الثلاثاء 7 أبريل 2020 / 12:29

"كأس سم" عراقي يتجرعه "الإيرانيون" بترشيح الكاظمي بدلاً من الزرفي

يتعاطى النظام الإيراني مع المسائل العراقية كأنها من ضمن ممتلكاته، رغم أنها كانت "كأساً من السم" في ثمانينات القرن الماضي، حين أعلن أعلن عام 1988 الزعيم روح الله الخميني "تجرع الكأس" مضطراً الموافقة على هدنة أممية أنهت الحرب العراقية الإيرانية.

واليوم، يتجرع النظام الإيراني كأس السم من جديد مقابل منع وصول المكلف عدنان الزرفي لتشكيل حكومة في العراق.

الموقف الإيراني أوصله القيادي في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني، وكأس السم الذي تجرعه هو ترشيح رئيس جهاز المخابرات، مصطفى الكاظمي، الذي رفضت طهران ترشيحه قبل أقل من شهر، والمتهم من بعض الأطراف في الحشد الشعبي بالمساهمة مع آخرين بإيصال معلومات للأميركيين ساهمت باغتيال القيادي الإيراني قاسم سليماني ومعه القيادي بالحشد أبو مهدي المهندس.

ترشيح الكاظمي جاء بعد زيارة قآني لبغداد، انتهت الزيارة التي وصفت بالفاشلة بسبب عدم قدرة القيادي بالحرس الثوري على جمع القوى الشيعية بموقف واحد ضد الزرفي. أركان من "البيت الإيراني"، عقدوا اجتماعا في مكتب زعيم "تحالف الفتح" هادي العامري بحضور نوري المالكي زعيم "ائتلاف دولة القانون" وقيادات شيعية أخرى. بالإضافة إلى رئيس "تيّار الحكمة الوطني"، عمّار الحكيم.

البارز في الاجتماع غياب كتلة "سائرون"، المدعومة من زعيم "التيّار الصدري"، مقتدى الصدر، وهو أحد داعمي الزرفي، بالإضافة إلى حيدر العبادي زعيم "تحالف النصر" الذي يصر على تمسكه بالزرفي، ويعتبر أن المساس بالسياقات الدستورية إمعان في تدمير مقومات الدولة. وكذلك لم يحضر الاجتماع أي ممثل للمرجعية الشيعية علي السيستاني، بالرغم من أن النجف أيدت بالسابق ترشيح الكاظمي بصفته محايدا، وليس محسوباً على "الفاسدين"، ويفترض أنه مكروه من إيران وميليشياتها. واللافت بالموافقة الإيرانية على الكاظمي أنه ليس مرفوضاً من قبل الأميركيين، بل هو من المرضي عنهم في واشنطن.

ولكن لماذا يصر قاآني على تغييب الزرفي وطرح الكاظمي الذي لا يوجد عليه أي موانع أمريكية؟ السر يكمن في أن الإيرانيين يريدون الكاظمي من ضمن شروط تحمي مصالح طهران وأتباعها وقدرتهم للوصول إلى جزء من المصادر الاقتصادية والمالية العراقية والحفاظ على سلاحهم، على أن يكون – الكاظمي - مرشحاً توافقياً مع الأمريكيين، يمكنه فتح باب للتفاوض مع واشنطن يؤدي إلى رفع العقوبات ولو جزئياً.

أما الخوف الإيراني من الزرفي مرده إلى رفضه العلاقة غير الدستورية بين السلطات في بغداد والميليشيات التي تفرض بقوة سلاحها "أجندة" أجنبية تخدم مصالح دولة أخرى، وهو تصريح كان أكد فيه على تحييد العراق عن أزمات المنطقة وورفضه السلاح الميليشيوي وتأكيده على وضع السلاح في يد الجيش والأمن العراقيين فقط.

تزامناً، طهران لم تترك اجتماع "أركانها" يمر من دون توجيه رسالة ثانية، في محاولة لدفع الأمريكيين إلى الموافقة على مرشح توافقي، يحفظ شؤون إيران والولايات المتحدة في العراق. الرسالة تهديد وجهها 8 فصائل مسلحة، معلنين الجهوزية لمهاجمة القوات الأمريكية، وفي بيان لها طالبت رئيس الجمهورية بسحب ترشيح الزرفي، ووصفته بالخيار الأمريكي، والفصائل هي عصائب أهل الحق، حركة النجباء، كتائب سيد الشهداء، حركة الأوفياء، حركة جند الإمام، كتائب الإمام علي، سرايا عاشوراء، سرايا الخرساني. أي القوى التي يقودها مستشارين إيرانيين.