الخميس 9 أبريل 2020 / 23:33

الإمارات تترأس الاجتماع الطارئ للجنة التوجيهية لمنظمة التعاون الإسلامي

عقد اليوم الاجتماع الطارئ للجنة التوجيهية لمنظمة التعاون الإسلامي المعنية بالصحة حول جائحة فيروس كورونا الجديد، عن بعد بتقنية الفيديو، برئاسة وزير الصحة ووقاية المجتمع عبد الرحمن بن محمد العويس وحضور الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، ووزير الصحة في السعودية الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ووزراء الصحة في مالديف، وباكستان، وتشاد، وماليزيا، والسودان، واندونيسيا، وموريتانيا، ومصر، وتركيا، وممثلين عن منظمات إقليمية ودولية.

وذلك في إطار رئاسة الإمارات، للدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الصحة.

ويهدف الاجتماع الذي جاء تجسيداً لميثاق المنظمة الداعي إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في حالات الطوارئ الإنسانية، إلى تبادل المعلومات والخبرات ومناقشة أساليب ووسائل تنسيق عملية الاستجابة لاحتواء تداعيات وباء فيروس كورونا الجديد، بين الدول الأعضاء في المنظمة، ومجابهة الآثار الناجمة عنه عالمياً.

وأشاد المجتمعون بدولة الإمارات، التي ترأس هذا الاجتماع، معبرين عن تقديرهم لسرعة تجاوبها في عقده ورئاسة وزير الصحة ووقاية المجتمع لأعمال الاجتماع الطارئ، وثمّنوا قيام الدول الأعضاء باتخاذ خطوات استباقية وقائية، وعلاجية واحترازية، لمنع انتشار المرض، معربين عن شكرهم وتقديرهم لجميع العاملين الصحيين في الواجهة الأمامية وغيرهم ممن يقدمون الخدمات الأساسية لمختلِف أفراد المجتمع في هذه الأوقات العصيبة بتفانٍ وجُهدٍ دؤوب وأثنوا على ما أحرزته بعض الدول الأعضاء من تقدم في مجال المختبرات المتخصصة، وما قدمته من دعم مادي لمنظمة الصحة العالمية، ولتعاونها مع المجتمع الدولي، واتخاذها تدابير احترازية حازمة لمنع تفشي الوباء، وتوفيرها الإمكانات الطبية واللوجستية لعزل وعلاج الحالات المشتبه فيها، أو المصابة بين مواطنيها والمقيمين فيها.

كما نوّه الاجتماع إلى أهمية دور القيادات الدينية والمجتمعية وفقهاء الإسلام في رفع مستوى الوعي العام لدى المسلمين وحماية صحة وحياة الأفراد في الدول الأعضاء.

وأشادوا بما تبذله منظمة التعاون الإسلامي ومؤسساتها ذات الصلة، بما فيها البنك الإسلامي للتنمية، بإنشاء مركز التأهب والاستجابة الاستراتيجي، لمساعدة أكثر الدول الأعضاء عُرضةً للخطر على التخفيف من الآثار السلبية الناجمة عن الفيروس على الصعيد الصحي والاجتماعي والاقتصادي.

ونوه المشاركون بجهود المنظمات والهيئات الدولية، لمجابهة التحديات العالمية الناجمة عن هذه الجائحة، والمساهمة في تعزيز الصحة العامة عالمياً.

وأكد وزير الصحة ووقاية المجتمع عبد الرحمن بن محمد العويس على أهمية الاجتماع في ظل الوضع الاستثنائي للتحدي الصحي الذي تواجهه دول العالم بما فيه الدول الإسلامية، والمتمثل بجائحة فيروس كورونا، الذي يشكل امتحاناً لقدرة الدول والنظم الصحية على مدى استعدادها للتعامل مع تداعيات المرض. مشيراً إلى أن التعاون بين الدول الأعضاء لم يكن مُلحاً كما هو الآن، لتعزيز جهود التكاتف والتنسيق بين الدول الاسلامية، لاحتواء تفشي الفيروس والتخفيف من آثاره على الصحة والاقتصاد والمجتمع في دول المنظمة وخاصة في الدول محدودة القدرات، وإيجاد آلية مشتركة تضمن للجميع تجاوز المحنة الصحية العالمية بتضافر الجهود والقدرات التي تجمع دول المنظمة إنسانياً مع جميع دول العالم.

وأوضح أن الإمارات وبتوجيهات قيادتها الرشيدة، ومنذ بداية ظهور الفيروس، أدركت أهمية مسؤوليتها الإنسانية وأعلنت تضامنها مع الجهود العالمية لاحتواء تداعيات انتشار الجائحة، فقدمت مختلف أشكال الدعم والمساعدة للعالم، ومساعدات عينية لمنظمة الصحة العالمية، بالإضافة لعدة مبادرات إنسانية ومن أهمها "الإمارات وطن الإنسانية" بإجلاء رعايا دول شقيقة وصديقة من بؤر انتشار الفيروس، ونقلهم إلى "مدينة الإمارات الإنسانية" في العاصمة أبوظبي.

وأضاف، وعلى صعيد العلاقات الإنسانية قام ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالتواصل مع فضيلة شيخ الأزهر وقداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية وذلك تجسيداً لمبادئ "وثيقة الاخوة الإنسانية" على أرض الواقع، مؤكداً استعداد دولة الإمارات لمد يد العون والمساعدة لجميع الدول من كل الأديان والأعراق، كما قامت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في إمارة دبي باعتبارها أكبر مستودعات الإغاثة الإنسانية حول العالم، والتي تقدم خدماتها للمنظمات والوكالات الأممية والمنظمات الدولية، بدعم جهود المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق البحر المتوسط لإيصال الإمدادات الطبية والمستلزمات الضرورية إلى 53 دولة حول العالم في خلال الربع الأول من هذا العام.

وأشار العويس إلى قيام الإمارات بتأسيس أكبر مختبر لتشخيص كورونا في العالم خارج الصين، والذي يسهم في تمكين الإمارات من مواصلة المتابعة النشطة وتوفير أعلى معدلات الفحص قياساً بعدد السكان على مستوى العالم، وفق البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، مشيداً بجهود السعودية لاتخاذها كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية غير المسبوقة التي تهدف إلى مكافحة الفيروس، والحد من انتشاره في مكة والمدينة، وعموم السعودية، ومؤكداً التزام دولة الإمارات بتعزيز التضامن والتعاون بين كافة الدول الأعضاء على الصعيد الإسلامي والصعيد العالمي في احتواء مواجهة ومكافحة فيروس كورونا الجديد.