الثلاثاء 7 أبريل 2020 / 13:12

إيران تستغل كورونا لإجبار أمريكا على الخروج من العراق

حذر الباحث الأمريكي الإيراني الأصل ماجد رافيزاده من أن الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران باتت، خلال الأسابيع الأخيرة، أكثر قوة وتجرؤاً على مهاجمة القوات الأمريكية في العراق وتعزيز مصالح طهران الجيوسياسية والاستراتيجية والإيديولوجية، معتبراً أن السلطات الإيرانية ووكلاءها العراقيين أحرزوا تقدماً كبيراً في الضغط على القوات الأمريكية.

التوترات المتصاعدة مع الولايات المتحدة قد تقود إلى إضعاف النظام السياسي العراقي وزيادة عدم الاستقرار في البلاد، وهو ما يصب في صالح نظام الملالي

 ويفيد المسؤولون الأمريكيون عن هجمات وشيكة يومية تقريباً ضد القواعد الدبلوماسية أو العسكرية الأمريكية في العراق. وبالفعل شعر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقلق، وغرد الأسبوع الماضي قائلاً: "بناء على معلومات واعتقاد، تخطط إيران أو وكلاؤها لشن هجوم ضد القوات أو الأصول الأمريكية في العراق، وإذا حدث هذا، فإن إيران ستدفع ثمناً باهظاً للغاية".

الانتقام لاغتيال سليماني
ويوضح الباحث في مقال بصحيفة "عرب نيوز" أن ثمة أسباباً عدة وراء تصعيد إيران ووكلائها للهجمات ضد الكيانات المرتبطة بالولايات المتحدة، أولها اعتقاد القادة الإيرانيين والميليشيات الشيعية أنهم لم ينتقموا بعد بشكل مناسب لمقتل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق الذي اغتالته الولايات المتحدة في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي إلى جانب العديد من قادة الميليشيات الشيعية العراقية بما في ذلك أبو مهدي المهندس. ولم ينته انتقام إيران إلى الآن؛ لأن مقتل سليماني كان ضربة ضخمة لنظام الملالي في طهران ومكانته على الساحة الإقليمية والعالمية.

ويواصل القادة الإيرانيون، وخاصة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله على خامنئي التذكير بمقتل سليماني، وكتب في موقعه الرسمي بتاريخ 31 مارس (آذار) الماضي: "كان اغتيال الجنرال سليماني ورفاقه من قبل الولايات المتحدة بمثابة نقطة تحول في التطورات المتعلقة بالأمن في منطقة غرب آسيا المضطربة والسياسات العدائية للولايات المتحدة تجاه إيران. وقد أغلق اغتيال سليماني الباب أمام جميع المساعي لإدارة التوتر وتخفيفه".

وتحقيقاً للانتقام، يسعى ملالي طهران، بحسب الباحث، إلى إخراج القوات الأمريكية من العراق، والمنطقة بأكملها، الأمر الذي سوف يسمح لهم بممارسة المزيد من النفوذ في العراق والسيطرة بفاعلية على مؤسساته السياسية والأمنية والدينية.

وينقل الباحث عن موقع خامنئي تعليقه على هذه المهمة "إن أهم تداعيات اغتيال الجنرال سليماني بالنسبة للسياسات الأمريكية في غرب آسيا يتمثل في تشكيل إجماع إقليمي بين الناس وجماعات المقاومة لطرد القوات الأمريكية من المنطقة".

الضغط على القوات الأمريكية
ويعتبر الباحث أن ملالي طهران قد حققوا بالفعل انتصاراً سياسياً عندما صوت البرلمان العراقي على طرد القوات الأمريكية من البلاد في أعقاب هجوم مطار بغداد الذي أودى بسليماني. وتستغل طهران هذا التصويت من خلال تعبئة ميليشياتها الشيعية واستهداف القواعد المرتبطة بالولايات المتحدة.

وترى السلطات الإيرانية ووكلاؤها في العراق أنهم حققواً تقدماً ملحوظاً في الضغط على القوات الأمريكية للانسحاب من البلاد، وعقب الهجمات الأخيرة، قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها، بما في ذلك فرنسا، بسحب قوات عسكرية من العراق. وقد تفاخر خامنئي في خطاب له خلال شهر فبراير (شباط) الماضي بأن القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في المنطقة ستكون عديمة الفائدة.

ولكن يشدد الباحث على أن التوترات المتصاعدة مع الولايات المتحدة قد تقود إلى إضعاف النظام السياسي العراقي وزيادة عدم الاستقرار في البلاد، وهو ما يصب في صالح نظام الملالي؛ إذ يزدهر فيلق الحرس الثوري والميليشيات الإيرانية بسبب النزاعات وانعدام الأمن والفوضى في المنطقة. ويتيح عدم الاستقرار والعنف لميليشيات إيران التورط في جرائم مختلفة ضد المدنيين بما في ذلك عمليات الإعدام والتعذيب واستخدام الأطفال كجنود وهدم المباني على نطاق واسع، إلى جانب الهجمات العشوائية والقيود غير القانونية على حركة الأشخاص الفارين من القتال.

أزمة كورونا
ويلفت الباحث إلى سبب آخر لزيادة الهجمات على المصالح الأمريكية في العراق ويتمثل في تركيز الولايات المتحدة في الوقت الراهن على أزمة فيروس كورونا. ويعتقد نظام الملالي أنه من المستبعد أن تنخرط الولايات المتحدة في هجمات عسكرية في الشرق الأوسط. وحتى الآن ردت واشنطن على هجمات الميليشيات المدعومة من إيران في العراق بفرض عقوبات فقط، كما أدرجت خلال الأسبوع الماضي 5 شركات مقرها في إيران والعراق و15 شخصاً في قائمتها السوداء لدعم الجماعات الإرهابية.

ويختتم الباحث قائلاً: "مع عدم إنجاز إيران انتقامها لمقتل سليماني حتى الآن، وانشغال الولايات المتحدة بأزمة انتشار فيروس كورونا، فإن طهران وميليشياتها تغتنم الفرصة لمحاولة إخراج جميع القوات العسكرية الأمريكية من العراق".