الخميس 9 أبريل 2020 / 14:35

إيران تتمدد في حلب بعد تدمير قواعدها بالجنوب والوسط السوري

يستمر الإيرانيون في مدينة حلب السورية بمحاولة تمديد وجودهم مع الميليشيات التابعة لهم، عبر بناء قواعد عسكرية جديدة، والتغلغل في مجتمعات تعاني الفقر بسبب الحرب، من خلال دفع الرواتب وتقديم الدعم الغذائي والحماية من الميليشيات المختلفة، والتي للمناسبة معظمها مدعوم إيرانياً.

وشهدت الأطراف الغربية لمدينة حلب خلال الساعات الماضية تفجير مستودعات إيرانية، إثر وقوع اشتباكات عنيفة بين ميليشيات مختلفة ممولة من الإيرانيين، هذه الاشتباكات أدت إلى مقتل عناصر من "لواء فاطميين" الأفغاني مقابل عناصر عراقيين من جماعة الحشد.

وبالتزامن، شهدت بلدة ميزنار انفجارات عنيفة، أدت إلى تدمير عدد من المباني واحتراق بعضها بسبب النيران التي خلفتها الانفجارات والتي استمرت لساعات، وشوهدت بوضوح في مناطق مختلفة من ريف حلب الشمالي الغربي.

وأكدت مصادر ميدانية وقوع انفجارات في مستودع للذخائر تابع للميليشيات الإيرانية، وحزب الله، وهي مواقع تخزين أسلحة استحدثت من قبل الميليشيات اللبنانية خلال شهر مارس (آذار) الماضي إثر ضربات مجهولة المصدر استهدفت مواقع لها في البوكمال على الحدود العراقية.

ودفعت هذه الضربات الميليشيات إلى الابتعاد شمالاً واحتلال مناطق مهجورة من سكانها، لتعيد انتشارها فيها بمناطق ريف حلب الغربي والضواحي التي سيطرت عليها مؤخراً.

واستمرت انفجارات الساعات الأخيرة لفترة طويلة، وسمعت بشكل متوالٍ بسبب انفجار ذخائر وصواريخ مخزنة، وتسببت بمقتل 3 عناصر على الأقل، منهم عنصر من حزب الله، واثنين آخرين من الميليشيات الإيرانية، ولم يعرف سبب الانفجار إن كان قد وقع بسبب الاشتباكات أم لسوء تخزينها، في حين لم يستعبد أن يكون طيران مجهول وراء الانفجار.

بالاتجاه نحو الشرق، شيعت الميليشيات أيضاً جثث 4 عناصر تابعة لميليشيات "لواء القدس" في الحرس الثوري، بعدما أعلن عن مقتلهم بانفجار لغم أرضي بهم في بادية دير الزور، وذكرت ميليشيات "لواء القدس" أن عناصرها قتلوا نتيجة انفجار لغم أرضي بآليتهم أثناء تمشيط منطقة "الشولة" باتجاه الرصافة.

المصادر أكدت أن القتلى سقطوا نتيجة الخلافات بين عناصر ميليشيات مختلفة مدعومة إيرانيا في المنطقة، وذلك بعد مقتل أحد عناصر ميليشيات "الدفاع الوطني" خلال مواجهات في منطقة جبل "البشري" القريب من نهر الفرات.

وشهد التمدد الإيراني في جنوب سوريا ضربات عنيفة وجهتها طائرات إسرائيلية أدت إلى مقتل قياديين كبار في "الحرس الثوري" وحزب الله اللبناني، فالمعركة اشتدت منذ نهاية 2015 حيث لاحقت صواريخ قادمة من الجولان ضباطاً ومستشارين وعناصر من الطرفين لتصل إلى مواقع عسكرية في مطار دمشق، وحتى طائرات شحن إيرانية كانت تنقل أسلحة وصواريخ.

أما في وسط سوريا، فشهدت مواقع الإيرانيين وحلفائهم من الفصائل العراقية بالحشد الشعبي وحزب الله ضربات مختلفة بعضها من الإسرائيليين وغيرها من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وصولاً إلى ما سمي بطائرات مجهولة استطاعت تحويل أماكن مثل مطار "تي فور" إلى "مقبرة" للطائرات المسيرة وأسلحتها.

وكما يبدو، فإن إصرار الإسرائيليين على إبعاد ميليشيات إيران والحرس الثوري إلى مسافة 85 كلم شمال دمشق سيكون ثمنه حروب جديدة في الشمال، وهو ما يعني إطالة الأزمة التي دخلت عامها التاسع.