آلية تعقم شارعاً في طهران.(أرشيف)
آلية تعقم شارعاً في طهران.(أرشيف)
الجمعة 10 أبريل 2020 / 12:51

ثلاثية السلوك الخبيث لإيران لا تتيح لها مساعدة من صندوق النقد

رأى الصحافي بوبي غوش أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محق في منع مساعدة صندوق النقد الدولي لإيران؛ خاصة أن هناك طرقاً أخرى أقل خطورة وأكثر شفافية لمساعدة الإيرانيين الذي يعانون من انتشار جائحة فيروس كورونا.

رغم الوباء لايزال دعم نظام الملالي للجماعات الطائفية والإرهابية مستمراً في أماكن مثل العراق، كما صعدت الميليشيات التابعة لها من العنف

وأشار غوش، في تقرير بموقع "بلومبرغ"، إلى أن إدارة ترامب تعتزم عرقلة طلب إيران للحصول على قرض طارئ بقيمة 5 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي يقول المسؤولون الإيرانيون إنهم يحتاجون إليه للتعامل مع فيروس كورونا.

تمويل شبكة الوكلاء
ولكن الولايات المتحدة لديها أسباب وجيهة للرفض؛ وهي واثقة من أن هذا القرض قد يؤدي إلى تسهيل مهمة نظام الملالي في تمويل شبكته الواسعة من الجماعات الإرهابية ووكلائه من الميليشيات في أنحاء الشرق الأوسط.

وتقول الولايات المتحدة إن لدى إيران الأموال الكافية للتعامل مع أزمة كورونا، مشيرة إلى مليارات الدولارات المتوافرة في صندوق الثروة السيادي والتي سحب منها الرئيس الإيراني حسن روحاني نحو مليار يورو هذا الأسبوع من أجل مكافحة كورونا.

وعلى الرغم من أن الرفض الأمريكي لطلب القرض كان متوقعاً، إلا أن الشخصيات البارزة في نظام الملالي ردت بغضب شديد واعتبرته "جريمة ضد الإنسانية"، كما يحتج روحاني ضد ما يراه "تمييزاً بين الأمم"، ويُذكّر المجتمع الدولي بواجباته في هذه الأزمة الوبائية.

الفيتو الأمريكي
وبحسب الصحافي، يطالب روحاني الدول المتعاطفة مع إيران بمحاولة الالتفاف على الكتلة الأمريكية في صندوق النقد الدولي، ولكن الولايات المتحدة لديها أكثر من 16,5% من أسهم التصويت في صندوق النقد الدولي، وهي الدولة الوحيدة التي لديها حق استخدام الفيتو من بين الدول الأعضاء.

ويقول التقرير: "قد يتطلب الأمر نفوذاً مشتركاً من الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا لإقناع بقية العالم بمعارضة إدارة ترامب، ولكن الولايات المتحدة ليست بمفردها في هذا الموقف ويمكنها الاعتماد على حلفائها في منطقة الشرق الأوسط".

ويورد الصحافي أن سلوك إيران لا يعزز قضيتها. فرغم الوباء لايزال دعم نظام الملالي للجماعات الطائفية والإرهابية مستمراً في أماكن مثل العراق، كما صعدت الميليشيات التابعة لها من العنف. وهذا يثبت المنطق الأمريكي في أن حصول نظام الملالي على مساعدة من صندوق النقد الدولي سيقود إلى تحويل المزيد من الأموال للإنفاق على هذه الأنشطة الإرهابية بدلاً من مكافحة وباء فيروس كورونا.

سلوك إيران الخبيث
وعلاوة على ذلك، لم تبطئ إيران سعيها للحصول على التكنولوجيا النووية منذ فتك فيروس كورونا بعشرات الآلاف من الإيرانيين. وخلال الشهر الماضي أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن طهران تعرقل الجهود لتوضيح الأنشطة النووية السابقة. وفي الوقت نفسه يهدد نظام الملالي بالانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي إذا تمت إحالة الملف النووي الإيراني على مجلس الأمن.

ومن أجل استكمال ثلاثية السلوك الخبيث، يبدو أن الإيرانيين يعرضون إطلاق سراح الأمريكي مايكل وايت، مقابل 5 مليارات دولار، وهو مبلغ فدية ضئيل مقارنة مع الرقم القياسي السابق الذي حدده نظام داعش الإرهابي للإفراج عن مجموعة تتألف من 26 مواطناً قطرياً.
وبينما يواصل نظام الملالي سلوكه في تهديد الدول المجاورة والولايات المتحدة، فإن طهران لم تُظهر بعد جدية كافية في التعامل مع وباء فيروس كورونا داخل البلاد، ولا يزال المرشد الأعلى الإيراني وكبار المسؤولين يؤكدون أن كورونا هو سلاح بيولوجي أمريكي.

مساعدة الشعب الإيراني
ويدعي روحاني بأن العقوبات لم تؤثر على قدرة حكومته في التعامل مع أزمة كورونا، وأنه يمكن استئناف بعض الأنشطة التجارية الأسبوع المقبل، رغم تحذيرات مسؤولي الصحة من أن الخطر لم ينته بعد. كما عاد البرلمان الإيراني إلى الانعقاد، حتى مع استمرار انتشار العدوى بين أعضائه، وكان رئيس البرلمان على لاريجاني من بين آخر المحجورين بسبب الفيروس.

ومع ذلك، يحض الصحافي المجتمع الدولي على تحمل مسؤولية مساعدة الشعب الإيراني المتورط في هذه الأزمة، وذلك من خلال آليات لا تقود إلى تمكين نظام الملالي؛ مثل تقديم المساعدة العينية وليس النقدية تحت إشراف دقيق من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية. وإذا رفض أمثال خامنئي وروحاني هذا الأمر، فإنه يجب تذكيرهم بواجبهم تجاه الإيرانيين.