حكم المجلس العسكري: "نعود مجدداً إلى هذا الوضع غير السعيد". ويوضح خين زاو وين: "ثمة روح مقاومة قوية متجذرة في المجتمع البورمي".

وقد باتت عبارة "الناس هم الأساس" شعاراً في البلاد كررته مرات عدة الرئيسة الفعلية للحكومة أونغ سان سو تشي. وقد ظهرت في تسجيل مصور وهي تغسل يديها، وحقق هذا الفيديو انتشاراً واسعاً عبر الإنترنت وتهافت أنصارها على حسابها الشخصي عبر فيسبوك الذي فتحته خلال الأزمة لتسهيل التواصل بين السكان المولعين بهذه الشبكة الاجتماعية.

مرجع في العزل
وتشكل أونغ سان سو تشي بنفسها مرجعاً على صعيد العزل إذ إنها بقيت في الإقامة الجبرية لمدة خمسة عشر عاما. وبعد إطلاق سراحها في 2010، كشفت أونغ سان سو تشي عن طريقة تمضيتها الوقت خلال هذه الفترة متحدثة خصوصا عن قيامها بالتأمل وسماع الراديو فضلا عن قراءتها بنهم للكتب.

من ناحيته، يلفت بو كيي إلى أنه تخطى حالة الصدمة النفسية المتأتية من السجن من خلال تفادي التركيز المفرط على تاريخ إطلاق سراحه، وهي رسالة يقول إنها تنطبق أيضاً على مرحلة الوباء الذي لا يُعرف تحديداً تاريخ القضاء عليه. ويقول "ركّزوا أكثر على الأشياء التي تتمتعون بالسيطرة عليها".