بريطانيا تستنجد بعمالقة التواصل الاجتماعي لمواجهة مزاعم ربط 5G بكورونا

وسيجتمع وزراء من الحكومة مع مسؤولين من هذه الشركات، بعد أن تم إضرام النار في الصواري المتنقلة لشبكات الجيل الخامس في برمنغهام وميرسيسايد وبلفاست، بعد انتشار هذه النظريات على الإنترنت.

ووصفت شركات الهاتف المحمول المخاوف التي تربط بين شبكات الجيل الخامس والإصابة بفيروسات كورونا بأنها "لا أساس لها"، بينما اعتبرت الحكومة مثل هذه المزاعم بأنها ضارة بالصحة العامة.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء، بوريس جونسون، إن فكرة أن تكون صواري 5G مسؤولة عن انتشار فيروس كورونا هي "نظرية مؤامرة مجنونة".

وأضاف المتحدث "لا يوجد دليل علمي على أن هذه الشبكات تشكل أي تهديد لصحة الإنسان، وقد تم تأكيد أنها آمنة من قبل هيئة مراقبة الإشعاع الشهر الماضي".

وبالإضافة إلى حرق الصاري، يواجه المهندسون تهديدات جسدية ولفظية من الذين يعتقدون بهذه النظريات التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن بين المخاوف التي ينشرها البعض ومن بينهم مشاهير على شبكات التواصل الاجتماعي، أن صواري شبكات الجيل الخامس للإنترنت تضعف مناعة الجسم.

وسيجتمع وزير الثقافة البريطاني أوليفر دون مع مسؤولين من فيس بوك وتوتير وواتس أب ويوتيوب، بهدف توجيه رسالة إلى المواطنين مفادها أن هذه الادعاءات باطلة.

وقال متحدث باسم وزارة الثقافة والإعلام والرياضة في المملكة المتحدة لبي بي سي إن هناك العديد من التقارير حول الأضرار التي تعرضت لها الصواري، وحوادث الإساءة إلى مهندسي الاتصالات.

وأضاف المتحدث "سيواجه المسؤولون عن هذه الأعمال الإجرامية القوة الكاملة للقانون. يجب على شركات وسائل التواصل الاجتماعي أن تتصرف بمسؤولية أيضاً، وتتخذ إجراءات أكثر سرعة، لوقف الانتشار هذا الهراء على منصاتها مما يشجع مثل هذه الأعمال التخريبية".


ويقول الدكتور بول كارتر، الرئيس التنفيذي لشركة جلوبال وايرلس سوليوشنز، إن تدمير البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس سيتسبب في مشاكل لشبكة الهاتف المحمول بأكملها.

وأضاف كارتر "لأننا لا نزال في المرحلة الأولى من طرح شبكات الجيل الخامس، لا تزال هذه الشبكات مدعومة بتقنيات الجيل الرابع، وتعملان معاً لتأمين تغطية مستمرة للعملاء".

وأوضح كارتر "من خلال إتلاف أي بنية أساسية للشبكة، يزيد المخربون من احتمال عدم قدرتهم على الحصول على اتصال محمول عندما يحتاجون إلى استخدام هواتفهم، وهو أمر مثير للقلق بشكل خاص مع اضطرار الكثيرين للبقاء في المنزل والاعتماد على الهواتف أكثر من أي وقت مضى".

وقال سكرتير مجلس الوزراء مايكل جوف إن النظريات التي تنتشر من مختلف وسائل الإعلام الاجتماعية مجرد "هراء" وتشكل خطراً على المجتمع والصحة العامة.

ووصفت منظمة الصحة العالمية انتشار المعلومات المضللة حول فيروس كوفيد-19 على وسائل التواصل الاجتماعي بأنها وبائية، وفيما يتعلق بشبكات 5G بشكل عام قالت منظمة الصحة العالمية "تم إجراء عدد كبير من الدراسات على مدى العقدين الماضيين، لتقييم ما إذا كانت الهواتف المحمولة تشكل خطراً صحياً محتملاً، و حتى الآن، لم يثبت وجود آثار صحية ضارة بسبب استخدام الهاتف المحمول".

وقال برندان رين، أستاذ علم الأمراض الجرثومية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، إن الاتصال بين سارية الهاتف والفيروس سيكون "مستحيلًا بيولوجياً وفيزيولوجيا".

وكانت شركة فيس بوك حذفت العديد من الصفحات التي تروج لنظريات المؤامرة، وقالت الشركة إن  الصفحات انتهكت سياسيتها لأنها تتسبب بضرر حقيقي للعالم من المحتوى التي تقوم بمشاركته.

يذكر أن العديد من النظريات حول تأثير شبكات الجيل الخامس قد ظهرت في الآونة الأخيرة، حيث تم ربط هذه الشبكات بتأثيرات ضارة على جسم الإنسان، مثل العقم والسرطان والزهايمر، وآخرها احتمال نشرها لفيروس كورونا، لكن الدراسات لم تؤكد أياً من هذه الأضرار حتى الآن.