غلاف أسطوانة "منزل ماكيدبا" (من المصدر)
غلاف أسطوانة "منزل ماكيدبا" (من المصدر)
الخميس 9 أبريل 2020 / 00:13

منزل ماكيدبا.. إصدار تسجيلي للفنان مويانغا احتفاء بفنانة حاربت العنصرية

أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون، في بيان اليوم الأربعاء، إطلاق أول إصداراتها التسجيلية على أسطوانات الفينيل، بعنوان "منزل ماكيدبا" للفنان نيو مويانغا، الذي قدمه للمرة الأولى في بينالي الشارقة 14 في 2019)، احتفاءً بذكرى المغنية الجنوب إفريقية الراحلة ميريام ماكيبا.

ورغم الكتابات الكثيرة التي تناولت ماكيبا بوصفها مغنية جاز ومثقفة طليعية، إلا أن دورها تقلص في التاريخ الحديث ليتحول إلى مجرد سطرٍ مكتوب على الهامش، ولم يأت التاريخ الحديث على ذكرها بعد عجزها عن العودة إلى ديارها بسبب إجهارها بآرائها المناهضة لنظام الفصل العنصري ، عاشت ماكيبا لفترة في "إفريقيا المسلمة". 

وحسب مويانغا، تكمن قيمة ماكيبا اليوم في أنها توجّهنا إلى مستقبل عالمي حافل بالاحتمالات التي تفترض أن الوطن مكان ثابت ومتجانس وآمن.

لا يعدّ العمل الصوتي "منزل ماكيدبا" تكريماً لميريام ماكيبا فقط، بل وأيضاً لماكيدا أو بلقيس، ملكة سبأ، حيث تتداخل في المشروع أصوات الشخصيتين، ويتساءل مويانغا احتمال ما يعنيه لو أنهما لم تولدا بفارق أكثر من 2000 عام، بل كانتا معاصرتان تعرفان بعضهما وتتحدثان أيضاً معاً.

في ضوء الوباء العالمي المستمر، كتب مويانغا بعض الأفكارعن العمل وأصوله، متناولاً السياق الحافل بالمعاني الذي يمكن أن يقدمه لمن يراوده شعور النزوح من الحرية والأمان والأمن المالي، وذلك عبر سيرة ثلاث نساء ملهمات تخطين اليأس في الأوقات الحالكة:

"تخطى المنفى، المعنى الماثل بكونه فترة محدّدة مرتبطة بعمر ثوري واحد، بل أسلوب حياة يومي، مجسداً إحدى السمات المميزة للواقع المعاصر في القرن الحادي والعشرين. يعيش العديد من الناس في جميع أنحاء العالم بشكل دائم كمواطنين نازحين مهملين، وهذا يجعلهم أعضاء في ما أطلق عليه علماء الاجتماع بريكاريا، وهي فئة الذين يعيشون في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية غير مستقرة أو آمنة. ونتيجة لذلك، أصبحت العديد من الأمراض الاجتماعية والعلل الجسدية أيضاً جزءاً من الوضع الراهن، حتى في أجزاء كثيرة من العالم التي لا تعدّ، من الناحية الفنية، في حالة حرب". 

"منزل ماكيدبا، هو تسجيل التأمل الصوتي لمفهوم المنفى، وما يصاحب ذلك من عرض خيالي لرعب مفاده أن تهديد اليأس العميق قد ينتصر قريباً، وتم تسجيل العمل بشكل حي مع مجموعة من المغنين والآلات الإلكترونية الموجودة في كيب تاون، لجنوب إفريقيا، وهي محاولة للنظر من جديد في الإرث الذي وهبته لنا شخصيات بارزة مثل ماكيدا الملكة الأسطورية في سبأ، وماكسكي الناشطة والقيادية الثورية الإفريقية، وماكيبا، الأم الفذة للأغنية الأفريقية، وتقدم لنا حياة النساء الثلاث دليلاً على كيفية خلق الأمل في أوقات اليأس".

نيو مويانغا
نيو مويانغا مؤلف موسيقي وعازف، وكاتب أغان خاصة بالمسرح والأوبرا. 

تجول مويانغا في بقاع كثيرة من العالم مقدّماً عروضاً فردية أو بالاشتراك مع فرق موسيقية. ألف مسرحيات موسيقية، وأغاني كورالية، وعدداً من الأعمال الأوبرالية لموسيقا الحجرة والفرق الأوركسترالية.

شارك في 2008 في تأسيس المنصة الموسيقية الحية والبوابة الإلكترونية التقنية الأفريقية "سبيس ستيشن" بالتعاون مع الناشر والمحرر نتون إجابي، وتعاون في 1996 مع الثنائي الغنائي بلك سونشاين وماساوكو تشيبيمبير.

له العديد من الألبومات: "القراءة المستعملة" 2016، و"تورو سي سيكيتي" 2015، و"ديبالو" 2011، "حياة طيبة" 2009، و"النار المجاعة الطاعون والزلازل" 2007، و"غرفة الاستماع" 2003 و"بلك سونشاين" 1999. نُشِر له: الأوبرا "قلب الاحمرار" 2015، وأوبرا موسيقى الحجرة "زهرة شمبي" 2012، والمسرحية الموسيقية "ذاكرة الشعور" 2010.

شارك مويانغا في برنامج الإقامة في مهرجان موزارت الدولي في جوهانسبرغ 2017 والمهرجان الوطني للفنون في جنوب أفريقيا 2017، برنامج بيرلينر كونستلير ديس داد 2016.

وساهم في المنظمات الناشطة "سونك للعدالة الجندرية"، و"إكوال إديوكيشن" وجمعية تنمية الموارد المجتمعية، وعمل باحثاً منتسبا في كلية الدراما في جامعة كيب تاون، ومركز الدراسات الأفريقية، ومعهد ويتس للبحوث الاجتماعية والاقتصادية، وايسر، ومعهد بحوث العلوم الإنسانية، جامعة كاليفورنيا في إيرفين. وهو أيضا زميل في مبادرة القيادة الأفريقية ومعهد أسبن.

درس "مادريغال الغناء" غناء مجموعة من الأصوات دون موسيقى وكل صوت يؤدي نغمة مختلفة، بإشراف المايسترو بييرو بوكلن في كلية العالم المتحدة في تريستي، إيطاليا.

ولد في سويتو، ويعيش ويعمل حالياً في كيب تاون.