الثلاثاء 7 أبريل 2020 / 11:21

صحف عربية: الأحزاب الشيعية العراقية تستخدم الكاظمي للإطاحة بالزرفي

24 - معتز أحمد إبراهيم

رصدت تقارير صحافية تطورات الأزمة السياسية الحاصلة في العراق في ظل حالة الممانعة الشيعية الشديدة التي يواجهها رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي.

ووفقا لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، فإن هناك عقبات سياسية تحول دون تعيين الزرفي، خاصة مع رفض بعض من القوى الشيعية لتعيينه وتخوف إيران من هذه الخطوة، فيما بات اسم مصطفى الكاظمي محل جدال خاصة مع سعي بعض من القوى لدعمه من أجل شغل هذا المنصب.

أزمة سياسية
رصدت صحيفة العرب اللندنية تسارع الحراك السياسي الشيعي في بغداد، وهو الحراك الساعي إلى قطع الطريق على رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي الذي طلب من البرلمان عقد جلسة للتصويت على كابينته ومنهاجه الوزاري.

ونقلت الصحيفة عن قوى شيعية تأكيدها أن الزرفي هو مرشح الاستخبارات الأمريكية، وهدفه تصفية القوى الموالية لإيران بمساعدة الولايات المتحدة، الأمر الذي يزيد من دقة الأزمة بالعراق.

وكشفت الصحيفة أن منزل زعيم منظمة بدر هادي العامري ومنزل زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم استضافا سلسلة من الاجتماعات، لبحث مصير الزرفي وإمكانية استبداله، وأفضت هذه الاجتماعات إلى التوافق على ترشيح رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي لمنصب رئيس الوزراء، وإبلاغ رئيس الجمهورية برهم صالح بذلك.

ويرجح مراقبون تحدثوا للصحيفة أن يكون التكتيك الذي يتبعه حلفاء إيران حاليا، هو استخدام الكاظمي لإطاحة الزرفي، ومن ثم إطاحة رئيس جهاز المخابرات، للتخلص من شخصيتين على علاقة واسعة بالولايات المتحدة والغرب والخليج العربي.

مرشح جديد
بدورها، قالت صحيفة الشرق الأوسط إن الزعامات الشيعية اتفقت على تعيين نائب رئيس ديوان رئاسة الجمهورية نعيم السهيل للمنصب بصورة مبدئية، ولكنها عادت وبعد نحو ساعتين من الاتفاق عليه وألغت الاتفاق.

وذكرت الصحيفة أن هذه الخطوة جاءت لترمي الكرة في ملعب رئيس الجمهورية، وهو ما يزيد من دقة المشهد السياسي في العراق. ونقلت عن رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي قوله، إن الرئيس اتصل به للحضور إلى قصر السلام ومعي النواب الموافقون على تكليفه، وذلك بعد الحصول على تأييد عدد من قيادات البيت الشيعي، غير أن التطورات توالت بصورة سلبية بعد ذلك.

وكشفت الصحيفة أن رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي الذي أعيد طرح ترشيحه منذ يومين لم يكن ضمن دائرة المرشحين الشيعة الضيقة التي ضمت بين مرشحيها الزرفي، لأن الكاظمي تم استبعاده منذ البداية بعد توجيه التهم الخطيرة له.

وأشارت مصادر للصحيفة، إلى أن الإجماع السياسي على تعيين الكاظمي لم يكن إجماعاً نهائياً، مشيرة إلى استمرار الأزمة بل حل حتى الآن.

وفي مقابل كل هذه التطورات فإن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي يرفضان تكليف الكاظمي الذي قالت مصادر مقربة منه إنه اشترط لقبوله المنصب إجماعاً شيعياً مكتوباً، الأمر الذي يعقد المسألة برمتها الآن.

الكاظمي
ورغم إعلان بعض من القوى السياسي على أن ترشيح الكاظمي يأتي في إطار محاولة الوصول إلى حل للأزمة السياسية في العراق، إلا أن بعض من الصحف العراقي رأت ان هذه الخطوة تأتي لإغلاق الطريق أمام عدنان الزرفي واستغلال ورقة "الكاظمي" لتحقيق أهدافها السياسية.

وقالت صحيفة المدى العراقية، إن هناك خمس كتل شيعية اتفقت على تسمية رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي كمرشح لرئاسة مجلس الوزراء بديلاً عن عدنان الزرفي.

وقال مختار الموسوي النائب عن تحالف الفتح في تصريح خاص للصحيفة، إن "كتل الفتح ودولة القانون والحكمة والنهج الوطني "الفضيلة" والسند الوطني توصلت إلى اتفاق لطرح اسم مصطفى الكاظمي لمنصب رئاسة الحكومة بديلاً عن الزرفي"، لافتاً إلى أن "هذه الأطراف ناقشت موضوع الترشيح في اجتماع مطول لها".

بالمقابل تؤكد كتلة النهج الوطني أن "هناك إجماعاً حصل على ترشيح الكاظمي لمنصب رئاسة الحكومة الجديدة"، مؤكدة أنها "كانت متواجدة في هذا الاجتماع وإحدى الكتل الشيعية الخمس الموقعة على التكليف".

من جهته، يعتقد مازن الفيلي، النائب عن كتلة النهج الوطني، أن "هناك عدة طرق يمكنها تجاوز الإشكال الحاصل في وجود مرشحين اثنين الأولى انسحاب الزرفي من الترشيح أو عدم دعمه داخل البرلمان في حال عُرضت كابينته الحكومية"، مؤكدا أن "هناك إجماعاً شيعياً يقف وراء تكليف الكاظمي".

سائرون
وإن كان الحديث عن أهمية القوى الشيعية يتصاعد في ظل هذه الأزمة، فإن صحيفة الصباح العراقية لفتت إلى أهمية القوى السياسي الكردية في هذه الخطوة.

وعدَّ النائب أسعد المرشدي القوى السياسية السنية والكردية بأنها أصبحت "بيضة القبان" في تمرير رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي في مجلس النواب، وقال النائب عن كتلة سائرون البرلمانية، علي سعدون اللامي، أن الكتلة ستصوت لمنح الثقة بكامل نوابه لحكومة الزرفي المرتقبة.

وأوضح اللامي أنَّ "التحالف سيصوت لمنح الثقة بكامل نوابه لحكومة الزرفي المرتقبة"، مشيراً إلى أنه" لا يوجد انفراد في الرأي بشأن تمرير حكومة المكلف برئاسة الوزراء".

وأضاف اللامي أن "تحالف سائرون يرى أنه من الضروري اختيار شخصية تقوم بمهام رئيس الوزراء وتتحرك بجميع الصلاحيات في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العراق"، مبيناً أن "موقف سائرون ثابت وسيصوت بكامل نوابه لرئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي في حال تم عقد جلسة البرلمان التي ستخصص لتمرير حكومة الزرفي".